المشهد الانساني الوحدوي الراماوي الذي تجلّى يوم السبت الماضي :11/2/2012 ،في المظاهرة الشعبية الاْخوية ،في شوارع وملعب الرامة، بدعوة من رئيس المجلس المحلّي الاْخ : شوقي ابو لطيف ، تجاوب شعبي منقطع النّظير مع هذا النداء الانساني الذي انطلق من مقام سيّدنا الخضر ،عليه السلام ، قبل حوالي الشهرين في اجتماع المجلس الديني الدرزي ،نداء من الاْعماق وجّهه رئيس المجلس المحلّي ، للرئاسة الروحيّة ،لرؤساء السُلطات المحليّة ولكافّة ابناء شعبنا العربي ،لوضع حدّ للجرح النازف دماً احمر قانيا في الرامة الغالية على الجميع . هذا المشهد لن يُنْسى ،حيث تعانق رجال الدّين من طوائفنا العربيّة الثلاث ، فضيلة الشيخ موفّق طريف الرئيس الروحي للطائفة العربية المعروفيّة تكاتف مع سيادة المطران مركستو ،النائب البطريركي اللاتيني وبقيّة رجال الدين الاْفاضل ، وعضو الكنيست الجبهوي د ،حنّا سويد ،ناهيك عن النساء الكريمات المُوَشّحات بالسّواد ، حدادا على ارواح ابنائهن واخوتهنّ ،
و اطفال الرامة الاْبرياء ومربّياتهم ، شبابها الواعد وحملة الشعارات في // ملعب الصّبيان // :
لا تهدموا طفولتي-انقذوني ! رامتي اريدكِ آمنة، يدّ بيدّ اوصاني الجدّ. لا للعنف . ما بدنا حكي وكلام بدنا فعل وسلام ، الحكمة سلاح الاْقوياء والعنف سلاح الجبناء.......
لن ننسى المشاركة الجماعيّة من مختلف مدننا وقرانا العربية، بما في ذلك رؤساء السلطات المحلّيّة وقطاعات شعبية واسعة ،تدعو لعودة الاْمن والاستقرار لهذا البلد الرائد علمياً ،ادبيّا واْخلاقيّاً ،ومن المُؤلم والمُؤسف ان تجتاحه المشاهد العبثيّة والاقتتال الاّهلي والاْخوي . في هذا البلد الراقي : الكنيسة تحتضن قرنة النبي شعيب ،عليه السلام بشَمًم واباء، تماماً كما يحتضن الجامع الاْمويّ في الشّام العذيّة ضريحي :يوحنّا المعمدان ،سابق السيد المسيح ،عليهما السلام، ، والمجاهد الكبير صلاح الدين الاْيّوبي ، الكنائس ، الجامع والخلوة تتعانق وتدعو للاْلفة والاخاء الحقّ ، كاْنّ لسان الحال يقول كما يقول الاْهل الاْعزّاء في سوريا الذبيحة الجريحة المُسْتَهْدَفَة : اسلام ومسيحيّة تخاوينا ليوم الدين، كنيسة وجامع متّحدين والمحبّة عنوان الدّين .
جبل الزّيتون ليس في القدس الشريف وحسب ، ها هو كذلك في الرامة منارة الجليل ، والتي تحتضن كذلك معلماً اثريّاً من معالم مذهب التوحيد : عين جوشن نسبة لابي الدرع جوشن ، // الجوشن تعني الدّرع // ، احد كبار الدعوة التوحيديّة في بلدتي داما والسافرية ،شرقي كفر كنّا/ قانا الجليل / ،قبل حوالي الف عام ، المعلم ازاء شارع الرامة بيت جن ،وفي ظل ّسفح جبل حيدر الذي يحتضن مقام المُقتنى بهاء الدين ،عليه السلام، احد اركان دعوة التّوحيد.
كافّة الخطباء اجمعوا على نبذ العنف المستشري في الرامة الحبيبة بين ابناء الاْسرة الواحدة في التّوحيد والايمان ، ونحن نضمّ صوتنا الى اصواتهم الصادقة مع المئات والالوف من ابناء شعبنا ،نهتف للمحبّة والاْلفة والتعاون على البِرِّ والتقوى ،على ضوء الرسالات السماويّة ، ولنسيان الماضي وتضميد الجراح وفتح صفحة جديدة لمستقبل مشرق مُشَرِّف معاً بين كافّة شرائح هذا البلد الرائد .
رامة الزّيتون او زيتون الرامة ،يذكّرنا بآيات الله البيّنات :
*الله نور السموات والاْرض ،مَثَلُ نوره كمِشْكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزّجاجة ،كَاْنّها كوكبٌ دُرّيٌّ يوقد من شجرة مباركة ،زيتونة لا شرقيّة ولا غربيّة ، يكاد زيتها يضيئ ولو لم تَمْسَسْهُ نارٌ نورٌ على نور ، يهدي الله لنوره من يشاء ، ويضرب الله الاْمثال للناس ، والله بكلّ شيئ عليم ./ سورة النور .
وثمّة آية عطرة اخرى تقول : والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الاْمين ، لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم / سورة التين /صدق الله العظيم .
تحيّة صادقة من الاْعماق للاهل الاخوة في الرامة العزيزة الغالية ، كي يشرق عليها فجر جديد من المحبّة والاْلفة ،وما نرجوه من اهلنا هنا ، ان يُجَسِّدوا هذه الاْيات البيّنان قولا وفعلاٌ، بكافّة اطيافهم ومناهلهم الروحيّة .
-اهلنا الاعزّاء في الرامة ! كلّنا مع شاعر العروبة المعطاء ، ابن الرامة الاْبيّة، سميح القاسم ،اطال الله عمره واْعاد اليه عافيته، القائل بصدق واْمل في كتابه : لا توقظوا الفتنة، والفتنة اشدّ من الجَهْل ، الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها ، وقُلْ :اعملوا فسيرى اللهُ عملَكُم ورسوله والمؤمنون ! واْملنا بكم ما زال كبيرا !!
واملنا بالاخوة / الاخوات والاْهل كبير جداٌ، ومع السيد مرزوق خطيب الاْب الثاكل لولده / وردته/ مُضَر: ارجو ان يكون ابني آخر الضحايا !! ، وتبقى الرّامة مُوَحَّدة ،آمين يا ربّ العالمين !
جاء في هذا السّياق :