عَقَد المركز اليهوديّ – العربيّ والمعهد الدُّرزي في جامعة حيفا بعد ظهر اليوم، الإثنين، مُؤتمرًا حول موضوع " المُجتمع الدُّرزي والتَّعليم العالي في إسرائيل "، حيث استضافت الجامعة في أوديتوريوم هخط جمهورًا يربو على مائة شخص من كافة الطّوائف، من بينهم عدد كبير من الطلاب الجامعيّين.
وجاء المؤتمر على ثلاث جلسات سبقتها كلمات ترحيبيَّة تولّاها كلٌّ من البروفيسور رؤوبين سنير، عميد كُليَّة العُلوم الإنسانيَّة في جامعة حيفا، الذي تطرَّق في كلمته إلى موضوع الهويَّة واختلاف تعريفها بين أبناء الطائفة الدُّرزيَّة. ورحَّب بالمؤتمر والحُضور البروفيسور إسحاق وايسمان، رئيس المركز اليهوديّ – العربيّ في جامعة حيفا، الذي قال : " سنُحاوِل استخلاص العِبَر من النّقاشات التي ستدور في المؤتمر وسنعمل كل ما بوسعنا لتطبيقها". وأضاف قائلا : " إنَّ المركز يعمل في هذه الأيّام على برنامج مهنيّ لأبناء الطّائفة الدُّرزيَّة عن طريق مجلس التّعليم العالي ". واختتم البروفيسور وايسمان كلمته بتهنئة فضيلة الشّيخ موفق طريف، الرّئيس الرّوحي للطائفة الدُّرزيَّة لإنهائه مُؤخّرًا اللقب الثاني في الحُقوق.
وتحدَّث فضيلة الشّيخ موفق طريف، الرَّئيس الرّوحي للطائفة الدُّرزيَّة مُعرِبًا عن تقديره لجامعة حيفا والمعهد الدُّرزي على تنظيم هذا اللّقاء المُشرِّف. وقال إنَّ أبناء الطائفة الدُّرزيَّة بدأوا يشقّون طريقهم في التَّعليم العالي وقال إنَّ الطائفة لا تخلو من حاملي لقب الدّكتوراة والبروفيسوراة، الأمر الذي يجب أخذه بعين الاعتبار من قبل مسؤولي المعاهد العُليا لدمجهم مهنيًّا في مجال التّدريس في المعاهد العُليا. كما دعا الشيخ موفق طريف أبناء الطائفة لطرق أبواب المواضيع العلميَّة والتكنولوجيَّة وكل ما يُساهِم في تقدُّم الطائفة والمُجتمع بشكل عام.
وكان عنوان الجلسة الأولى من المُؤتمر " الدُّروز ونظام التَّعليم العالي "، وافتُتِحَت بكلمة من عريف الجلسة، د. أيمن إغباريَّة من كُليَّة التَّربية في جامعة حيفا.
وشارك في هذه الجلسة كلٌّ من البروفيسور فؤاد فارس عُضو مجلس التَّعليم العالي والمُحاضِر في كُليَّة العُلوم في جامعة حيفا، السَّيِّد مهنا فارس المسؤول عن قسم التّعليم في الوسط الدُّرزي والشّركسي في وزارة التربية والتّعليم، ود. ربيعة بصيص رئيسة قسم التَّربية في المجلس المحلي في دالية الكرمل.
وجاءت مُحاضرة البروفيسور فؤاد فارس حول موضوع " دمج الدُّروز في نظام التَّعليم العالي في إسرائيل "، وقال البروفيسور فارس إنَّ مجلس التَّعليم العالي قام وقرَّر مُعالجة النِّسبة المُقلقة والتي لا تتعدّى الـ%11 من الأكاديميّين من الوسط غير اليهودي. وشدَّد في مُحاضرته على أهمِّيَّة التَّحصيل العالي والتفوُّق في التّعليم قائلا : " إذا لم تتفوَّق في الجامعة فإنَّك لن تصل لمكانة مُحاضِر".
تلاه السَّيِّد مهنا فارس في مُحاضرة حول " التَّعليم العالي والمُجتمع الدُّرزي : حواجز وتحدِّيات". والذي عرض بدوره إحصائيّات ومُعطَيات مُختلفة من السّنوات الأخيرة حول نسبة الجامعيّين في كل وسط والدّارسين للألقاب المُتقدِّمة ونسب الحاصلين على شهادات البجروت في المدارس الثانويَّة والحاصلين على علامات بسيخومتري عالية والازدياد الذي طرأ على نسبة إقبال الطالبات على التّعليم العالي.
وقال السَّيِّد مهنا فارس إنَّ هدفه الاستراتيجي هو سدّ الفجوات واستخلاص الطاقات الكامنة من حيث عدد الأكاديميّين. وأضاف قائلا : " إذا لم تنظر الطائفة الدُّرزيَّة في موضوع أبنائها الشَّباب فإنَّ وضعها سيكون صعبًا للغاية، فالمشكلة ليست مع عدد الشّابّات اللاتي يتعلّمن إنما مع عدد الشّباب". وختم السّيّد فارس كلمته قائلا : " لكي تتقدَّم الطائفة الدُّرزيَّة من حيث التّعليم الأكاديمي، الصّناعة والعمل العُنوان هو الطائفة الدُّرزيَّة".
أمّا د. ربيعة بصيص فقد تطرّقت في مُحاضَرتها إلى أبرز العقبات التي تواجه أبناء الطائفة الدّرزيَّة، قائلة إنَّ هنالك فجوة في المعرفة ونقص في المعلومات والوعي لموضوع التّعليم العالي بين طلاب المدارس. وقالت إنَّه من المُهم إحضار طلاب المدارس إلى معاهد التّعليم العالي للتقليل من ضغطهم وتخوّفاتهم، ووضَّحت قائلة إنَّ صدمة التكيُّف والتأقلم مع الجو التّعليمي في المعاهد العُليا تؤدّي إلى تسرُّب الطلاب من الجامعات على الأقل في السّنة الثانية من مشوارهم الدّراسي.
أمّا الجلسة الثانية من المُؤتمر فكان موضوعها " الطّالب الدُّرزي " وترأَّسها د. فايز عزام، مُدير الأرشيف الدُّرزي في جامعة حيفا. وشارك في الجلسة كلٌّ من السَّيِّد زيدان عطشة عضو الكنيست سابقًا الذي تطرَّق إلى الإمكانيّات والعقبات التي تواجه الطّالب الدُّرزيّ وخاصَّة امتحان البسيخومتري الذي لا يرى فيه امتحانًا يعكس قدرات الطالب الحقيقيَّة، شارك كذلك رئيس قسم الأقليّات في جيش الدِّفاع الإسرائيلي العقيد رامز زين الدّين في مُحاضرة حول " عتوداه – برنامج التَّدريب الاحتياطي في الجيش ". تلاهما الأستاذ إياد قزل، مُركِّز برامج القيادة الاجتماعيَّة لأبناء الطّائفة الدُّرزيَّة في جامعة حيفا الذي أعطى لمحة وافية عن " برنامج القيادة الأكاديميَّة والاجتماعيَّة للطُّلاب الدُّروز للعام 2012/2011 " وعرض على الحُضور أسماء الطلاب الذين يحتضنهم البرنامج من الحاصلين على علامات بسيخومتري تفوق الـ600 ومدى الجهود التي يبذلها وطاقم البرنامج في مُساعدة هؤلاء الطلاب معنويًّا ومادِّيًّا بالتَّعاون مع السَّيِّد مهنا فارس المسؤول عن قسم التربية والتّعليم في الوسط الدُّرزي في وزارة التَّربية والتَّعليم.
وتحدَّث الأستاذ إياد قزل كذلك عن قضيَّة عدم تمكُّن الطّالب الجامعي من اللغة العبريَّة نطقًا وكتابة والتي تُدرَّس فيها أكثريَّة الدَّورات الأكاديميَّة، الأمر الذي يُعرقل تقدّم الطالب، كما تطرَّق إلى مشكلة عدم التَّقسيم الصَّحيح للوقت واستغلال أوقات الفراغ البيتيَّة والاستراحات خلال الدّوام التّعليمي لغاية الدّراسة.
وشارك في هذه الجلسة كذلك مُمثّلًا عن الطّلاب الدُّروز في جامعة حيفا، الشّاب الجامعي شادي بدر في موضوع "التَّعليم العالي من وجهة نظر الطّالب الدُّرزي". الذي تطرَّق إلى قضيَّة امتحان البسيخومتري، وتحدَّث عن تأثير الدّين والمُجتمع على الطالبة الدُّرزيَّة والحواجز التي توضع أمامها من حيث منعها من المبيت في مساكن الجامعات وتحديد أو منع البعض من تعلّم مواضيع يرغبن بتعلمها وتأثير المُجتمع على الطالب الدُّرزي. وأعرب شادي بدر عن أمله في إقامة لقاءات أخرى من هذا النَّوع لما فيها من حوار بنّاء يساهم في تقدُّم الجو التَّعليمي.
وكانت الجلسة الثّالثة من المُؤتمر بعنوان : " من المدرسة إلى الأكاديميَّة "، وتولى عرافتها البروفيسور قيس فرّو، من جامعة حيفا وشاركَ في الجلسة د. أسعد عرايدة مُدير المدرسة الثّانويَّة الدُّرزيَّة للعُلوم والقِيادة في يركا مُتحدّثًا عن دمج خرّيجي المرحلة الثّانويَّة في إطار الأكاديميَّة.