شاركت جموع غفيرة من أهالي ترشيحا ووفود من قرى البقيعة حرفيش وعكا وغيرها مساء يوم الجمعة باحياء يوم ترشيحا الذي تشرف على تنظيمه للسنة الثامنة على التوالي لجنة تحمل اسمه، اذ في الثامن والعشرين من تشرين اول من عام النكبة قامت الطائرات الإسرائيلية بقصف القرية بالطائرات وتهجير القسم الأكبر من خمسة ألاف ترشحاني.
 قامت الفنانة رنا بشارة بإجمال شجرة عائلاتهم، ضمن جدارية على واجهة احد بيوت العتيقة، شدت أنظار مسيرة مشاعل صامتة، جابت الشوارع لتنتهي بمهرجان حاشد قدمت له وتولت عرافته السيدة الهام دكور عضو لجنة إحياء يوم ترشيحا، مشيرة الى الآلاف من التراشحة في مخيم برج البراجنة في لبنان والنيرب في سوريا يحيون في الوقت نفسه ذكرى نكبة ترشيحا، طالبة من الجمهور الوقوف ومشاركة الفنانة المتألقة بنهجها الأصيل، امل مرقس في أغنية موطني. كما قدم ابن ترشيحا  والمقيم في طمرة خالد أبو حميده  قصيدة بعنوان "قتلوك مرتين" مشيرا الى النكبة القرية عام 48 وإحداث عام 1963 حيث دمجت ترشيحا مع معلوت في سلطة محلية واحدة (معلوت – ترشيحا). كما ألقى الطالب وجدان موسى قصيدة بعنوان "القدس" للشاعر تيميم البرغوثي.  كذلك الفنانة أمل مرقس بمشاركة فرقتها الموسيقية بقيادة ابن ترشيحا الفنان نسيم دكور شاركت بوصلة من الأغاني الوطنية شدت اهتمام وتصفيق الجمهور.
 هذا وفي حديث لمراسلنا مع الأستاذ صفوات الياس عودة حول ذكرى نكبة ترشيحا، ومهمة إحياء هذه الذكرى  فقال: انه مشهد لا ينسى حيث قامت الطائرات الإسرائيلية في فجر مثل هذا اليوم من عام النكبة برجم بيوت ترشيحا دون سابق إنذار فهدمت البيوت على رؤوس أصحابها وهم نيام وقتل العشرات من الاهالي، وفر من فر الى جوار البلد فلحقوا بهم بمدافع الهاون ففروا هاربينمن الموت. وهناك من لاذ في الكنيسة وبقي من بقي من حوالي خمسة آلاف مواطن. واضاف عودة، منذ سنوات نقوم بإحياء هذه الذكرى المؤلمة لنؤكد على هول الجريمة وفي مهمة تسليم الراية للأجيال الطالعة للحفاظ على قريتهم وأراضيها والتواصل مع أبناء بلدتهم في الشتات.
الكاتب نمر نمر قال: جئنا لنعبر عن تضامننا  مع أخوتنا التراشحة، فإذا قالوا عن مكة المكرمة ام القرى فان ترشيحا بالنسبة للمنطقة هي ام القرى، ولا ننسى فضلها أبدا حيث كانت مركز إشعاع تربوي ثقافي صناعي زراعي ووطني ونأمل ان تستعيد عافيتها لتعود الى ما كنت عليه في الماضي. وفي مثل هذا المشؤوم تعود بي الذاكرة للهول والرعب عندما قامت الطائرات نفسها بقصف المنطقة الشرقية من حرفيش  ففر الأهالي للغابات القريبة، واجبنا كجماهير عربية في هذه البلاد استمرار استنكار تلك الأحداث والتأكيد رسوخنا في وطننا وبلداتنا وحماية أراضينا.