"الغشوة" عمل روائي ضخم تأليف راضي د. شحادة صدر في بيروت عن الجديد-شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، مكون من ثلاثة أجزاء في كتاب واحد يقع في 900 صفحة. أبطال الرواية من فلسطينيي ال48 ويشكل العمل خريطة سياسية واجتماعية عنهم، وعن المحاولات الحثيثة للسلطات الإسرائيلية لتعريضهم لعملية غسل دماغ رهيبة من أجل إفقادهم هويتهم الفلسطينية.
كتب الدكتور الفلسطيني والناقد المعروف "د. فيصل دَرّاج" مقدّمة للعمل جاء بضمنها:
"الغشوة" كتاب استثنائي في طموحه، وفي الجهد الذي بُذل فيه، وفي سعيه إلى أن يكون "وثيقة تاريخية"، وعملاً أدبياً "هجيناً"، يجمع بين الرواية والملحمة والقصص الشعبي، و"أدب الإخبار"، الذي يحتضن المعرفة المعيشة والنقد والسخرية. إنه نص يرثي ويصف ويحرّض، ويضع بين يدي القارئ حكايات فلسطينية واسعة، عمّا كان وانطفأ، وعمّا هو قائم ويداخله الارتباك.
يعيد راضي د. شحادة إلى الذاكرة فلسطين ما قبل ـ الاحتلال، ويبعثها حية من خلال شخصيات مألوفة زادها المتخيّل إلفةً وواقعية، متوسلاً لغة حوارية بعيدة عن المدرسي المتكلّس، وبعيدة أكثر عن اللغة الجاهزة التي تعترف بالقواميس ولا تعترف بالحياة. ولعل حيوية هذه اللغة، التي تجمع بين العامي والفصيح وما بينهما، هو ما يجعلها شخصية أساسية بين شخصيات أخرى، وهو ما يفرض "الراوي" حكاية مكتفية بذاتها وحكاية بين حكايات أخرى.
جمع راضي د. شحادة موروثاً حِكائياً واسعاً، يستنطق الذاكرة وتنطق به، ويسائل الحياة والحقيقة، وصاغ عملاً ملحمياً متعدد الوجوه، يحاور التاريخ ويعيد تأويله، ويسائل الإبداع الأدبي في إمكانياته المختلفة.
ومع أن راضي د. شحادة شاء أن يكتب التاريخ الفلسطيني كله، فقد استولد منه شخصيات نافذة التميّز، تصفه وتسرده وتعلّق عليه، كان ذلك في شخصية "راوٍ" عاش القمع الإسرائيلي، أم في شخصية "شيوعي قديم"، وزّع حياته على الأحلام والأوهام والمراهنات، النبيلة والخاسرة.
"الغشوة" كتب في كتاب، ومنظور نقدي يهدم العالم ويبنيه، وهو اقتراح أدبي خصيب، رفعه صاحبه من مقام الأفكار المجردة إلى مقام: الحكاية المكتملة المنجزة".