بمُبادرة من مُجمَّع اللغة العربيَّة افتتحت جامعة حيفا اليوم الاثنين مؤتمرات الاحتفاء بالأديب المصري الرّاحل نجيب محفوظ بمُناسبة مُرور 100 سنة على مولدهِ، حيثُ تمتد المؤتمرات على مدار ثلاثة أيّام بين الثاني عشر والرّابع عشر من هذا الشَّهر، إذ يُقام المؤتمر الثاني يوم غدٍ الثلاثاء في جامعة تل أبيب والثالث تستضيفه جامعة بن غوريون في النقب بعد غدٍ الأربعاء.
وفي جامعة حيفا حضر المؤتمر عددٌ من أساتذة ودكاترة اللغة العربيَّة من مختلف الجامعات والكُليّات في إسرائيل بالإضافة إلى جمهور من الشّعراء والكُتّاب والطلبة الجامعيّين من قسمي الآداب والعُلوم الإنسانيَّة واللغة العربيَّة وآدابها.
وافتتح المؤتمر بكلمات ترحيبيَّة من الدكتور جلال عبد الغني، وعميد كليَّة الآداب والعُلوم الإنسانيَّة، البروفيسور رؤوبين سنير الذي قال : "كلّما ابتعدنا عن تاريخ وفاة الأديب نجيب محفوظ كلّما عرفنا قيمته العظيمة إذ أننا نتعرّف من خلال نجيب محفوظ على الإنسان العربي والعائلة العربيَّة وإنّه لمن الضروري قراءة أدبه". كما تحدَّث رئيس قسم اللغة العربيَّة وآدابها في جامعة حيفا، البروفيسور ابراهيم طه قائلا : "إنَّ نجيب محفوظ كتب عن القاهرة في ظروف قاهرة وأدبه لم يكُن مصدر رزق له على الإطلاق".
وتفرّع المؤتمر إلى جلستين ترأس الأولى منهما د.ابراهيم جريس وتحدَّث خلالها كلٌّ من: البروفيسور مناحيم ميلسون والذي تربطه بنجيب محفوظ روابط شخصيَّة وروابط أدبيَّة، د. محمود غنايم والدكتور سامي ميخائيل.
وكان عنوان مُحاضرة البروفيسور مناحيم ميلسون "نجيب محفوظ: ما ظهر من الاسم وما خفي"، إذ وقف من خلالها على اهتمام نجيب محفوظ بأسماء الشّخصيّات في قصصه، مُحاولا الرَّبط بين أسماء الشَّخصيّات ووظيفتها في القصَّة.
أمّا مُحاضرة الدكتور محمود غنايم فكانت بعنوان: "محطات أخيرة في تجربة محفوظ الأدبيَّة"، تناول من خلالها المرحلة الواقعة في الثّلاثين سنة الأخيرة من الإبداع القصصي لنجيب محفوظ والتي لم تلقَ الاهتمام الكافي من قبل النّقاد مُقارنة بالمراحل الأولى لما تحمل هذه المرحلة من سمات تتلخص في: الإيقاع السَّريع، هاجس السّيرة الذاتيَّة، منابع الطفولة، التكنوقراطيَّة والتَّناص الدّاخلي.
أمّا الجلسة الثانية فقد تولى عرافتها أهارون جيبع- كلاينبرجر وتحدَّث فيها: د. مسعود حمدان، د. كلارا سروجي- شجراوي، د. كوثر جابر.
وجاءت مُحاضرة د. حمدان بعنوان " أخناتون محفوظ بين الشّاعر والحاكم: "العائش في الحقيقة" وجوهر الفن الحقيقي". تناول من خلالها عدَّة أسئلة محوريَّة حول رواية محفوظ، "العائش في الحقيقة"، من بينها :"لماذا كان على اخناتون بطل الرّواية أن يتنازل عن القوّة الممنوحة له طلبًا للحقيقة؟ ولماذا تنظر هذه الرِّواية إلى "الحقيقة" و"السُّلطة" كنقيضين؟" وغيرها من الأسئلة التي تطرَّق د. حمدان إلى الإجابة عن أهمّها، منها: أوَّلا، مفهوم التناقض الذي يُشكِّله النسيج الرّوائي بين الشّاعر والحاكم، وثانيًا، تعريف جوهر الفن الحقيقي من جانب مُبدع رفض الحُكم.
أمّا مُحاضرة د. كلارا سروجي شجراوي فكانت بعنوان " التَّوظيف الفنِّي للحُلم في رواية "الشَّحاذ" ". والتي هدفت إلى الإجابة عن: أوّلا، سبب لجوء نجيب محفوظ إلى تقنيَّة الحُلم وهدفه النهائي منها، ثانيًا، ما الذي يُميِّز الحُلم عادَة وكيف يتجلى ذلك في النَّص الرّوائي، وثالثـًا، كيف نُفسِّر الحُلم في رواية "الشَّحاذ".
واختتمت الجلسة الثانية والأخيرة بمُحاضرة د. كوثر جابر وكانت بعنوان: "حواريّات نجيب محفوظ: بوادر التَّجريب في فن "القصَّة المسرحيَّة" وَ"المسرواية".
وفي نهاية المُؤتمَر تمّ إفساح المجال أمام الحُضور لطرح أسئلتهم على الأساتذة المُحاضرين.