بناء على دعوة بلدية شفاعمرو، ومؤسسة محمود درويش للإبداع كفر ياسيف، وبحضور جماهيري حاشد، ولفيف من المثقفين والأدباء، رؤساء البلديات والمجالس المحلية ،جرى مساء أمس الأربعاء 12/ 10 /2011 ،اطلاق اسم محمود درويش على شارع في شفاعمرو، وذلك بإزاحة الستار عن اللافتة التي تحمل اسم الشاعر الراحل. ويقع الشارع قبالة البريد المركزي في المدينة،- مدخل شفاعمرو الجنوبي .
شارك في ازاحة الستار،مع رئيس بلدية شفاعمرو ناهض خازم، ياسر عبد ربه: أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، والنائب محمد بركة: رئيس الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، وسماحة القاضي الدكتور أحمد ناطور: رئيس محكمة الاستئناف الشرعية العليا.
وفي جو حضاري وانساني بهيج، انتقل الحضور إلى قاعة البلدية للإحتفاء بهذا الحدث الثقافي، الذي افتتحه الكاتب عصام خوري: المدير العام لمؤسسة محمود درويش للإبداع- كفر ياسيف، بكلمة عبّر فيها عن تقدير المؤسسة لهذه اللفتة الطيبة التي بادرت إليها بلدية شفاعمور في اطلاق اسم محمود درويش على المدخل الجنوبي للمدينة، وقال: بصفنتا المؤسسة المشاركة في الدعوة إلى هذا الحدث ، فاننا نعتبر ذلك علامة ترسيخ تراث محمود درويش في وجدان أجيالنا الصاعدة خاصة، ونأمل أن تواصل بلدياتنا ومجالسنا المحلية هذا النهج الحضاري الذي نراه يعزز الإنتماء.
رئيس البلدية السيد ناهض خازم، ركز في كلمته على ضرورة الاهتمام بمبدعينا وتراثنا، وان اطلاق اسم الشاعر الكبير محمود درويش على شارع في شفاعمرو، يعتبر مدعاة فخر واعتزاز لجميع ابناء هذه المدينة، خاصة أن الشاعر محمود درويش حمل هموم وأحلام شعبنا الفلسطيني إلى العالم بحيث صار عدد الذين يتفهمون قضيتنا يزداد يوماً عن يوم، وأشار إلى أن بلدية شفاعمرو كانت قد اطلقت اسم الشاعر توفيق زياد على احد شوارعها، كما أن البلدية بإدارتنا منحت قبل مدة شاعرنا سميح القاسم مواطنة شرف، وسنواصل العمل على تحقيق أن تكون مدينة شفاعمرو عاصمة الثقافة في هذه البلاد.
أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية: ياسر عبد ربه، تحدث عن الدور البارز للشاعر محمود درويش في صياغة أدبيات الثورة الفلسطينية، وكان احد الذين رفعوا شأن الثقافة الديمقراطية الفلسطينية، ولا نستطيع إلا أن نجل الأدباء والكتَّّاب الفلسطينيين، أمثال: اميل حبيبي، وتوفيق زيَّاد، واميل توما، وغيرهم من الكتاب، باعتبارهم الرّواد في رسم ثقافتة علمانية أنارت الطريق أمامنا، وأضاف: محمود درويش كان الصوت العلماني الثقافي المتنوّر والواقعي والحالم للثورة الفلسطينية، وإن أهم الوثائق التي تؤرخ لنضال الثورة الفلسطينية المعاصرة وضعها محمود درويش، من الخطاب الاول لعرفات في الأمم المتحدة الذي أطل عبره على العالم بلغة جديدة ظلّيواصلها في مخاطبة العالم، حتى اكسب القضية الفلسطينية من خلال دفاعه عن الحرية والديمقراطية، الكثير من الأبعاد الانسانية والثقافية والسياسية.
النائب محمد بركة: رئيس الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة،عبّرعن اعتزازه بالانتماء الى هذه المدينة التي تكرّم شاعر فلسطين، وشاعر الانسانية محمود درويش، موجَّهاً تحية لرئيس البلدية ناهض خازم، ولنائب الرئيس مسؤول الثقافة والفنون، أحمد حمدي، ولرئيس لجنة التسميات في المجلس البلدي، زهير كركبي، وللمجلس البلدي بكافة اعضائه،وقال:لن تضيف تسمية شارع لمحمود درويش شيئا، بقدر ما تضيف لنا أشياء وأشياء، أولها أننا شعب يحترم رموزه ومبدعيه، وآخرها الانتماء إلى فضاء الحضارة والانتماء، خاصة أن الشاعر هو قضية ... ومحمود درويش الشاعر أكثر من تناغمت مع شعره القضية، وأكثر من تناغم هو ذاته في القضية، حتى بلغ الامر حد الارتباك، فاذا قلت فلسطين، فكأنك قلت درويش .. واذا قلت محمود، فكأنك قلت : فلسطين. وأشار أن خطاب الرئيس في الامم المتحدة كان رائعاً وكاملاً، وقد استوقفته عواصف التصفيق وخاصة عندما اقتبس أبو مازن من شعر محمود درويش هاتفا : "ولنا هدف واحد.. واحد أن نكون" لكن التصفيق لم يطال النص، بل انفجر بعد اسم الشاعر، فهل رأيتم شاعراً ببيت شعر يحتل الامم المتحدة بهذه اللباقة النادرة ؟
سماحة القاضي الدكتور أحمد ناطور: عضو المجلس الإستشاري لمؤسسة محمود درويش للإبداع، ورئيس محكمة الاستئناف الشرعية العليا، تحدث عن محمود درويش الشاعر والإنسان، متوقفاً عند سعيه الدائم من أجل أن ينال شعبه الحرية والاستقلال، وبيّن أن "الدرويش" شاعر ظاهرة، وشاعر الثورة والقضية الفلسطينية والعروبة الذي لا يشق له غبار، ثم تحدث عن دوره البارز في رفع راية قضية الشعب الفلسطيني الى أهم المنابر العربية والعالمية، وأثنى على مبادرة بلدية شفاهمرو في اطلاق اسم شارع في المدينة على اسم محمود درويش، وعبّر عن اعتراز المؤسسة بمشاركتها تحقيق هذا الإنجاز الثقافي الذي يليق ببلدية شفاعمرو وبأهلها.
المحامي جواد بولس -- القى كلمة المؤسسة، استهلها: "أغار منك شفاعمرو مثل غيرتك على تخليد أعلامنا ومبدعينا، وأنت بهذا تختلفين عن باقي مدننا وقرانا في عدم الإكتراث إلى هذا الجانب، مع اعتقادي بأن تخليد مبدعينا من خلال اطلاق اسمائهم على الشوارع والمؤسسات، " يتجاوز التسمية، حيث أن الشارع يعتبر مجازاً شريان الحياة النابض بالحركة والعطاء، وان التجمهر الذي شهدناه قبل قليل بمناسبة اطلاق اسم محمود درويش على واحد من شوراع هذه المدينة الخيِّرة، سيجعل المارة يستفسرون عن سبب ذلك، وسينقلون ما شاهدوه إلى من يحيط بهم، وبهذا نكون قد حققنا الجو الثقافي والإنساني الذي نحتاجه خاصة في هذه المرحلة الحرجة التي تعصف بشعبنا".
وقدَّّمت الفنانة والمطربة القديرة ابنة شفاعمرو، ريم تلحمي بمرافقة فرقتها الموسيقية، وصلة غنائية خاصة بها، ضمَّت مجموعة من قصائد محمود درويش، وأخرى من "عرس الدم" للوركا، وعدد آخر من الأغاني التي تعتمد على التراث الفلسطيني، وقد تميَّز أداء ريم بنقل الأحاسيس التي تريدها إلى الجمهور بشكل جعلة يتفاعل معها ويقابلها بالكثير من الإعجاب والتصيق.
ووصلت إلى الحفل تحية من الشاعر سميح القاسم، ألقاها نيابة عنه الكاتب عصام خوري.