بمُبادرة من لجنة المُبادرة العربيَّة الدُّرزيَّة وبحُضور جمهور غفير من المشايخ أعضاء لجنة التّواصل الوطنيَّة وقسم من اعضاء لجنة التّواصُل عرب الـ48 وبحُضور جُمهور كبير من جميع الطوائف من عدّة قرى ومدن عربيَّة أقيم مساء اليوم السَّبت في قاعة المركز الجماهيري في البقيعة مهرجان تضامني مع المشايخ وعضو الكنيست سعيد نفاع ضد محاكمتهم لزيارتهم سوريا في عام 2007.
حضر المهرجان رُؤساء المجالس، كلٌّ من : المُحامي فريد غانم، نصر خير، علي هزيمة رئيس منتدى السُّلطات المحليَّة الدُّرزيَّة والشّركسيَّة وكذلك رئيس مجلس عرّابة عمر نصّار وأعضاء الكنيست د. عفو إغباريَّة ود. حنا سويد عن الجبهة وشكيب شنان عن حزب الاستقلال. وحضر الاجتماع أيضًا عددٌ من الأدباء وجُمهور كبير من المُتضامِنين.
تولى عرافة المهرجان سكرتير لجنة المُبادرة العربيَّة الدُّرزيَّة سامر سويد. وكان أوَّل المُتحدّثين رئيس مجلس البقيعة السَّيِّد نصر خير الذي رحَّب بالمهرجان وشدَّد على حق الطائفة الدُّرزيَّة في التَّواصُل. تلاه الشيخ فؤاد سويد الذي تحدَّث عن حتميَّة رفع الظُّلم عن الطائفة الدُّرزيَّة وشجب قرار محاكمة المشايخ وعضو الكنيست نفاع.
أمّا رئيس لجنة التَّواصُل الشّيخ عوني خنيفس فتحدَّث عن الإجحاف الذي تُمارِسه حكومة إسرائيل ضدّ الطّائفة الدُّرزيَّة وحقّها في التّواصُل بين الأهل وأبناء العائلة الواحدة الذي تُقرّه كل الشّرائع الدّوليَّة والإنسانيَّة.
بعد ذلك تحدَّث رئيس منتدى السُّلطات المحليَّة الدُّرزيَّة والشَّركسيَّة علي هزيمة فأشاد بلجنة المُبادرة العربيَّة الدُّرزيَّة واستنكر المُحاكمة ضدّ المشايخ والنائب نفاع قائلا : " إننا نحن أنجال سلطان الأطرش وكمال جنبلاط ونشدّ على أيدي سعيد نفاع وكل من يقوم بالتَّواصُل معَ إخواننا في الأردن وسوريا ولبنان، وكان من واجب حُكومة إسرائيل أن تدعم هذا التَّواصُل لإنَّه يُقرِّب السَّلام ونحن ندعو إلى السَّلام ونستنكر هذه المحاكم والعشيرة المعروفيَّة لا تركع إلا لله سبحانه وتعالى".
وتحدَّث رئيس مجلس المغار المُحامي فريد غانم قائلا : " كان يجب على الجميع المُشاركة في هذا المهرجان بغضّ النظر عن كونه جاء بمبادرة من لجنة المبادرة العربيَّة الدُّرزيَّة التي نكنُّ لها الاحترام" . وقال : " إنَّ قرار السُّلطة الإسرائيليَّة تقديم المشايخ للمُحاكمة هو قرار استفزازي وغبي وسيكون هذا القرار مأساويًّا بالنِّسبة لهُم".
تلاه السَّيِّد بولص روحانا من لجنة التّضامن مع الشّعب السّوري شاجِبًا رفض إسرائيل لحق الطائفة الدُّرزيَّة في التَّواصُل وأعرب عن اعتقاده بأنَّ إسرائيل تُحاكِم النّائب نفاع لموقفه من المُؤامرة ضدّ سوريا على حدِّ قوله.
وتحدَّث عضو الكنيست د. عفو إغباريَّة قائلا : " إنّه ليس صُدفة أن يُحاكَم هؤلاء المشايخ لأنَّهم شامخون كجبل الشيخ". وقال : " جئنا لنُعلِن للجميع أننا أمَّة واحدة وطائفة واحدة، والطائفة الدُّرزيَّة طائفة عربيَّة منذُ البِداية وحتّى النّهاية".
تلاه فهمي حلبي، رئيس مجلس دالية الكرمل سابقًا ورئيس لجنة الدِّفاع عن أراضي الكرمل، فقال : " إنَّ جمعيَّة الدِّفاع عن أراضي الكرمل تستنكر بشدَّة تعامُل حُكومة إسرائيل مع المشايخ الدُّروز والنّائب سعيد نفاع الذين قاموا بعمليَّة بشريَّة وإنسانيَّة في التّواصُل مع إخوانهم".
أمّا رئيس مجلس عرّابة عمر نصّار فقال : " إنَّ مُحاكَمة النائب سعيد نفاع وإخوانه المشايخ هو نابع من سياسة السّلطة لسلخنا عن أمّتنا العربيَّة ولتفريقنا إلى شيع وطوائف وللاستفراد بنا".
وكانت كلمة للشّيخ أبو صيّاح كنج عزّة الذي حيّى هذا المهرجان قائلا : " إنَّ اجتماعنا اليوم هو اجتماع تآخي ومحبَّة في وجه سياسية الحُكومة التي تطمع بأرضنا وتظلمنا وتُدنّس المُقدَّسات". وتساءل : " إلى متى هذا الاستهتار وقد حان الوقت للوحدة ولمّ الشَّمل بين أبناء الطائفة الدُّرزيَّة".
وألقى الزَّجال بلال أبو غوش قصيدة زجليَّة في هذا المهرجان، كما ألقى السَّيِّد عادل مهنا كلمة جبهة البقيعة وقال : " هل من الطبيعي أن لا نعمل على مُقاومة سياسية الحُكومة التي تهدف إلى تفريق الأطر والمُنظّمات داخل الطائفة الدُّرزيَّة".
وألقى عُضو الكنيست من حزب الاستقلال شكيب شنان كلمة شجب فيها مُلاحقة المشايخ والنائب سعيد نفاع وأكَّد على حقه في زيارة سوريا لزيارة أقاربه هُناك، إذ اضطرّ سابقًا لزيارة الأردن لمُلاقاتِهم. وأعرب عن أمله أن تكون التُّهم المُوجَّهة ضدّ المشايخ والنائب نفاع عارية عن الصِّحَّة وأكَّد على دعمه ووقوفه إلى جانب النائب نفاع في هذه القضيَّة، وقال : " نحنُ لسنا بحاجة لشهادة إثبات على عُروبتنا لأنَّنا عرب أقحاح".
وجاءت كلمة النّائب سعيد نفاع الذي بارك للجنة المُبادرة على الاحتفال بذكرى تأسيسها اليوم وقال : " إنَّ لأبناء الطائفة الدُّرزيَّة شعور يدفعهم للقاء أهلهم كما هو الأمر عند الشَّعب اليهودي". وتساءل : " لماذا نحنُ ممنوعون من حقّ التَّواصُل؟!". وقال : " طرحنا هذا الموضوع على الكنيست، حيث اعترف جميع الأعضاء بحقّنا في التَّواصُل ولكن على ما يبدو أنَّ رئيس المُخابرات "دسكن" جاء بعد النّقاش والتقى بأعضاء الكنيست وأجهض هذا المشروع. وقال : " إنَّ هذه المحاكم ليست ضدّ عوني خنيفس وسعيد نفاع بشكل شخصي وإنَّما ضد الحق الإنساني الذي إسمه التَّواصُل".
وعن لجنة المُبادرة العربيَّة الدُّرزيَّة تحدَّث الشّيخ نمر نمر مُقتَبِسًا عدَّة فقرات لعُلماء وزعماء من الطائفة الدُّرزيَّة على مرّ التّاريخ، وشجب جُملة القوانين التي تسنّها الكنيست الإسرائيليَّة ضدّ الطائفة الدُّرزيَّة، ومنها قانون استملاك الأراضي الذي ينص على إذا كانت في قسيمة أرض صخرة فيتم الإعلان عنها كأرض دولة. وقال أيضًا : " هُناك دراسة تُشير إلى أنَّ أكثر من %85 من أراضينا قد صودِرَت. وكشف النّقاب في نهاية حديثه بأنَّ الشيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحي للطائفة الدُّرزيَّة كان ينوي حُضور هذا المهرجان لكنّه اعتذر لأسباب طارئة وسلّم رسالة بعث بها إلى المُفتّش العام للشُّرطة يُطالِب فيها إلغاء المحاكم ضدّ المشايخ والنّائب سعيد نفاع. وأنهى الشّيخ نمر نمر كلامه في المهرجان بأنَّ لائحة الاتّهام ضدّ المشايخ هي لائحة شرف وليست لائحة اتّهام.