استضاف برنامج "أوراق" من إعداد وتقديم نادر أبو تامر هذا الأسبوع الشاعر حسين مهنا، رئيس مجمع اللغة العربية البروفيسور محمود غنايم وشعر العامية سيمون عيلوطي للتحدث حول سيرة ومسيرة الراحل الباقي الشاعر والكاتب والصحفي سالم جبران في ذكرى اليوم الأربعين لوفاته.
وكانت قرية البقيعة قد استضافت حفلا تأبينيا لسالم جبران بمشاركة المئات من معارفه وأصدقائه.
وأشار المتحدثون خلال البرنامج إلى ان سالم جبران كان شاعرا كبيرا ومطبوعا ولا بد من العودة إلى دراسة تراثه مرة أخرى.
واعتبروه واحدا من أبرز أربعة شعراء في هذه البلاد من حيث مدى تأثيره على الجمهور. وأكدوا على انه كان متواضعا وانه لم يبحث أبدا عن الشهرة، مع التركيز على تناوله للقضايا الإنسانية، مع الإشارة إلى انه لم تكتب عن الشاعر سالم جبران كتب وأبحاث ودراسات جدية، وبالتالي فانه لم يعط ما يستحقه في هذا المضمار.
وأكد المشاركون على ان سالم جبران كان صاحب مقدرة فذة على الإقناع لا سيما في لقائه مع المفكرين ومع الجمهور اليهودي، إذ كان يطرح القضايا العربية بصورة مؤثرة، إنسانية ومقنعة، كما قالوا، واعتبره غنايم خير سفير لنا في المجتمع اليهودي.
وذكروا بأنه كان "الفاشل الأول" في تسويق نفسه وكان "الناجح الأول" في إنكار ذاته مع الإشارة إلى ان سالم جبران اخذ الواقع القبيح إلى فضاءات الشعر الجميل، قائلين ان جبران ولد شاعرا بالفطرة وبتكوينه الأولي الأساسي كان فياض الأحاسيس والمشاعر بالإضافة إلى كونه موسوعة متنقلة من المعلومات الغزيرة بحيث كان صاحب توجه أممي منذ البداية وكان سفيرا للجمهور العربي في الثقافات المختلفة من خلال سعة آفاقه واطلاعه.
حسين مهنا الذي تحدث عن طفولتهما المشتركة وعلاقتهما العائلية في قرية البقيعة في أيام البيادر والفقر ذهب إلى وصف سالم جبران بأنه "كان مدرسة في كل شيء"، كما قال لمحاوره نادر أبو تامر في برنامج أوراق.
"أوراق" هو برنامج ثقافي يتناول القضايا الثقافية، الإبداعية، الفنية، التربوية والإنجازات التي يحققها الباحثون والأكاديميون العرب في مختلف المجالات يذاع عبر صوت إسرائيل ويقدّم منبرًا لجمهور الفنانين والمبدعين.
وأكد سيمون عيلوطي على ان جبران كان حاضر الذهن دوما لتقديم محاضرة في مواضيع هامة، منوها إلى قدرته الكبيرة على إدارة الحوارات ومشيرا إلى مزاياه وتواضعه الشديد وكشف النقاب عن مجموعة شعرية لجبران لم تنشر ولم تدرج في أعماله الكاملة منوها إلى ضرورة التنقيب عنها.
وطالب المشاركون بجمع تراث سالم جبران في كافة المناحي التي كتب الراحل فيها.
وأكد نادر أبو تامر على أننا قد أهدرنا فرصة هامة في تكريم سالم جبران ورد الاعتبار له في حياته، قبل أن يوافيه الأجل ودعا إلى تكريم المبدعين من مختلف الميادين في عز عطائهم وزخم إبداعهم.
