أهلنا المعروفيين في الأحزاب والحركات الوطنيّة المختلفة.
في ظلّ الأحداثِ المتتاليةِ التي تعصفُ في وجه الطائفة العربيّة الدرزيّة من إعتداءات على أرضنا ومقدساتنا ومن تقديم لوائح اتهام وقحة ضد مشايخنا الأفاضل وفي ظل مشاريع التجهيل الممنهج على شبابنا، جميعنا نرى المؤسّسة تبتسمُ ابتسامة سمجة متعجرفة صفراء، قائلة ً لنفسها لقد انتصرنا على الخط الوطني في صفوف الطائفة الدرزيّة، فها هو الشقاق قائم في لجنةِ التواصل، ها هي الأحزاب والحركات الوطنيّة منقسمة على بعضها وها هم يهدرون طاقاتهم ولن تقوم لهم قائمة.
هذه الابتسامة واضحة جدّا، مستفزة جدًّا ويجب ألاّ نتجاهلها، كلنا نعلم أنّ الشقاق لن يجدينا نفعاً، كلنا نعلم أن هذا الأوان هو أوان التوحّد والوقوف معاً في وجه المخططات الصهيونيّة البائسة وكلنا نريد أن نتحد دون استثناء، لأنّ الإتحاد قوّة، أمّا التفرق والشرذمة مهما كانت الأسباب فهو يصب في مصلحة الصهيونية وأذيالها.
لذا نحن نقول لهم باسم الجميع فشرتم أنتم وكل من يحاول النيل من كرامة هذه الطائفة المعروفيّة، مشايخنا في الخط الوطني جميعاً هم مرجعيّتنا وإن اختلفوا فهذه خطوة إلى الخلف من أجل عشرة خطوات إلى الأمام.
مشايخنا الأجلاء ، أهلنا ورفاقنا جميعًا دون استثناء
هذا أوان الخطو إلى الأمام، مهما كان الخلاف، أنتم قدوة الأجيال الصاعدة، والجيل الصاعد يريد أن يرى قيم التسامح والعفو والوفاق على أرض الواقع.
جميعنا نتفق على أكثر ممّا نختلف عليه، جميعنا نعمل من أجل المصلحة الوطنيّة، خلافاتنا في السياسة المحليّة وخلاف المشايخ، لا يفسد للودّ قضيّة، كل ما نحتاجه هو القليل من التسامح من قبل الجميع دون استثناء. ما نحتاجه هو أن نرفع جميعاً شعار :
" أخالفك في الرأي لكني على استعداد أن أدفع حياتي ثمناً لتعبر عن رأيك"
نحن نعلم أنّ نوايا الجميع سليمة وصافية، لذا بادرنا نحن في لجنة المبادرة الدرزيّة إلى عقد مهرجان وطني في قرية البقيعة يوم السبت القادم، وقد اكملنا جميع الاستعدادات لإنجاح المهرجان. هذا المهرجان، لا يفرّق أحد عن أحد، ونحن في لجنة المبادرة لا نختار شقّا دون الآخر، بل نختاركم جميعا بدون استثناء، ونريدكم جميعاً أنتم وكل حركاتنا الوطنيّة في المهرجان، لا نريدكم جمهورا بل نريدكم على المنصّة، نريد أن يسمع الجميع رأي الجميع ، إذا كانت مساعي التفاهم حتى الآن متعسّرة، تعالوا نقوم ببادرة حسن نيّة وتسامح فنجتمع جميعاً في مهرجان واحد لنتبادل الآراء، ونسمع خطاب الجميع وكبادرة حُسن نيّة منا قمنا بالتوجه إلى رفاقنا في جبهة البقيعة الديمقراطية الموحّدة بروحها والمنقسمة محليّاً لكي تشاركنا في هذا العرس الوطني كخطوة في سبيل إنهاء الانقسام في البقيعه وقد استجابت لهذه المبادره برحابة صدر.
نقولها بوضوح، باسم لجنة المبادرة الدرزية التي تشكلت ووقفت منذ مطلع سنوات السبعين في وجه المؤسسة الصهيونية، وباسمكم جميعاً يا من جبلوا من روح الوطنيّة، نقول لهم : هذه ساحة معركتنا ونحن في هذه الساحة إمّا أن ننتصر أو أن ننتصر وكما قال المعلم كمال جنبلاط نحن لا نعادي ولا نعتدي بل ندافع وننتصر. فهذه السنة هي سنة عصيبة في تاريخ الطائفة العربية الدرزية، هي سنة انتصار الخط الوطني على التجهيل والتضليل والتجنيد والتهويد وتوطيد الشقاق والإنقسام.
نحيطكم علماً لمن لم يسمع حتى الآن، وقفت حركة اسمها حركة الشباب الواعي للعرب الدروز وراء الضجة الإعلامية الكبيرة بعد فعلة الحريديم الشائنة بتهجمهم الأرعن على مقام النبي شعيب عليه السلام، وقد قررت هذه الحركة أن تجتمع في البقيعة بعد المهرجان وهذا معناه أنها ستكون في الجمهور وسيقوم جيل الشباب بمناقشتكم ليتخذ قراره بشأن خطواته القادمة وقد أجرينا اتصالاتنا مع حركة الشباب الواعي للعرب الدروز فأكد لنا هؤلاء الشباب "نحن لن نصمت على النهج القائم ولن نسمح باستمرار الانقسامات في صفوف الحركة الوطنية، أمامنا مشروع كبير وبمجرّد إعلاننا عن فعالية واحدة قمنا خلال فترة قصيرة بحشد ألف توقيع لمشترك محتمل بهذه المظاهرة وقد ارتأينا التروّي، بعدما اكتشفنا القوة التي بين يدينا كخطوة تكتيكيّة، همّنا هو المصلحة الوطنية وسوف نشترك في مهرجان التضامن في البقيعة لكي نجتمع مع مرجعياتنا الوطنيّة، بكافة أطيافها، قبل أن نقرر ما هي خطواتنا القادمة، فإذا تخلّف صف من الصفوف الوطنيّة عن المهرجان لأنه يملك ذرائع وشروط مسبقة سنعتبر أنه لا يريد أن يوصل رسالته إلى الشباب الواعي وعندها رسالتنا ستصل إليه بوضوح، نحن مع الوحدة نحن أقوى مما تتصورون نحن الشباب الواعي العرب الدروز، نحن المستقبل وسوف نجعله مستقبلاً وطنيا زاهرا".
من هنا ومن هذا المنطلق نقول لحركة الشباب ولكل القوى الوطنية على قدر أهل العزم تأتي العزائم
ونقول أيضًا :
"إذا غامرت في شرف مروم ........ فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير ......كطعم الموت في أمر عظيم"
*الكاتب هو سكرتير لجنة المبادرة العربية الدرزية