نظرة سلبية :
مجتمعنا العربي المزين بوجوه لا يملكها، وملابس ليست بحجمه، وقصائد تعود إلى زمن آخر، يدعوكم لمشاركته حفل تأبينه كل يوم من ساعات الصباح التي يستيقظ فيها الجاحدون، حتى ساعات ما قبل النوم، حين يحاول الحاقدون الرقود على وسائدهم المغبرة ولا يفلحون. سأرثي مجتمعي الصغير الملوّن: فبين زقاقاته المظلمة والمكدسة بجثث الناقمين عليه، وعلى من يريد تعقيمه من الفساد، لا المديح يخرج من القلب، ولا التهنئة تعبر عن صاحبها، ولا الحب هو الحب. وهو ليس إلا بضع أوراق ممزقة نحاول جاهدين أن نلصقها لتعود الصورة كما كانت، ولكن عبثًا. فلا عجب أن لا يصدقك أحد بأنك نزيه ونظيف. فالنَّزاهة والنظافة أصبحتا من الموروثات التي لا تظهر إلا في لحظات التأمل، أو الاحتضار.
والآن..الوجه الآخر :
لا أريد أن نكون كلنا برّاقين نلمع من التقوى والإيمان، كما لا أريد أن نكون كلنا رجال ونساء وأطفال خارقين، إنما أريد أن نحب بعضنا البعض، وأن نصدق بعضنا البعض، وأن نثق وندعم الواحد كالجميع، صدقوني، لأن الفرد الذي يسعى بأمانة ووفاء لجعل أبناء مجتمعه في الطليعة، يستحق منا ذلك.
أعرف كم صرنا نكره الكلام الكثير، ومعظمنا ليس لديه الوقت للكلام، ولكني أرجوكم أن تقرأوا سطرًا آخر، ومن بعدها اذهبوا جميعكم للعمل..والتأمل.
"أريد أن أتفوق، وأتطور، وأجتهد لكي أبني بيتًا متحضرًا، ولكي أصنع عائلة متآخية، ولكي أعيش في مجتمع متقدم، رأى نور الحرية، ولا يريد أن يكون طفيليًّا بعد اليوم."
ودمتم سالمين.
الصورة للتوضيح فقط !