باتصال بادرت به إحدى الجهات الموثوق بها من المعارضة السورية في دمشق مع نائب الوزير أيوب قرا ، اخبروه أن نائب الرئيس السوري السابق شبلي العيسمي تم اغتياله في سجون الاستخبارات الجوية في المزة في دمشق وذلك بعد 12 يوما من اختطافه في لبنان في أيار 2011 .
نائب الوزير قرا قال: "هذا اغتيال آخر يرتكبه النظام السوري ضد قياديين دروز أحرار لمجرد مطالبتهم بالحرية والديمقراطية، ويؤسفني أن الصليب الأحمر على الرغم من تكرار توجهاتي فشل في الحصول على معلومات حول الفقيد ".
نائب الوزير قرا أضاف " يؤسفني أن المجتمع الدولي لا يتدخل لوقف المذابح اليومية في سوريا، وكل مبادراتها حتى الآن ستخلف استمرار النظام القمعي بقيادة الأسد، فبعد مرور سنة منذ بداية الصراع من أجل الحرية في سوريا وبعد أكثر من 10000 قتيلا، كل من يعتقد أن الحوار يمكن أن يحل المشكلة فليست لديه فكرة عن واقع الشرق الأوسط ، وإرادة الشعب السوري الذي لن يتخلى عن تقديم الأسد للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، واستبداله بنظام حكومة ديمقراطية ينتخب من قبل الشعب ".
من الجدير بالذكر أن أحد أبناء العيسمي، وهو مقيم في الولايات المتحدة الأميركية، تحرك لمصلحة الثورة السورية، وانخرط في عملية قانونية هدفها مقاضاة النظام على جرائم القمع.
فقرر النظام الرد على هذا التمرد، فأرسل السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي، طلبا إلى العيسمي من أجل إصدار بيان يدعم فيه النظام السوري ويدين فيه " التخريبيين" الذين يتحركون في الداخل والخارج, إلا أن العيسمي رفض ذلك، قائلا إنه توقف ، منذ سنوات طويلة عن العمل السياسي، وبالتالي فإن إصدار بيانات مماثلة لا تتناسب مع سلوكياته في الابتعاد عن الملفات السياسية.
بعد أيام على هذا الرفض اختفى شبلي العيسمي وبدأت التحريات في لبنان، ولكن بعد مدة، أجمعت المعلومات على أن سيارات داكنة الزجاج، تابعة للسفارة السورية، أقدمت على اختطاف العيسمي فيما كان يقوم برياضة المشي اليومية.
وبملاحقة أثر هذه السيارات ، تبيّن أنها سلكت الطريق المؤدية إلى الحدود اللبنانية – السورية ، واختفت هناك وبناء على هذه المعلومات، تمت مراجعة مسؤولين سوريين، فأكدوا أن العيسمي أصبح في دمشق فعلا.
وتطوع سياسيون لمراجعة القيادة السورية بالأمر، لكن أيا منهم لم يتمكن من تحرير شبلي العيسمي وإزاء هذا التشدد السوري حيال العجوز المخطوف، تنازلت السلطة اللبنانية عن كل ملاحقة لهذا الملف, فتوجه نائب الوزير أيوب قرا مرات عده للصليب الأحمر لتقصي أخبار العيسمي, إلا أن الصليب الأحمر لم ينجح بالإدلاء بأي أخبار بالادعاء أن النظام السوري ينفي أي علاقة لاختفائه, إلى أن وصل الخبر اليوم نقلته جهات من المعارضة السورية لنائب الوزير قرا تؤكد اغتياله في سجون الاستخبارات الجوية في المزة في دمشق .
وهذه ليست المرة الأولى إلي تتصرف بها السفارة السورية، كما لو كانت جهازا أمنيا سوريا في لبنان، فقد سبق لها أن أقدمت على خطف معارضين سوريين من بيروت والتوجه بهم إلى دمشق, وكل الاعتراضات التي تظهر، من هنا وهناك، لا تستطيع أن تعيد مخطوفا واحد وتعجز عن وضع حد لسلوكيات السفارة السورية في لبنان.