قضايا العالم من حولنا كثيرة ولكن في المحاكم قضايا أكثر، قضايا لم تدرس جيدا، أو لم تتم مراجعتها بعد صدور الحكم فخرج أصحابها أبرياء، وهم مذنبون وأبرياء دخلوا السجن وهم مظلومون وصدق المثل القائل (يا ما في الحبس مظاليم ) وأنا بدوري أقول كم من مجرمين طلقاء بيننا انهم مجرمون بالنفاق واللف والدوران، واللعب بين الناس بكل الوجوه، ... مجرمون بالنميمة والدس والحسد والغيرة، مجرمون في زرع الفتنة، ومعرفة كيفية القضاء على العلاقات الحسنة وهدم الاخلاق الحميدة التي تربط الاسر ببعضها البعض، وقتل روابط الصداقة التي تجمع الاصدقاء والاقارب والاحباب .
مجرمون لانهم يرمون الغافلين بالسوء والغافلات بالفاحشة، مجرمون لأنهم يعرفون كيف يزرعون الشر، وكم يشعرون بالسعادة عندما تشتعل نار بين الاطراف المتنازعة.
ليس المجرم فقط من قتل أو سلب ، أو اعتدى خارجا على القانون والناس فتم عزله في مكان يسمى السجن وأصبح بيننا كثير من المجرمين بيننا أشد إجراما من القتلة والخونة، ولكنهم أشد حرصا على عدم كشف أنفسهم التي لا تهدأ ولا تشعر بالراحة والطمأنينة وهم يرون العلاقات الانسانية المتحضرة تنمو بين الناس والاهل والاصدقاء يسودها الحب والخير والسلام.
فكن حريصا منهم وعلى دراية بمن حولك، فالذين في السجن قد ادينوا، أما هؤلاء فأنهم موزعون في شتى الاماكن واعمالهم تتم بكل خلسة مطمئنين إلى مبدأ ( كلام في سرك لا يخرج منك ) فتثور الثائرة وتعم القطيعة بين المقصودين وتحل الكراهية وأولئك مطمئنون إلى عدم ثبوت الأدلة .