زار رئيس الدَّولة شمعون بيرس مساء اليوم الاثنين قرية طوبا الزَّنغريَّة يُرافقه وفدٌ كبير من رجال الدّين من الطوائف الأربع ، يتقدَّمهم الشيخ سمير عاصي إمام مسجد الجّزار في عكا ، فضيلة الشيخ موفق طريف الرَّئيس الرّوحي للطائفة الدُّرزيَّة ، المُطران الياس شقور والبطريرك ثيوفيلوس والحاخامان يونا ميتسغر وشلومو عمار ، زاروا القرية مُستنكرين بشدَّة الاعتداء على مسجد " النور " في القرية وإحراقه وبداخله الكتب المُقدَّسة الليلة الماضية .
وتحدَّث بيرس في الاجتماع الذي حضره أهالي القرية قائلا : " دولة اسرائيل لن تتساهل مع تدنيس مكان مُقدَّس على أيدي مُشاغبين ، أنا مذهول ومرتعش من الصَّميم وأشعر بالخزي والعار ممّا رأيناه ، وما من إسرائيلي لا يشعر بالخجل من هذه الفعلة " . وأضاف قائلا : " بدورنا كشعب اسرائيل نهتم بأن يتمكن كل انسان ومواطن في هذه الدَّولة من أداء صلاته ونحترم كافة الدِّيانات وحق العبادة وما حصل مناقض للقانون ومنافٍ للإيمان ، للآداب والتوراة ونحن نرغب بالعيش معًا بالأخوَّة والتآخي" .
وتطرَّق بيرس في كلمته إلى المسؤوليَّة المُلقاة على عاتق السُّلطات لمنع تكرار حوادث مُشابهة وأوعز الشرطة والسُّلطات بأن تتعامل بحزم وبأقصى المُستطاع في سبيل إلقاء القبض على الأشخاص الفظيعين الذين أقدموا على هذه الفعلة.
وأنهى بيرس كلمته بمواساة أهل طوبا الزنغريَّة بمصابهم الذي اعتبره مصاب الدولة عامَّة مُباركـًا أهل القرية على صبرهم وانضباطهم وتمنى أن لا ترى الدّولة إلا السّلم والسّلام والعدل والأمن والأمل .
وتحدث الحاخام شلومو عمار مُناديًا بمُظاهرة تسامح بين الطوائف . وأضاف قائلا : " إني استصعب استيعاب ما حصل وليس هناك من شيئ أفظع من ذلك ، وطالب الشرطة باتخاذ إجراءات مُكثفة وحازمة من أجل تقديم مُرتكبي الجريمة إلى العدالة ، واصفًا الاعتداء على المسجد بالإرهابي . وأردف قائلا : " إنَّ الفاعلين لم يمسّوا بقرية واحدة أو بمسجد واحد إنما بطريقنا جميعًا " .
وتحدَّث فضيلة الشيخ موفق طريف الرَّئيس الرّوحي للطائفة الدُّرزيَّة الذي سبقَ وأصدر بيانـًا يستنكر فيه الفعلة الفظيعة قائلا : " إنَّ من يمس بمكان مُقدَّس يأتي على نفسه بالخزي والعار ليس إلا ، وباسم أبناء الطائفة المعروفيَّة أستنكر هذا العمل المُشين بشدَّة ونـُدين فاعليه وندين كل من يعتدي على الأماكن المُقدَّسة وكل من تسوِّل له نفسه إشعال نار الفتنة والخلاف على أساس ديني والمس ببيوت الله " .
تلاهُ المُطران الياس شقور مُتحدِّثـًا باسم الطائفة المسيحيَّة قائلا : " إننا نضم صوتنا إلى صوت رئيس الدَّولة الذي تكلم بعاطفة صادقة عن استنكاره واستنكارنا لهذه الفعلة البشعة ، نحن نأخذ من المُرّ حلاوة رغم كل بشاعة الفعلة ، نرى رئيس الدّولة والحاخاميّين الكبار ورؤساء الأديان المُختلفة يأتون إليكم ليقولوا إنَّ جرحكم هو جرح كل مواطن في هذه البلاد " .
أمّا إمام مسجد الجزّار الشيخ سمير عاصي فخطب خطبة مؤثرة أعرب فيها عن ألمه الشديد لما أصاب بيت الله في طوبا الزنغريَّة داعيًا الله أن ينتقم من الجناة .