نظّم الفنان والرسام الشاب هاني خوري من قرية عيلبون معرضا للوحاته الفنية في مكب النفايات وتأتي فكرته الجنونية استمرارا لمشروع جنونه الإبداعي المتواصل، خاصة بعد أن قام في وقت سابق برسم لوحة بدمه لجنين في رحم أمه.
الفنان هاني خوري نظّم معرضه الجديد في مزبلة عيلبون، لم يدع الناس ومحبي فنّه، رغم علمهم بوقت سابق عن نيته بتنظيم المعرض، وحاولوا الاستفسار عن مكان المعرض وساعة العرض لكنّهم لم ينجحوا بالكشف عن مكان المعرض. ورغم ان الكثير من الأصدقاء ومحبيه حاولوا الاستفسار عبر الاتصال او عبر صفحته في الفيسبوك، الا ان المعرض أقيم بالمزبلة ودون أي دعوة.
يقول هاني خوري إنه رغب بالخروج عن المألوف، ولإيصال رسالة انسانية، ورسالة للمجتمع العربي ليقول فيها أن في الحياة والمجتمع هنالك اشياء منسية، وامور يتجاهلها الناس، وقضايا مجهولة، هنالك ناس لا اعتبار لهم وهناك من يعتبرهم "مزبلة"، مضيفا : "حاولت من خلال هذا المعرض أن أؤكد بأنَّ في المجتمع جمهور منسي في الشوارع يبقون مجرد أرقام لا قيمة لهم ولا يوجد من يلتفت اليهم أو يحمل همّهم وقضاياهم ويدافع عنها".
وأكد هاني خوري أنه يحاول من خلال هذه الفكرة ورغم انه يدرك تمامًا ان هنالك من لم يتقبل فكرة اقامة المعرض في المزبلة، حاول ان ينكر ذاته وينكر شخص الفنان هاني من أجل إيصال رسالته الفنية عبر معرضه في المزبلة.
كما واشار هاني ان فكرة اقامة المعرض التي استوحاها في حديث سابق مع الفنانة علا حناوي عندما قالت له ان قيمة الفن تبرز من خلال فكرة اللوحة ولو عرضت في مزبلة، هذه الفكرة لها هدف آخر وهي شد الناس الى مثل هذه الاماكن من أجل الحفاظ على البيئة، والمساهمة بالحفاظ على حياة كل إنسان، مضيفا : "هذا المكان أقيم من وراء مخلفاتنا كمجتمع، وأنا اقول اليوم أن الفنان يمكن ان يرفع بمكانة كل شيء من خلال فنّه، واليوم انا حوّلت المزبلة الى صالة عرض".