ليس من السَّهل أن ترثي شخصًا عِشتَ معه أيّامًا وشُهورًا وسنوات، وهذا الشّخص هو إيهاب نجيب سرحان رحمه الله.
لقد تعرّفت عليه وزادت أسباب محبّتنا وتوطّدت أواصر صداقتنا أثناء عملنا معًا في المدرسة الابتدائيّة "هـ". كان المرحوم شخصيّة فذّة، لا يعرفها إلاّ من عايشه عن قرب؛ لأنّه كان يمتلك مواهب وقدرات، وأفكارًا متميّزة ومستنيرة.
كان خلوقًا، طيّب القلب، هادئ الطّباع، يمتاز بروح الدّعابة والمرح. إمتازَ المرحوم بقوّة الشّخصيّة، وسُرعة البديهة، وحسن الخلق، والكرم والتّواضع، وحبّ الفكاهة وكثرة الطّموح، والجدّ والحزم في العمل، وسعى دائمًا لقضاء حاجات الأهل والأصحاب، لم يعرف معنى للفشل والكلل حتّى آخر يوم من حياته.
بفقدان إيهاب نفقد علمًا عزيزًا ومربّيًا فاضلا من خيرة المُربّين ممّن نعتزّ بهم، وإذا كان الموت من الحقّ ومن قضاء الله وقدره، إنّما يبقى موروث أمثال المرحوم إيهاب صفحات مشرقة من صفحات تاريخ بلدنا، وسوف يبقى مصدر إلهام للأجيال بعده.
إنَّ فقدان المرحوم صدمة موجعة وخسارة كبيرة لحقل التّربية ولكلّ سكّان القرية، وبقدر ما خلّفه فقدان المرحوم من أسًى وحسرة في نفوسنا، ستظلّ ذكراه خالدة في قلوبنا.
نشاطركم يا آل سرحان أحزانكم، ونتقدّم بأحرّ تعازينا راجين الله عزّ وجلّ أن يتغمَّد الفقيد برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جنّاته، وأن يجعل من مصابكم ومصابنا هذا خاتم الأحزان، للفقيد الرَّحمة ولعائلته وأشقائه وأهله وذويه جميل الصّبر والسّلوان!