منذ ان انبثقت دعودة التوحيد ..قامت على نبذ العنف والتصدي للظلم ..وكان اتباعها دعاة سلام لا حرب وانبنت الدعوة على مخاطبة الناس بالحسنى والاقناع ..اذ لا اكراه في الدين ..وعمدت الى ثلاثة اسس راسخة وهي الحفاظ على الارض والعرض والدين ..اذ ان المساس بها هو خط احمر ويجب الذود عنها بالغالي قبل الرخيص ..وسلاحنا كان الايمان اولا ..وبسببه لا ولم ولن نهزم..اذ كما قال كمال جنبلاط لن تهزم امة سلاحها الايمان !! فالحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء!!
فنحن على مر التاريخ حافظنا علىاراضي الجيران وأعراضهم ودينهم ..واحترمنا مقدساتهم ..ونحن نريد ان نعامل بالمثل ..اذ ان التعدي على هذا المثلث المقدس : الارض والعرض والدين هو بمثابة خط احمر وكل من تسول له له نفسه بالتعدي سيلقى مجابهة لم يكن ليحلم بها وان التاريخ لشاهد على ذلك ..رغم قلة العدد وجساة الاخطار عاملين بقول الشاعر السموأل بن عاديا- تعيرنا ان قليل عديدنا فقلت لها ان الكرام قليل ..
وان ما جرى مؤخرا في مقام النبي شعيب عليه السلام ..من انتهاك لحرمة المكان عن طريق زمرة ممن يدعون انهم من المتدينين اليهود عن طريق الدخول للحرم المقدس دون نزع الاحذية ومحاولة القيام بالاناشيد الدينية والرقص كعادتهم دون مراعاة التعاليم التوحيدية المكتوبة على اللائحة بجانب الباب والتي تفرض على كل زائر خلع الحذاء وغطاء الرأس واللباس المحتشم وعدم التدخين وادخال المشروبات على كافة انواعها والحفاظ على الهدوء التام والخشوع والتواضع في حضرة صاحب المقام الشريف..وان ما قاموا به لهو تجاوزا للخط الاحمر ..ويجب معاقبتهم عليه باشد العقاب ..فمثلما نحترم مقدسات الغير عليهم ان يحترموا مقدساتنا ..وما عملهم هذا سوى سابقة خطيرة يجب عدم التغاضي عنها او السكوت عليها !!
فكنت آمل من كافة قياداتنا الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية ان تستنكر وبشدة هذا العمل المشين الذس مس ويمس مشاعر الموحدين اينما كانوا !! وذلك عبر وسائل الاعلام كافة وان تطالب الرؤساء الروحيين والحاخامات اليهود بالاعتذار علنا على ما فعلته هذه الشرذمة عبر وسائل الاعلام الرسمية ..كما وكنا نتوقع ان يسارع رئيس الدولة ورئيس الحكوة والوزراء وكافة اعضاء البرلمان على استنكار ما حدث وان يطالبوا بمعاقبة الفاعلين ..
ولكن للاسف شيئا من هذا لم يحدث ..وكيف سيحدث ونحن اصحاب الشأن لم نحرك ساكنا ولم نتخذ أي موقف ولن نصدر أي بيان واستنكار رسمي عبر وسائل الاعلم ولم نحذر من مغبة وعواقب ما حدث !! وما اخافه ان يصدق فينا قول الشاعر :
شعب اذا ضُرب الحذاء بوجهه..صاح الحذا باي ذنب أُضرب
فايها الموحدون ..يا ابناء شعبي ..يا احفاد فخر الدين وسلطان وكمال
ان من يستهين بصغائر الأمور يتسهين بكبارها ..ومن حنى ظهره سارع الناس لركوبه
وكما قال المغفور له سلطان باشا : ان كأس الحنظل بالعز أشهى من ماء الحياة مع الذل ..فكفى ذلا وخنوعا وتزلفا للسلطة التي سبق وسلبت وصادرت 84% من خير اراضينا عبر سن قوانين مجحفة كقانون اراضي البور وتركيز الاراضي والاعلان عن اماكن تواجدنا كمحميات طبيعية اضافة الى فرض قانون التجنيد الاجباري علينا مستثنية شرائح اخرى مختلفة ..لتجعل منا حطابين وسقائي ما ليس الا ..ورغم ذلك لا زالت السلطو تضيق الخناق اكثر فاكثر علينا رغم تقديمنا لكافة الواجبات اكثر من فئة في هذه الدولة لكننا لا زلنا نحصل على ادنى الحقوق ..فها هي قرانا رغم مرور اكثر من ستين عاما لا زالت دون خرائط هيكلية مصدقة وبدون مناطق نفوذ وتعاني من غرامات باهضة بسبب البناء الغير مرخص والذي تدفعنا اليه السلطة بسبب عدم توسيعها للخرائط الهيكلية والمصادقة عليها وبسبب عدم تخصصيص قسائم بنا للجنود المسرحين والازواج الشابة وهذا بحد ذاته وصمة عار في جبين الدولة التي تتنكر لحقوق مواطنيها وجنودها ممن يدافعون عنها وبالتالي تحرمهم من حق بناء سقف يأوي أسرهم حتى ولو كان على ارضهم الخاصة ..رغم انها تسمح للمستوطنين بالبناء اينما شاؤوا وعلى اراضي ليس ملكهم .... !!!
فها هي قرانا لا زالت تفتقر الى البنى التحتية فليس هنالك من قرية تم فيها مشروع مجاري ولا زالت احياء عديدة دون كهرباء ودون هاتف ودون مياه ناهيك عن افتقار قرانا الى مناطق صناعية ومصانع تشغل العاطلين من العمل الذين جلهم من الجنود المسرحين ناهيك عن النساء والفتيات التي تبلغ نسبة البطالة بينهن رقما قياسيا في الدولة زد الى النقص في غرف التدريس والمدارس العصرية والمختبرات والنوادي الثقافية وبيوت الشبيبة والمكتبات العامة والمراكز الجماهيرية والحدائق الترفيهية وبرك السباحة والملاعب الرياضية حتى تلبي التزايد الطبيعي للسكان !!
اذ اننا لا نحضى بالخدمات التي تقدم لأصغر مستوطنة او كيبوتس او موشاب !!
ومن السخرية بمكان ان تسارع السلطة الىتخصيص قسائم ارض لبناء مقابر عسكرية ونصب تذكارية بنما تماطل وتماطل بتخصيص قسائم بناء للجنود المسرحين والازواج الشابة ومتنع عن المصادقة على الخرائط الهيكلية المقدمة او توسيعها ..فنحن لا نريد قسائم بناء للشهداء بل نريد قسائم للأحياء ..ولا نريد حلف دم وانما نريد حلف حياة !!
فكفى ايها الموحدون هدرا لماء الوجه وكفى خنوعا وكفى سجودا واستجداء على اعتاب السلطة !!
فان الحقوق تؤخذ ولا تعطى فلنطالب بحقوقنا المشروعة ولا نقبل باقل من المساواة بعد ان قدمنا ولا زلنا نقدم كامل الواجبات ..وليكن شعارنا في الحياة كما قال الفيلسوف والمعلم المرحوم كمال جنبلاط –
ليست الحياة توسلا، ولا استجداء، ولا استعطافا، إنها قوة خالقة وفعالة باستمرار، تدفع بالكائن الحي نحو التكامل ونحو صيرورته التامة _ فكر وروح وإشراق .