بمناسبة يوم المرأة العالمي، نظّمت مجموعة "ثوري على كل سلطة" المكونة من طالبات فلسطينيات في الجامعة العبرية في القدس، يوم الأربعاء 7.3.2012، نشاطًا احتجاجيًا تحت عنوان "حريتي ممارسة يومية"، الذي تخلل رفع شعارات وتجسيد لمشاهد تمثّل حالات قمع النساء. تمحور النشاط حول أشكال العنف والاضطهاد اليومي الذي تتعرض له المرأة عامة والمرأة الفلسطينية خاصة، بداية من قمع ابسط الحريات اليومية وحتى ارتكاب أبشع الجرائم كالعنف الجسدي والجنسي والقتل بحجة ما يسمى "شرف العائلة". كما ويوجّه النشاط في مضامينه أصبع الاتهام لجهازي الشرطة والقضاء بسبب سياسة التقاعس المتعمد. وتساءلت الطالبات عن مسؤولية المجتمع عن الجريمة، الذي يقدم التبريرات للجناة أو يلتزم الصمت في أحسن الأحوال. من الشعارات التي رفعت في اللغتين العربية والانجليزية: "الساكت على الجريمة شريك فيها" و "عذراء أو مش عذراء، مش شغلك!" كما وتم سرد قصص حقيقة لضحايا الاضطهاد المزدوج الذي تتعرض له المرأة الفلسطينية من المجتمع وسلطات الاحتلال. وقالت الطالبة هديل بدارنة، إحدى المبادرات للنشاط: "بعد نقاش مع بعض الصديقات حول الطقوس الاحتفالية المتبعة في يوم المرأة كتوزيع الورود، قررنا المبادرة لنشاط يشدد على الطابع النضالي لهذا اليوم، حيث أننا كنساء فلسطينيات نعاني من عدة أشكال اضطهاد. بالطبع لن نستطيع التطرق لجميع القضايا في نشاط واحد، لذلك قررنا تنظيم مجموعة باسم "ثوري عَ كل سُلطة" حيث شكل هذا النشاط انطلاقة نحو المزيد من الفعاليات." اما الطالبة حلا مرشود فقالت: "من غير المعقول أن نمر مرّ الكرام على تشويه الصحافة بتقاريرها وأخبارها للصورة الحقيقية، نقرأ أن امرأة قُتلت "لظروف غامضة" ومن ثم نقرأ أن الشرطة لم تجد معلومات كافية لاعتقال متهمين، رغم أن هوية القاتل معروفة غالبًا." وأضافت الطالبة سهير أسعد : "لا بد من فضح التعاون والتقاء المصالح بين السلطات والقمع الأبوي في المجتمع؛ بحسب الإحصائيات قُتلت في العام 2010 عشر نساء يهوديات قُدمت في جميع الجرائم لوائح اتهام، في حين تم تقديم لائحتي اتهام فقط بخصوص جريمتين من أصل عشر جرائم قتل نساء عربيات في البلاد."يُذكر أن النشاط قد لاقى تفاعلاً واسعا من قبل الطلاب الذي احتشدوا في المكان، كما وأثيرت نقاشات حول فحوى الشعارات المختلفة. وعقبت المجموعة على الفعالية في صفحتها على فيسبوك "ثوري ع كل سلطة"، على لسان الطالبة يارا سعدي، أنها تأمل "مشاركة المزيد من الطالبات والطلاب في نشاطاتنا وأن تتسع المبادرة لتشمل مشاركة من جامعات أخرى، وذلك بهدف بلورة نقاش حول الموضوع في حيز الخطاب الطلابي."