نظمت جمعيّة الشباب العرب-بلدنا، ندوة تثقيفيّة حضرها العشرات، استضافت، من خلالها، الباحث مهند مصطفى والذي بدوره قدم محاضرة تحت عنوان: "الحركات الإسلامية: من المعارضة الى السلطة- قراءة نظرية وسياسية جديدة لواقع متغير"، سلط من خلالها الضوء على دور الحركات الإسلامية في التغيرات السياسية والتحولات الديمقراطية مع التركيز على مصر وتونس، والتحولات التي مرت بها هذه الحركات.
استهل مصطفى حديثه بتوضيح بعض التعابير الإصطلاحيّة الدارج استخدامها، مشددا على الفرق بين "الاسلام السياسي" الذي يعالج سؤال "الدولة والحكم" وبين الحركات الاسلامية التي تناقش جوانب اجتماعية-ثقافية وفقهية. ثم استعرضت المحاضرة خلفيّة تاريخيّة حول نشوء الحركات الإسلاميّة في العالم العربيّ، مع الاشارة لأثر المناخ الإجتماعي والسياسي على تشكل الحركات وتوجهها، موضحا ذلك من خلال عرض لأهم الفروقات بين الحركات الاسلامية في دول المشرق ودول شمال أفريقيا والعالم الإسلامي، وتعامل السلطة المحتلف معهم. ثم توقف مصطفى عند المراجعات الفكرية التي قامت بها الحركات الاسلامية، موضحا ان الاسلام السياسي هو التيار الوحيد الذي أجرى هذه المراجعات.
اختتم مصطفى محاضرته بالتشديد على التعامل مع "الاسلام السياسي" ليس بحكمه تيارا جامدا، انما تيارا يراجع ذاته وفقا للمتغيرات ورؤيته للواقع، ويتمع بمرونة شأنه شأن التيارات السياسية الاخرى.
افتتح، من بعدها، باب النقاش للحضور، الذي تفاعل مع المحاضرة بشكل ملفت، من خلال المشاركة في الأسئلة والنقاش تركز معظمها في المستثبل المنظور، وملاءمة الحركات الاسلامية التي فازت في الانتخابات الأخيرة في مصر وتونس، للواقع الجديد الذي أنتجته الثورات العربيّة، وحول استطاعت هذا التيار المتمثل بالاخوان المسلمين في مصر والنهضة في تونس التكيّف لقواعد الديمقراطية الجديدة.