العصيان الشعبي كوسيلة لتغيير السياسة

بقلم : نوار سعود غانم - المغار ,
تاريخ النشر 10/03/2012 - 06:48:58 pm

أمن  جريمةٍ ارتكبتُها ، قل لي أم أنني قاتلٌ متمردٌ سافل، أم أنني مُطيعُ القدر المتشائم العنيف , أو أنني راقصٌ في حلبةِ صراع ابدي جزائيّ الطبع , ولربما أكون متمردًا معصومَ العينين، شيطانيٌ بطبعه لحس يرهفُ ويرأفُ به، أو  أكون عاشقًا باطنيًا بلا صدى الروح ؟ حقاً قد أكون ركلتُ أمي ركلات أدمت رحمَها وجعلتها تنسى حنينَها لي، ركلت متخبطًا على جدار الرحم املا أن اعرفَ ما سرُ اختبائي وراء هذا الجدار الامومي، ما سر اختفائي وراء هذا الجدار، وعدم وجودي في عالم "الكرماء"  اقرأ الصحف كالجميع ؟!!, أقرا الصحفَ الوطنيةَ الكاذبةَ التي تكذبُ لكنها لا تعرفُ الكذبَ صحفٌ تشتهي دمعات الناس , وصرخاتهم الخرساء العالقة في الحلوق !!
صحفٌ تكتب، بل بالأحرى ترسمُ فقط تظنُ نفسَها معرضَ بيكاسو لكن هذه المرة للدماء أمن أمواج تعصفُني حتى استفيقَ من غيبوبتي التأملية هذه, أم ماذا ؟؟
عرفت نفسي ياقناً للحب اذاً هل من حقي أن اعذلَ على روحي التي تعرفني أكثر مني لأنني عاشقُ, لأنني مرهف, لأنني ملهم...لاني لاني لاني اَهههه كم تؤلمني هذه الكلمة  تجعلني أغوص في أعماق بحار الدماء الحمراء القذرة تشمئز لها الأفواه وتعشقها العيون بدورها .
وما ذنبي أنا في حلبة شاتمة مجمدين أصحابها باكيين فرسانها ؟ ما ذنبي أن أرى أُمَ البلد تحمل قلبَها بين ذراعيها طالبةً للموت قبل موعده ؟ ما ذنبي أنا أن أرى عيونًا داميةً محمرةً انفجرت وأجهشت مؤخراً لتلك الحسناء الصغيرة السن تبحثُ عن لعبتها في سردابٍ اسود ؟
ما ذنبي أن أرى تلك اللحيّةَ البيضاء الروحيةَ الطويلةَ التي تشبه الجبل في عرسه الأبيض، لذلك صاحب التجاعيد التي أهواها والعينين الزرقاوين اللتين ملأهما الخال. عينان تبحثان في الفضاء المظلم الدامي عن عكاز رافقته في أجمل أيام ذكراه ذنبي الوحيد أنني بشري أتنفس لكن هذه المرة أتنفس الأملَ ، الصباحَ، عيونَ الحسناوات، رائحة الميسور ، ورائحة البقوليات المُحمصة التي تفح _كعطر اشتهيه_من السوق الواقع في حضيض نافذتي. ذنبي أنني أرى واسمعُ واشمُ وأتكلمُ وانطق وامشي على شوارع مُترهلة عبدتُها في فؤادي.
ذنبي أنني عاشقٌ للمنكوش، عاشقٌ للتراب ، عاشقٌ للعشب الأخضر،هُيّاميّ لدرجة الهشيم , أتنفس بلدي وارضي، وأتنفس أُمي وولادتي , وأتنفس وطني .
وطني...وطني هو سر كُل جرائمي، وطني هو سر تمردي الاجتياحي، وطني هو سر الصراخ لكن هذه المرة ليس اخرس كالقُرون التي سبقت , هذه المرة صُراخ بأعلى نبرات الاحتجاج.
صرخت طالباً للحرية،  طالباً لِعَلَمي،لأرضي، ولدموعي التي سُرقت مني .
"فليحيا وطني , فليحيا وطني" !! , انني  بطبعي الاجتياحي العميق تتمرمر عيناي ويداي وشفتاي ويتلعثمُ لساني لرؤيتي طفل قد أضاع لُعبتَه الصغيرةَ كحجم أنامله. ماذا عساي أفعل إن رأيتُ طفلاً أضاع أُماً خبأته بين أحشائها تسعة شُهور ؟  غذتهُ من سرة , واحتضنته في رحمٍ واسعٍ.
حقاً سأقاوم, حقا سأستخدم السلاحَ لكن سلاحي ليس كباقي أبناء حواء فسلاحي مسالم عاطفتي قلبي وذكائي !! مدمي للعيون وليس للأجساد !.
 سأناضل , سأصرخ من اجل كرامتي , من اجل عَلَمي وليس من أجل  صاحب تلك البذلة الرسمية التي تُزين جسده المرسوم مع "الجرافة" الجديدة و"الببيون"_ كما تصفها لغة الموضة_ ومن اجل صاحب شعرتين شائبتين سولتا صلعته الجرداء ؟؟
تظنوني بلهاء لدرجة الحماقة حتى اصمت وأجسد نفسي بالأخرس ومن اجل مَن , من اجل ذلك الكرسي المصنوع من جلد التماسيح _تماماً كالذي يجلس عليه_؟, ما لهذه السخافة الفظة الواقعية , التي عصفت حوضك يا بحر حيفا وعكا ويافا وتل أبيب , التي عصفت بلاد حوضك يا زراق العينين ...سوريا,ما بالك سوريا؟, أدميت حمص وحماة وبابا عمر !! هنيئاً لك سوريا فقد انتصرت , دستور جديد كان كلسان شمسٍ شّق حياته بين الأرصفة , هنئياً لك  فلديك لا يوجد طريقة للصراخ .
تونس ما بالك تونس... ؟؟ هنيئاً لك بعد النجاح الصرفي , انتصرت في آونة احتجت فيها للانتصار المعركيّ .
مصر جارتي العزيزة ,مصر يا هرم الحب يا بلد اطمح لزيارته وأتنفس نيلك , ما بالك مصر , ما بالك موتك هزلي أشبه بمهرجان للموت !!.
بلادي قلت سأناضل , لكن أ من طريقة أخرى للموت الغير استئذاني غير السلاح ؟؟ قولوا !.
ما ذنب الرضع  التي تتركهم شراشف الحرير على الأرصفة الحمراء المبتلة , وما ذنب الشيوخ تتركهم عكاكيزهم على ازقات ليلية ؟, وما ذنب أكثر الإناث شهرةً وتقانة في ترك الميسور والصاج في الزوايا الخلفية
طيب وما ذنب النيل , ما ذنبه أن يسبح الدم فيه بعد صفائه وطهارة مياهه... , وسأكون نضالية وسأبقى نضالية لكن كما أسلفت باستعمال سلاح الدموع ليس الدم والوقوع بحب عَلَمي وليس بقتل أبناء حواء كحشرات ندوسها في السبيل نضحك ساخرين ونقول بعدها مستأذنين :"لم أراك آسف أنا , فلترقدِ بسلام _تماماً كسيادة الدكتاتوريين_", وما ذنب أبواب السماء في استقبال هذا الكم الهائل من البشر في كل نهار بعدما تقرر لكل واحد منهم موعد موت من قبل ؟!... الذنب حُب الوطن ,حُب الوطن هو الذنب ..."فليحيا وطني,فليحيا وطني" فلتسقط تلك الدمى القراطية المتعجرفة التي تشبه المعجونة , التي تصرح إنها ديمقراطية بكل سخافةٍ فظة , عذراً على كلماتي أعزائي لكن بطبعي الصريح لا أستطيع أن أخبئ ما أخبئ. حياةٌ سياسية هذه هي كلمة السر لدخول الموقع الالكتروني للدماء ,"في حين فسد الحاكم فسد القلب وناضل الشعب" تلك هو عنوان موجز الأخبار العربي اليومي ولا تنسوا في آخر الموجز رحمهم الله للآلاف الذين توفوا اليوم فالأخبار والموجزات اضحت أنباء تعازي فقط وأخبار "بتسم البدن كما يقال!!
أخيرا وليس آخرا لقد طال كلامي اعلم آسفة على ما يسمى بالإطراءات العدوانية , لكن محبتي لوطني هو مبدأي كأبطال الشاشات العربية .

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
1.lenakol ala7tram alk nawar wmbrook 3la almrtbe alaola :)10/03/2012 - 07:48:22 pm
2.בלק'יסאללה עליקי !! בג'נן..בהצלחה נוארה :)10/03/2012 - 07:54:33 pm
3.sosoعنجد اشي بجنن11/03/2012 - 06:11:15 pm
4.עבדאללהعاشقٌ للعشب الأخضر אתעניןאלעקוב או אלעלת??11/03/2012 - 08:07:19 pm
5....מוד'ועק קת'ייר חלו אלא אלאמאם :)אנשאללה אלמרחלה אלג'איי בתקוני אלמרתבה אלאולא :))12/03/2012 - 01:20:22 pm
6.نوار غانمشكرا جزيلا جميعا وشكرا عاى التشجيع12/03/2012 - 10:25:21 pm
7.....كل الاحترام نوار...بنت صف تاسع بتكتب كل هذا الابداع....عنجد انت بنت مبدعة ...ونشالله يا رب منشوفك احلى كاتبة...الله يوفقك ويخليكي لاهلك الف مبروك بتستاهلي...احنا منتمنالك التوفيق والنجاح فالمستقبل ...من دار عمك اديب ( جيرانكو)12/03/2012 - 10:28:59 pm
8.שיראז מסאלחהכל הכבוד לך נואר בהצלחה ..... ענגד מודועק קתייייייייייר חלו ואנשלהה פי אלמראחל אלגאי וקל אלמראחל תקוני אלאולה לאנק ענגד בתסתחקי תקוני אלאולה דאימן ..... ואלף אלף מברוק P:14/03/2012 - 04:59:32 pm

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 2439
//echo 111; ?>