بدعوة من مجلسي كفر ياسيف وأبو سنان شهد شارع رقم 70 وليس بعيدًا عن المكان الذي اعتدت به الشرطة على الشابين عاصي نعيم شحادة وعيسى هكول، مظاهرة احتجاجيَّة شارك بها المئات من سكان البلدتين ووفود من القرى المُجاورة احتجاجًا على همجيَّة الشرطة واعتدائها على السُّكّان دون سبب يدعو إلى القوَّة واستعمال الضَّرب والتفوُّه بكلام عنصري وبذيء.
هذا وانطلقت المُظاهرة من أمام مبنى مجلس كفر ياسيف المحلي يميِّزها الوجوه الشبابيَّة من رجال ونساء وبمشاركة عدد من الشخصيّات الرَّسميَّة والدينيَّة الشعبيَّة تتقدَّمهم الشعارات الاحتجاجيَّة، المُندِّدة بتصرُّف الشرطة غير المبرّر. وصولا الشارع الرئيسي الذي يشهد عادة اكتظاظات مروريَّة في مثل هذا الوقت من كل أسبوع ، الأمر الذي دعا بعض السائقين، بعد أن قرأوا الشِّعارات المكتوبة بالعربيَّة والعبريَّة، لإركان سيّاراتهم جانبًا والمشاركة بالتظاهرة أو إعلان التأييد بمختلف التعابير. في حين تولى عرافة البرنامج الخطابي الأستاذ سمير شحادة منوِّهًا إلى أهداف المظاهرة مستنكرًا ما قامت به الشرطة، ثم أعطى حق الكلام لرئيس مجلس كفر ياسيف المُربّي عوني توما فتطرَّق بدوره إلى التصرُّف الهمجي وغير الأخلاقي للشرطة مؤكِّدًا نهجهم العنصري حين تكون الضحيَّة من العرب.
كذلك تكلم عضو مجلس أبو سنان ميلاد بربارة نيابة عن رئيس المجلس علي هزيمة الذي تعذر حضوره القسري، فنوَّه بربارة إلى الاجتماع المشترك مع مجلس كفر ياسيف مشيرًا إلى أنَّ القريتين تعتبران بلدًا واحد والاعتداء على أي من سكانهما هو اعتداء على البلدين.
كما تحدَّث باسم المتظاهرين كل من الكاهن عطاالله مخولي، حنا شحادة مخولي، عبد الله خوري، المحامي جريس بولس، جميلة عمار سعد، مليح نصرا وغيرهم حيث تطرقوا في كلماتهم إلى الأحداث فيما أشار بعضهم إلى الوضع السِّياسي وتوجه الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة ومحاولة الشرطة عرض عضلاتها، مطالبين بأهميَّة وحدة الصَّف والتصدّي لمثل هذه الزعرنات وطابعها العنصري.
ومن بين الكلمات كانت كلمة لشاب يهودي عرّف نفسه باسم افنر، استنكر وشجب ما قام به أفراد الشرطة من اعتداء على المواطنين العرب قائلا إنَّ وظيفة الشرطة، المحافظة على القانون وليس اختراقه، وأشار بأنه يمر عدَّة مرّات يوميًّا على هذا الشارع ويرى تلك المخالفات وشغب السياقة دون أن ترصدهم الشرطة ، واختتم كلمته بأهميَّة رفع ثقافة السِّياقة الحذرة خاصَّة بين الشباب .