استضاف المركز الجماهيري في المغار عصر اليوم الجُمعة لقاءً اجتماعيًّا حول مكانة ودور المرأة في المُجتمع، حضره رئيس وأعضاء جمعيَّة مجلس أمناء الطائفة الدُّرزيَّة، رئيس وأعضاء صندوق العون الدُّرزي لتشجيع التَّعليم العالي، مُدير وطاقم ومُرِشدات مركز الشَّبيبة (מרכז נעורים) في المغار وجُمهور من المدعوّين من سكّان القرية وخارجها.
افتتح اللقاء بكلمتين ترحيبيَّتين من عُضو إدارة مجلس الأمناء، السَّيِّد عفو قزل والسَّيِّدة هدى خير، مُديرة المركز الجماهيري التي أعربت عن سعادتها باستضافة المركز الجماهيري لمثل هذه النَّشاطات التي من شأنها خلق حوار بنّاء من أجل تقدُّم الطائفة الدُّرزيَّة والمُجتمع بشكل عام.
وألقى الشّاعر أبو الوليد سلمان خليل دغش قصيدة شعريَّة بهذه المُناسبة. كما ألقت الشّاعرة آمال قزل، عُضو مجلس الأمناء كلمة أكَّدت فيها على أهمِّيَّة دور المرأة في بناء المُجتمع الصَّحيح.
وتحدَّث رئيس مجلس أمناء الطائفة الدُّرزيَّة، الشيخ حسين أبو ركن مُؤكِّدًا على حقوق المرأة الدُّرزيَّة في المُجتمعات المُختلفة قائلا : "حريَّة المرأة لا تنبع إلا من ذاتها هي". مُشيرًا إلى المجالات المُختلفة التي من حق المرأة الانخراط فيها كالتعليم العالي وسوق العمل. وانتقد واستنكرَ القوانين والممنوعات التي "يخلقها" المشايخ في الخلوات للحدّ من حقوق الفتاة والمرأة الدُّرزيَّة وعرقلة مساواتها بالرَّجل والوقوف في وجه تقدّمها الذي من شأنه المُساهمة في تقدُّم المجتمع ككل.
وأضاف الشيخ أبو ركن أنَّ وضع الطّائفة الدُّرزيَّة في اسرائيل اليوم "أحطّ" وضع موجود، واصفًا إيّاه بالمزري، قائلا : "فشل الزَّعامات معروف، فلو لم تكن فاشلة لكانت الطائفة الدُّرزيَّة بألف خير". ودعا في ختام كلمته إلى التكاتف قائلا : "فقط عندما نضع أيادينا ببعضها البعض نستطيع تطهير المُجتمع من الأعشاب وعندها نستطيع التقدُّم".
وفي مداخلة للمُربِّية السَّيِّدة ليلى فرّاج، نائب رئيس مجلس الأمناء قالت: "نحنُ نعايِش تجربة فريدة من نوعها تبعث إلى الأمل نحو التَّغيير، التَّغيير الذي آن أوانه فقد بلغ السَّيل الزّبى". وانتقدت اهتمام قيادات الطائفة بالأمور التافهة وبالمُقابِل التقاعس عن بحث وحل أهم المشاكل التي تواجه أبناء الطائفة الدُّرزيَّة من مشاكل البنى التحتيَّة في القُرى الدُّرزيَّة، النِّساء المُعنَّفات، ظاهرة الانتحار وتعاطي السّموم والمخدّرات وتجاهل قضيَّة قرية الأولاد الدُّروز في حرفيش ومصير الفتيات بعد خروجهنّ منها في جيل مُبكِّر وغيرها من القضايا الخطيرة التي يواجهها المُجتمع الدُّرزي. وقالت : "دعونا نُحكِّم عُقولنا ونبتعد عن وضع العراقيل والتَّهديد بالحرمان الدّيني".
كما تطرَّقت السَّيِّدة فرّاج إلى موضوع سياقة المرأة للسّيّارات ودعت إلى إعادة النَّظر في هذه القضيَّة فقالت : "السِّياقة اليوم ضرورة من ضروريّات الحياة وليست كماليّة من كماليّاتها كما كانت من قبل". ودعت الحاضرين والجيل الشّاب على وجه الخُصوص إلى البدء بإحداث التَّغيير قائلة : "تعلَّموا، واجهوا، اتَّحدوا وذلِّلوا الصِّعاب".
وتحدَّثت السَّيِّدة سهام زغيّر خزنة، مُديرة مُنظَّمة أرامل وأيتام رجال الأمن في الوسطين العربي والدُّرزي حول تشبُّث النّساء بالدّين وناشدت النّساء بالاتِّحاد معًا من أجل تحصيل حقوقهن ومُساواتهن بالرّجال.
وتحدَّث الشّيخ زيدان عطشة، عضو الكنيست ورئيس صندوق العون الدُّرزي لتشجيع التَّعليم العالي مُشيرًا إلى سياسة الحُكومة المُجحِفة بحق أبناء الطّائفة الدُّرزيَّة قائلا : "سياسة حكومة إسرائيل يجب أن تُطوَى وتتغيَّر".
وقال الشّيخ عطشة إنَّ صندوق العون الدُّرزي قدَّم خدماته لمجلس أمناء الطائفة الدُّرزيَّة في سبيل المُساهَمة في تشجيع شباب وشابّات الطائفة على التعليم العالي. وأشاد بدور المرأة قائلا : "مجلس الأمناء لا يمكنه الاستمرار بدون العُنصر النِّسائي". وناشد الأخوات بالتَّحلي بالعزم والتَّصميم من أجل المُساهمة في تحصيل التَّقدُّم.
وفي الختام أفسح المُتحدّثون المجال أمام الحُضور لطرح تساؤلاتهم ومداخلاتهم.