فارس كفرساوي آخر ترجّل عن حصان الإبداع والعطاء تنادى أصدقاؤه وكل محبيه من أهل، وسكان بلد، ومن كل حدب وصوب ليكرموه في حفل تأبين مهيب يليق بفارس رقى بإبداعاته وغمر معارفه وكل من عرفه بنقاء إنسانية ونبله وكرم أخلاق.
بمثل هذه الكلمات افتتح عريف الحفل الدكتور الشاعر منير توما مهرجان التأبين طالبا من الحضور، على مختلف مناهجهم الدينية والأدبية والاجتماعية، بعد ان غص بهم المركز الثقافي البلدي، بالوقف دقيقة صمت، صفاء وإجلالا لفقيد البلد والمجتمع العربي عامة، الشاعر والأديب الفنان سليم مخولي (ابو حبيب 1938ـ 2011). بعد ذلك واصل د. توما عرافة الحفل بإلقاء قصيدة أشاد بها بدور ومآثر الراحل مخولي. ثم قدم قدس الأب عطالله مخولي، قريب الفقيد، كلمة مخضبة بالعِبر والمواعظ الدينية قائلا ان أبا حبيب لوّن بفكره وعمله وقلبه وطبه العديد من حنايا هذا البلد والجليل عامة، بذخر تتوارثه الأجيال. كما رحب الكاهن مخولي باسم العائلة بالحضور متمنيا لهم دوام البقاء.
رئيس المجلس المحلي عوني توما، أشار إلى ان كفر ياسيف وربيباتها فقدت علما من أعلام ميادين الطب والأدب والشعر والفن التشكيلي، ومتطوعا في إحياء تراث بلده وإبراز عراقة هذا الوطن. كما نوه توما لدور مخولي الوطني ودفاعه عن الأرض ونهجه الأصيل الشريف.
اما ابن صفه خريج مدرسة يني الثانوية البروفيسور سليمان جبران فسخر من الموت ونهجه غير العادل وترّكه لمن يتمنونه لسبب او آخر، وأخذه لمن يفور حيوية وشبابا وعطاء. وأضاف جبران ان سليم الطبيب والشاعر والفنان عاش حياته كلها نظيف اليد والقلب واللسان مستقيما كالشعاع، كرس حياته لخدمة قريته وشعبه ووطنه.
بدورها الأديبة د. راوية بربارة، نيابة عن جمعية "إبداع"، تطرقت الى محطات ومواقف ساهم وشارك بها الراحل، على صعيد مهنته كطبيب وكمشارك في معارض تشكيلية ومنتديات أدبية، بالإضافة الى ما خطه قلمه ولونت ريشته، مضيفة ان هذا المبدع عرف كيف يخرج الكلمات من قلبه، لوحات وصورا وكيف يرسم اللوحات قصائد نور..
عريف مهرجان التأبين الدكتور منير توما قال ان المرحوم مخولي دأب على ترسيخ علاقات وطيدة مع مدارس القرية من خلال الزيارات وإلقاء المحاضرات ومرافقة الرحلات المدرسية، وكضيف وولي أمر..
في هذا المقام تكلم كل من مدير مدرسة "البستان" الأستاذ جريس الياس، ومدير مدرسة يني الثانوية المربي صموئيل سعيد حيث تطرقا الى دور الراحل ومشاركته كطبيب وولي امر في بعض الرحلات المدرسية وكفنان وشاعر وأديب في الفعاليات غير المنهجية، منوهين الى تواضعه وغزارة عطائه واهتمامه بالمدارس والحفاظ على عراقتها وأصالتها واستمرار تطورها.
كذلك الدكتور نعيم شحادة رئيس جمعية أصدقاء مدرسة يني الثانوية قال، عرفته منذ نعومة أظافري صديقا وطبيبا لوالدي فوجدته الطبيب الوقور والفنان المبدع حيث استطاع ان يقبض على الجمر والماء في آن واحد فأمسى ركنا هاما من أركان قريتنا العريقة التي تشهد معالمها بعطائه الكبير.
هذا وشهد حفل التأبين أيضا كلمات وقصائد وترانيم دينية وكلاج صور وبرقيات تعزية وعزف موسيقي، مع حفظ الألقاب لكل من: احمد الحاج، شفيق حبيب، رزان بولس، عناد جابر، رفائيل بولس، عماد دلال، جريس سهيل جريس، خالد خوري، خليل اندراوس، محمود عباسي. وانتهى حفل التأبين بقصائد وكلمات شجية وشكر للمؤبنين وجميع الحضور قدمها أبناء المرحوم مخولي، بالإضافة لتوزيع كتاب ضم العديد من لوحات فنه وكلمات التأبين قصائد شعر لمختلف الشخصيات على مختلف مواقعهم الحياتية.