قبل أيام فارقنا الأب والأخ والعم والصديق العزيز عادل رشيد الحسين ومضى الى جوار ربه.
تركنا دونَ أيّ وداع وكأنّه خاف أن يرى دموعنا أو خاف علينا من حرقة الدمع. كنتَ يا أبا رمزي شامخاً وكبيراً في كلّ شيء .كنت جريحاً وأخفيتَـ جراحكَ وآلامكَ ودموعَكَ ونزيفكَ وابتسمتَ لتشعرنا بالأمنوالأمان والطمأنينة. لم أكذب عليك حين قلتُ لك أني أرى في عينيكَ صورة والدي وأشمفيك رائحتهُ . كنتَ نظيفاً شريفاً صادقاً وكريماً كنتَ شجاعاً في زمنٍ قلّ فيه الرجال. كنت صادقاً في زمنٍ قلَّ فيهِ الوعدُ الصادق وأصبحَ الكذب هوايةً واحترافاً وممارسةً .كنتَ أصيلاً وشريف الحسب .كنتَ متواضعاً وأنت الجبلُ الشامخ خدمتَ الصغير والكبير بإخلاص وتفانٍ. شعرنا معك وبوجودكَ كأنّ الملائكة تحرسنا وتحمينا. كنتَ القلبَ الكبيرَ والحضنَ الدافئَ والعقل الحكيم . حسدوكَ الضعفاءُ والجبناءُ فيحياتكَ وحسدوكَ في موتك . حسدوكَ على الدموع الصادقة والسمعة الطيبة ومحبة الناس .
رحلتَ يا أبا رمزي من غير وداع دون أن ترفع يدك ملوحاً للوداع الأخير . كانَ حلمكَ كبيراً وثقافتكَ واسعة. حزننا يا أبا رمزي على فراقك كبير . أحببناكَ لأنك انسان صاحب عواطف وكريم والكرامُ قليلُ . سنشتاق الى انسانيتك لحديثك الصادقوالساخر . كنتَ تبسِّط وتخفف الأحداث الكبيرة والصعبة . ها نحن نرفع يدينا ونقول وداعا يا أبا رمزي . وداعاً ايها النسر الذي عاشَ رغمَ الداءِ والأعداء في القمم الشمّاء. وداعاً يا طيرَ الحمام , يا رجلَ السلم والسلام. وداعاً ايها النمر الذي دافع عن أرضهِ وحقهِ بعنفوانٍ وكبرياء. وداعاً ونعدك أن تبقى رسالتكَ وأن يبقى حلمكَ
وداعاً والى جنان الخلد بجوار ربك مع الصديقين والنبلاء . ويا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضيةً مرضية وادخلي في عبادي وأدخلي جنتي...