أقامت جامعة حيفا يوم أمس الخميس مراسم إحياء ذكرى ضحايا كارثة حريق الكرمل بحُضور جمهور غفير من أبناء عائلات الضَّحايا، طلاب جامعيّين والمئات ممّن يخدمون في قوى الأمن والإنقاذ في الدَّولة وعلى رأسهم وزير الأمن الدّاخلي يتسحاك أهرونوفيتش.
وفي المراسم حصل 44 طالبًا وطالبة جامعيّين كلٌّ على منحة على اسم إحدى ضحايا الكارثة يتعهّدون من خلالها بالحفاظ على علاقة واتصال مع عائلة الضحيَّة والعمل جاهدين على تخليد ذكراها. وجاءت المِنَح بتبرُّع سخيٍّ من السَّيِّد ليئون تشرني، رئيس مجلس أمناء الجامعة .
وافتتحت المراسم بحلقة نقاش في موضوع "القيادة كمفهوم حياة" بمُشاركة رونة رمون والجنرال اسحاق بريك وبإرشاد البروفيسور ميخال شماي من فرع علوم الرّفاه والصِّحَّة في جامعة حيفا. وقد تحدَّثت رمون عن المراحل التي علينا تخطّيها في حال فقدان أحد الأقرباء وكيفيَّة التعامل مع الصّعاب.
وتحدَّث في المراسم عددٌ من الطلبة الجامعيّين الحاصلين على المنحة الذين عبّروا عن حزنهم لحزن العائلات الثكلى وأعربوا عن فخرهم بتسلم المنحة والعمل على تخليد ذكرى الضحايا والحفاظ على اتصال مع عائلاتهم.
كما تحدَّث وزير الأمن الدّاخلي يتسحاك أهرونوفيتش الذي قال : " ليس بصدفة أنَّ الجامعة التي احتضنت لسنوات قوى الأمن وساعدت بشكل كبير قوى الأمن والإنقاذ أثناء الحريق هي من تمد يد العون اليوم لتخليد ذكرى الضحايا".
وعبَّر أهرونوفيتش عن تضامنه مع عائلات الضَّحايا قائلا : " أدرك جيِّدًا أنَّ مُرور الوقت لن يُزيل الألم". وأضاف : " في طريقي إلى هُنا ألقيت نظرة على منظر جبل الكرمل ولاحظت سيطرة اللون الأخضر على ما خلفه الحريق من سواد ولاحظت عودة المباني من جديد". وبدوره وَعَد أهرونوفيتش بعدم السّماح بحدوث أمر مماثل حاضرًا ومُستقبَلا. كما تطرَّق إلى المساعدة الكبيرة التي ساهمت بها جامعة حيفا يوم الكارثة إذ أقيمَ مركز القيادة وسيطرة طواقم الأمن والاطفاء والإنقاذ في الحرم الجامعي وعمل كل من في الجامعة وعلى رأسهم رئيس الجامعة البروفيسور أهرون بن زئيف كل ما في وسعهم لمُساعدة الطواقم في مُقاومة ومُكافحة الحريق.
وتحدَّث كذلك رئيس جامعة حيفا، البروفيسور أهرون بن زئيف مُخاطِبًا العائلات الثكلى إذ قال : " ألسنة النيران القاسية التي سيطرت على جبل الكرمل أودت بحياة 44 روحًا طاهرة، كل الرّاحلين كانوا أبطالا إذ ضحّوا بأنفسهم من أجل إنقاذ حياة غيرهم وكلّ منهم هو عالم بحد ذاته، وقُطِفوا من الحياة في ريعان شبابهم. أقل ما نستطيع تقديمه هو الوُقوف إلى جانبكم والعمل قدر المُستطاع على تخليد ذكرى أبناءنا الرّاحلين وعمل كل شيء لمنع حُدوث كارثة كهذه مرّة أخرى".
وفي نهاية المراسم اتَّحد أبناء العائلات الثكلى مع طلبة الجامعة الحاصلين على المنح وضمّوهم إلى صدورهم ليبدأ من هناك مشوار كل طالب مع إحدى العائلات وتخليد ذكرى ضحايا الكارثة وهذا يُؤكِّد على العلاقة المميَّزة وغير القابلة للكسر بين جامعة حيفا وعائلات الضَّحايا.
קרדיט תמונות : גיל הדני
haifa.ac.il