عادَ الربيعُ ولم تعدْ.. انتظرناكَ مع عودة أزهار القرنفل واللوز والصفصاف والياسمين ولم تعدْ..
انتظرناكَ مع عودة الطيور المهاجرة ولم تعدْ..
انتظرناكَ مع عودة الحسّون والدوري والكنار ولم تعدْ..
كم نحنُ مشتاقونَ إلى صوتكَ الجميل الحنون والدافئ.
تمرُّ الأيام يا أبا أنور وما زالت بسمتكَ الحلوة وصوتك الجميل في الوجدان
ما أصعبَ الفراق .. فراق الأحبة الأعزاء والأصدقاء المخلصين الأنقياء والأوفياء شعرنا معك بالود والمحبة لم تؤذِ أحدًا، كنتَ إنسانا نقيًّا كنقاوة السماء ونقاوة وطهر وقداسة زيت فلسطين المعتق..
لقد ظلمناكَ لأننا لم نعرف حقيقةَ مرضكَ، كنا نناشدكَ أن تأكلَ وأن تشربَ، أن تقفَ على رجليك شامخًا كما عهدناك.. لقد صدقنا الأطباءَ حين قالوا ليس هنالك أيّ شيءٍ أو سبب يمنعكَ عن الوقوف والمشي، لذلك أخي العزيز رياض الرجاء المعذرة إذا كنا ضغطنا عليك فقط كان الهدف محبتنا لك وخوفنا عليك.
قبل أيام زارني الأخ ماضي أبو سيف وكانت ذكراكَ الطيبة حاضرةً . أخفينا النظرات والعبرات عن بعضنا لكي نخفي دموعَنا الحزينة والحارقة .
سوف تبقى ذكراك الطيبة حيةً فينا وخالدة مدى الدهر مع أنك بعيد عنا فإن روحك الطيبة ستبقى قريبة منا. أنت بعيد الآن عن العين لكنك تسكن سويداء قلوبنا وفكرنا ووجداننا أبدًا.
وداعاً يا أخانا أيها الغالي العزيز .. وإلى جنات الخلد في جوار ربك مع الشهداء والقديسين مغمورًا برحمة الله التي وسعت السماوات والأرض.