"مسرحية نت" هي مسرحية لكل العائلة ولطلاب المدارس كونها تعالج موضوعـًا حسّاسًا جدا يمس كل فرد في المجتمع: شبكة الإنترنت. المسرحية تتناول بحذر شديد الحدود الدقيقة جدا بين الاستخدام الإيجابي لشبكة الإنترنت، استخداما حضاريًا وعلميا واجتماعيا مثمرا، وبين الاستخدام الطائش السلبي لهذه الشبكة والتي تكون غالبا عواقبه وخيمة على الطلاب وعلى الأهالي سوية.
المسرحية تحذر الاستخدام المتهور لشبكة الإنترنت ومن النتائج التي قد تنجم عن هذا الاستخدام السلبي من انهيار القيم والأخلاقيات وأحيانا تمزيق النسيج الاجتماعي إلى حد المواجهات العنيفة المؤسفة والتي تنتهي أحيانا بعمليات قتل، كما شاهدنا ذلك للأسف الشديد في العديد من الحوادث في مدننا وقرانا العربية. لكنها من جهة أخرى تشجع على الاستخدام الحضاري لهذه الشبكة لتقوية العلاقات الاجتماعية، في زمن تضاءلت فيه اللقاءات الاجتماعية، وعلى أن تكون هذه الشبكة مرجعا ضخما للعلوم والآداب واللغات، وأن تكون وسيلة أيضا للتواصل من أجل التغيير السلمي في جميع مجالات الحياة كالنماذج التي نراها في منطقة الشرق الأوسط وداخل البلاد. وتعالج المسرحية أيضا بشكل جدلي دور الآباء في تثقيف الأبناء إزاء استخدام الإنترنت من خلال الفجوة الكبيرة بين الجيلين جيل "الإنترنت" وجيل "الكتاب".
يتكون نسيج المسرحية من ثلاث قصص متداخلة بشكل مثير، قصة الطالبة المتفوقة "نرمين" التي تتهمها زميلاتها، ببراءة، بأنها متخلفة لأنها لا تسمح لنفسها باستخدام الـChat والـFacebook للترفيه عن نفسها وأنها لا تعيش جيلها لأنها حذرة لدرجة الانغلاق. تختلط الأمور على "نرمين" وتبدأ باستخدام الانترنت بشكل عشوائي وتحت اسماء مستعارة. يلاحظ والداها ذلك ويقرر الأب أن يلقنها درسا لا تنساه حيث يتعلم استخدام الحاسوب ويبدأ بمراسلتها تحت اسم مستعار... ومن هنا تتطور الاحداث الدرامية المثيرة للمسرحية؟ ماذا يا هل ترى سيقوم به الأب، كيف ستواجهه هي عندما تعرف الحقيقة؟!!!
القصة الثانية تتطور عندما "تتسلى" إحدى زميلات "نرمين" وتدعى "سندس" بمراسلة امرأة بالغة وجدية ، تحت اسم مستعار على أنها شابا جديـًا يريد الزواج منها؟ لكن المفارقة هي أنه عندما يتم اللقاء بين الاثنتين يتضح أنهما تعرفان بعضهما؟... كيف سيكون اللقاء؟ وكيف ستتم مواجهة الحقيقة؟!!!
أما القصة الثالثة فهي قصة زميلة نرمين "ابتسام" وشقيق سندس علاء اللذان دون قصد يشوهان صور بعضهما البعض وينشرانها بالإنترنت دون أن يعرفان أن سيكون لذلك نتائج تراجيدية وشجارات عنيفة بين عائلاتهما وربما "بالترحيل" من البلد.
تنتهي المسرحية بدروس وعبر تستخلصها كل شخصيات المسرحية تحذر من العبث في الإنترنت وأن الأمور قد تبدو لأول وهلة بسيطة ومسلية لكنها في النهاية تكون تراجيدية.
تدور أحداث المسرحية على خشبة مسرح تحولت بفضل الديكور الذي يعتمد على المولتيميديا إلى كمبيوتر حيث يتخيل الجمهور وكأنه يرى أحداثا من خلال شاشة الكمبيوتر وكل ذلك على أنغام أغاني موسيقى الراب التي يؤديها الممثلون أنفسهم.
المسرحية من تأليف وإخراج: عماد جبارين، تمثيل: (حسب الظهور على المسرح) أسيل أبو ورده، شادي سرور، حنان حلو، ريما هيب.. موسيقى راب: عبد الهادي عناية.