استضاف، مساء السبت مركز محمود درويش الثقافي في مدينة الناصرة، لقاء لكتاب يهود وعرب وحضره كوكبة من الكتاب والشعراء والمحاضرين والفنانين والصحفيين والمفكرين ومن بينهم عضوي الكنيست محمد بركة والدكتور حنا سويد، ورئيس بلدية طمرة عادل أبو الهيجا ووزير المعارف الفلسطيني السابق يحيى يخلِف وبرفقته رموز من السلطة الفلسطينية، والكاتبين يهوشوع سوبول ونير برعام وغيرهما من أدباء وقادة جمعيات وقوى يسارية يهودية، بالإضافة لرئيس البلد المضيف المهندس رامز جرايسي ومن إليه من أعضاء مجالس وبلديات في الناصرة وتل أبيب، ووجوه مرموقة من نساء ورجال تنادوا ووقعوا واكدوا على اهمية الاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مشيدين بمساعي السلطة الفلسطينية لطرح الموضوع على الجمعية العمومية. كما يأتي هذا اللقاء، الذي سيله لقاء آخر في تل أبيب، تتويجا لحملة تواقيع، لأكثر من 600 شخصية بارزة في مختلف المجالات خاصة في مجالي الأدب والفن في الشارع اليهودي والعربي على السواء.
هذا وتولى رئاسة وإدارة اللقاء الأديب محمد علي طه حيث رحب بالحضور ثم تطرق الى موضوع إقامة الدولة الفلسطينية واعتراف الجمعية العمومية بها وما يقابله من حكومة الثمانية الإسرائيلية ونهجها المتطرف والأعمى قائلا، ان الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية هي مصلحة لكلا الدولتين، داعيا ايهما بعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العمومية للعودة الى طاولة المفاوضات مستندين لقرارات الشرعية الدولية وإحلال السلام.
من جانبه رئيس البلد المضيف المهندس رامز جرايسي ألقى كلمة شاملة افتتحها بالترحيب بالحضور مشيرا الى الواقع الاحتلال وسياسة حكام إسرائيل غير المقبولة على الكثير من الإسرائيليين، مؤكدا على أهمية وضع آلية لتغير الواقع، تؤدي الى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ومن ثم مواصلة محادثات السلام بين دولتين أعضاء في الجمعية العمومية إحداها محتلة أراضيها من قبل دولة أخرى. ثم تطرق جرايسي الى نداء السلام الذي وقعه مئات الكتاب والشعراء والفنانين والأكاديميين.. والى ما يطرحه من إمكانية تغيير للواقع القائم. يضمن المستقبل للجميع.
ثم تكلم الكاتب والمسرحي يهوشوع سوبول فتطرق الى خطاب الرئيس الفلسطيني عباس حول توجهه الى الأمم المتحدة وقال سوبول ان عباس في خطابه لم ينزع الشرعية عن دولة إسرائيل وحقها في القيام بل يريد اعترافا بالدولة الفلسطينية في حدود الرابع من حزيران 67. ثم أضاف: حوالي 7 ملايين من سكان اسرائيل يعيشون على 20 الف كيلو متر مربع في وقت يعيش حوالي 4 ملايين فلسطيني على 6 آلاف كيلو متر مربع فكيف يمكن، أمام هذا الواقع، قطع ولو كيلو متر مربع من هذه المساحة.. وما طرح موضوع الاعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي، ليس أكثر، من ألغام يضعها نتنياهو في الطريق نحو السلام. وانتهى سوبول الى القول: بعد الاعتراف بالدولة يمكن حل معظم القضايا. ونحن اليهود العرب في هذا النداء هدفنا توحيد كل القوى من اجل مستقبل أولادنا جميعا وعليه أبارك الاعتراف بالدولة الفلسطينية العتيدة.
الأديب يحيى يخلف وزير المعارف الفلسطينية سابقا أشار في في خطابه إلى أن مبادرة التوقيع على النداء وما طرحه من مضامين مستقبلية وقيم إنسانية لاقى ترحيبا من كل من اطلع علية من الشعب الفلسطيني، بما فيهم الرئيس محمود عباس ورئيس الحكومة سلام فياض وغيرهما من شخصيات فلسطينية طلبوا جميعا نقل التحيات للمبادرين ولكل من وقع على النداء مؤكدين ان الشرق الأوسط والعالم يتغير، إلا حكام إسرائيل وفي مقدمتهم نتنياهو بقوا متحجرين يواصلون احتلال أراضي الغير. مؤكدا ان إقامة الدولة الفلسطينية بحدود الرابع من حزيران هي مصلحة إسرائيلية فلسطينية بحيث تنعم هذه المنطقة المقدسة بالسلام العادل.
اما تمار زاندبرغ عضو بلدية تل أبيب فقالت، انا انتمي لجيل اخذ يصغي لأهمية إقامة الدولة الفلسطينية وان الحكومة اذا لم تجد الحل فان الشعب سيأخذ الأمر الى يده كما فعل أخوتنا المصريين.
كما قرأ الكاتب عصام خوري مدير مؤسسة محمود درويش للابداع رسالة بليغة موجهة الى المجتمعين من الشاعر سميح القاسم بعد ان تعذر عليه الحضور لأسباب صحية.. أكد فيها القاسم على النضال المشترك ضد الحرب والعنف والكراهية والتطرف والتزمت، محملا مسؤوليتها لحكام إسرائيل. ثم تكلمت ياعل يئير من مركز السلام فاشارت الى 10 أسباب من اصل 50 سببا لماذا يقولون نعم للدولة الفلسطينية منتهية الى القول نريد العيش بدون خوف في دولة فيها مساواة وسلام. وبدورها ابنة مجد الكروم الكاتبة أسمهان خلايلة أشارت الى أهمية السلام واهمية ان تنعم الدولة الفلسطينية بالاعتراف ويعم السلام وتتاح الأجواء الصافية للإبداع، مؤكدة ان على هذه الأرض الكثير مما يستحق الحياة. واختتم الكاتب الشاب نير بارعام مشيرا الى نهج نتنياهو الخاطئ في تقدير الأوضاع منوها الى القوى اليسارية في الوسطين اليهودي والعربي مشددا على اهمية تلاحمها وفتح المجال لتعددية الآراء.