غصَّت قاعة مركز محمود درويش الثّقافي في عرّابة هذا المساء بجمهور كبير من الأدباء والشُّعراء والمُثقّفين رجالات السِّياسة والمُجتمع في أمسية تكريم مُميَّزة للشّاعر الكبير سميح القاسم تُرافقه عقيلته. وحضر الأمسية عددٌ من أعضاء الكنيست العرب ورؤساء المجالس المحليَّة العربيَّة.
تولّى عرافة الأمسية الأستاذ فريد نصّار الذي افتتح الأمسية باستقبال محادثة بالصّوت والصّورة عبر "سكايب" على الانترنت كانت مُفاجأة الأمسية من أمريكا حيث كان على الخط الفنان الكبير مارسيل خليفة، الذي تحدَّث مُخاطِبًا سميح القاسم ونقل له تحيّاته شارحًا تجربته في تلحين وغناء قصائد من شعر سميح القاسم.
وتحدَّث في هذه الأمسية النّائب د. حنا سويد، رئيس كتلة الجبهة مُرحِّبًا بالشّاعر وأثنى على تكريم سميح القاسم في عرّابة قائلا : " ليس غريبًا أن تُكرِّم الشّعوب شعراءها وفنّانيها". وأكَّد أنَّ للشّاعر دور هام في حياتنا، كونه يقيس الحزن والبسمة ومن هُنا تأتي أهمِّيَّة الشُّعراء حيث يتعاملون مع قياس الأحاسيس.
وتخلَّلت الأمسية فقرة فنيَّة قدَّمتها فرقة محمود درويش بقيادة الفنان لبيب بدارنة حيث غنَّت الفرقة من أشعار سميح القاسم.
وألقت الطفلة شذى نصّار قصيدة سميح القاسم "لبيروت وجهان".
وتحدَّث في الأمسية طبيب الشّاعر الدّكتور عزمي ياسين الذي يُعالج سميح القاسم، فأثنى على عزيمته وإيمانه وتحمُّله المرض.
كما تضمَّنت الأمسية فقرة فنِّيَّة أخرى قدَّمتها فرقة مركز محمود درويش الثَّقافي التي انتظمت في الدَّبكة الشَّعبيَّة على المسرح.
وفي نهاية الأمسية كرَّم رئيس مجلس عرّابة عمر واكد نصّار الشّاعر سميح القاسم مُقدِّمًا لهُ درعًا تكريميَّة وفاجأ الجُمهور بتسمية الشّارع المُؤدِّي إلى مركز محمود درويش الثَّقافي على اسم الشّاعر سميح القاسم.
وكان مسك الختام كلمة ألقاها المُحتفَى بهِ فشكر القيّمين على هذا التكريم، وقال : " إنَّ هذا التَّفاعل يدلُّ على أنَّنا شعب أصيل والشَّعب الفلسطيني يستحق تسمية شعب أكثر من الشَّعب الأمريكي، إذ نحن نسمح أن نقول بأنَّ هناك شعبًا أمريكيًّا لأنَّنا مُتواضِعون، وهُناك شعب إسرائيلي لأنَّنا مُتواضِعون". وذكَّر سميح القاسم أهل عرّابة بعلاقته بهذه القرية منذُ عشرات السِّنين، وقال : "الشَّيء الذي يُسعدني أنَّني في ظل زيتونة في عرّابة كتبتُ قصيدة في ذكرى يوم الأرض"، وألقى هذه القصيدة على مسامع الجُمهور مُصفِّقين لهُ طويلا. واختتم حديثه بكلمات وطنيَّة مُعبِّرة ألهبت الجُمهور الذي صفَّق لهُ بحرارة بالغة.