انت من اجمل النساء اللواتي رأيتهن في حياتي،هذه ليست مجاملة،احب الحديث اليك وسماع صوتك واجلس احيانا ساعتين انظر فيها الى صورتك وانت صلعاء ... بهذه الكلمات تحدث مروان لي من امريكا بعد العديد من محاولاته الحديث معي على هاتفي المحمول ليعبر من خلالها عن مدى اعجابه بي .
قرات مسجاته المتعددة والتي تؤكد لهفته الحديث معي واصراره على التواصل : " انا من يومين بحاول احكيك ... اشتقتلك وينك ،لحد الساعة اربعة الصبح وانا افكر فيك ... انا اليوم الجمعة بدي اروح اصلي مش عارف اضحي بالصلاة عشان احكي معك".
كلماته غزل واتصالاته اعجاب ولهفة للقائي في القدس،المدينة التي يعشقها ويعشق التجول بها...مروان او مايكل ،عرفته عبر صفحتي الخاصة بالسرطان على الفيس بوك،كان لقاؤنا على الشات بالصدفة،حينها طلب مني الزواج بعد دقيقتين من الدردشة،ضحكت من اعماقي وسألته اتعرفني لتقرر ذلك،رد بسؤال هل عرفت زوجك جيدا قبل الزواج اجبته لا ،وبعد الزواج اجبته ايضا لا واكد وبعد الانفصال اكدت له "لا" ، فقال : "اذا لماذا تطلبي مني معرفتك ما دمنا لا نعرف بعضنا ولا بأي مرحلة من حياتنا".
كانت محادثته الاولى ما يقارب العشر دقائق مع شخص لا اعرف عنه سوى اسمه واصله الفلسطيني من غزة ومتزوج من لبنانية وفي اجراءات الطلاق ولديه ابنة في الحادية عشر من عمرها ... كان خفيف الحضور وكلماته عفوية بها اعجاب صارخ،اصر على التواصل معي عبر المسنجر وحينها وجدت نفسي مع حالة خاصة جريئة ،حدثني خلالها عن قراءاته اليومية لتجربتي مع السرطان"القراء بيقرأوا النص مرة واحدة بس انا بعيد عليه ثلاث مرات بكل تفاصيله" وهنا طلب مني ان اكتب شيئا خاصا له وابلغته ان معرفتي به ستكون ضمن يومياتي.
اجلس الى نفسي في كثير من الاحيان اتفاجأ مما يحدث لي ...عائلتي تكبر يوما بعد يوم واجد الاصدقاء الذين ينضمون الى صفحتي ويعبرون فيها عن مشاعرهم تجاهي هم جزء من عائلتي ... لم اكن يوما احلم ان اجد اشخاصا يصلون ليلي بنهاري،يتابعونني بوسائل مختلفة بعضهم من يتصل هاتفيا والاخر عبر الرسائل وغيرهم عبر الايميلات وايضا على الفيس بوك ... ما اروع ان تجد نفسك في محيط يحبك ويحتضنك ويعبر بشفافية عن رغبته بالتواصل معك،لقد نسيت السرطان بل وللحظة احببته لانه جعل دموع الالم هي دموع فرحة،بالامس اتصل بي صديق عرفته في فضائية ميكس اسامة المصري حيث التقينا هناك في حيفا ، حادثني وقال لي جملة اقشعر بدني وتمنيت لو تفتح الارض وتفجرني طاقة لاقدم له شكرا مليئا بحب الحياة حيث قال "انا لا انحني لاحد ولكن لميساء سأرفع الطاقية وانحني" واليوم حدثتني سيدة رائعة اسمها جانيت اعتدت على استقبال رسائلها وتعليقاتها على صفحتي ، كان حديثها كأنها تعرفني منذ فترة طويلة وبصوتها الرقيق قالت : " انا كتير حابة اشوفك ولازم نلتقي" وايضا الرائعة تغريد العزة والتي اعشق ضحتها وخفة روحها واشكرها ما كتبته عني في نص جلسة نسائية ، وايضا حبيبتي سناء لهب الاعلامية والممثلة التي فعلا هزت عرش مملتكي بكلماتها وروحها، وماذا اقول للدكتور مازن صافي حيث اعجز عن شكره لما يكتبه عني واهتمامه بتفاصيلي ، وسائد مشارقة الذي عمل لي صفحة ميساء اقوى من المرض وطارق من قلقيلية الذي يهاتفني بشكل يومي ليطمئن علي وما اروعه حين يقول نحن نستمد القوة وحب الحياة منك وايضا محمود الشاويش الذي يشعرني بطعم اخر للحياة حين نتهاتف وقهقهات ضحكاتي لا تتوقف من جمالية روحه،وعدي الذي يشعرني دائما بحبه لي وان ميساء هي ميساء بشعر او بدون شعر ويقول : "انت قمر بكل حالاتك" وابو سلامة الذي يسخر وقته ليشعرني بقربه واحيانا اخجل من كلماته التي اعجز احيانا عن الرد عليها ... لم اتخيل يوما ان اجد عائلتي اجزاء متكاملة من حيفا والناصرة والقدس ورام الله وغزة ونابلس وقلقيلية وام الفحم ... وايضا جميع الاصدقاء الذين اعرفهم خارج حدود الانترنت وعالمه وما زالوا يتواصلون معي من فرنسا والسعودية والامارات وغيرها .
كم محظوظة انا ... هكذا افكر حين اجلس وحدي،حين ارى عائلتي تكبر يوما بعد يوم حين جمع سرطاني فلسطين بلا حدود ولا حواجز ،استمتع بسماع اصواتهم وامتع اذني بلهجاتهم واضحك على ضحكاتهم وتتلاقى احاديثنا عن حياتنا الخاصة دون تلاقي اجسادنا التي نعرف ملامحها على صورة تفتقد الروح،احببتهم واحببت روحي معهم،ما اجمل ان اشعر بأنني اكتسبت قلوب النساء مع السرطان مع انني كنت اكتسب قوب الرجال قبله،وهذا اهم انتصار لي ليس على المرض بل على عزلتي السابقة مع النساء اللواتي اشعر اليوم انهن الاحب الى قلبي مع كل تنهيدة الم تخرج من ثديي المثقل بالسرطان .
