مع اطلالة الربيع البهيّة ، بعد اْحد الشعانين ،وبعد الجمعة الحزينة ، ،سبْت النّور واحد القيامة ،العبور من الموت الى الحياة ،هذا هو الفصح العربي المسيحي المجيد! امّا الفصح العبري قبله فهو يعني خروج بني اسرائيل من عبوديّة الفراعنة الى الحُرّيّة المنشودة لدى كافّة الشعوب .الاشارتان تشيران الى الانعتاق والتّحرّر نحو رُؤيا واْمل جديدين، واذ نسير على هذا النّهج القويم ، فنحن نحتضن كافّة القِيَم الانسانيّة والعالميّة بغضّ النّظر عن الانتماء العرقي او الديني او المذهبي، فكلّنا سواسية ،وُلِدْنا بالاْصالة ،ولا فضل لعربيّ على اعجميّ الاّ بالتّقوى !
في هاتين المناسبتين السعيدتين تُخامرنا الخواطر ،الاْمال ،الاْمنيات ،الاْحلام ،التّداعيات ، التّطلّعات والمُحفّزات نحو غدٍ افضل ومستقبل اسعد للجميع ،وبنفس الوقت نَتَلَفّتُ حولنا،فاذا وسائل الاعلام العبريّة تدّبُ الرّعْب والهلع في نفوسنا :مُؤَشّر الفقر في مدّ مدّاد،كلّ ولد ثالث في بلاد السّمن والعسل يعيش تحت خطّ الفقر المُدقِع ،في الوسط العربي اكثر من ثلثي الاْطفال تحت خطّ الفقر ، ناهيك عن الاف العائلات التي لا يمكنها الاحتفاء ببهجة العيد ،وادخال البهجة ولو ليوم واحد لنفوس الاْحبّة الصغار على الاْقل !وتُؤَكّد المصادر العبريّة انّ بعض الشّبيبة يلجاْون الى السرقة كي يُخفّفوا من وطاْة الاملاق ،الجوع والحرمان ،في ظلّ سياسة العَسْكَرَة التي تبتلع النّسبة الكبرى من مدخولات وميزانيات الدّولة .
هذا عدا عن الضرائب المباشرة وغير المباشرة ، المحروقات ، الكهرباء وغيرهاعلى المواطنين العُزّل ،بحيث يزداد الغنيّ غنىً والفقير فقراً،امّا عن سباق التّسَلّح التّقليدي وغير التقليدي ، الكيماوي والنّووي ،ثمّ التّحرّش والتهديد والوعيد الاسرائيلي السّرّي والعلني معا لكُلّ من لا ينضوي تحت البوتقة الاسرائيليّة الجشعة ونواياها التّوسّعيّة المُبيّتة، اضف الى ذلك عمليّات التخريب التي لا تعترف بها الدّولة مباشرة ، بل تعزو ذلك لوسائل الاعلام الخارجية للنجاة من مَقَصّ الرقيب العسكري الذي يشهر سيفه دائماً ،يتحدّثون عن تدمير منسآت ، مفاعلات ، افران ،ترسانات اسلحة عبر الحدود ، تصفيات ، تَجَسّس وغير ذلك من الموبقات التي اصبحت بديهيّة ماْلوفة ،كُلّ شيئ في الخارج مُستَهْدَف ،من كوريا الشماليّة الى افغانستان وباكستان ، ثمّ العراق وايران ، وسوريا ولبنان ! والحبل ع الجرّار ! كلّ هذا برعاية حامية حِمى الدّمى-قراطيّة امريكا الحربجيّة.
فرحة العيد مغموسة بالخوف والتّهديد ، البهجة يطغي عليها الفقر والعوز ، التّصيّد في المياه العكِرة اصبح ماْلوفا ،مشرعناً ببركة امريكا وحلفائها على الباطل !
صديق اعتزّ به من الجولان السّوري المُحْتَلّ ،حدّثني قائلاً :قبل اْيام اجرت معي احدى محطّات الراديو الاسرائيلية مقابلة ببث حيّ ومباشر ،يفوح منها التّجريح والشّماتة لاْبعد الحدود ،عمّا يدور في سوريا من احتراب داخلي ، السّوري يقتل الاسّوري دون شفقة اْو راْفة ، طلبوا منّي ان اْدلِيَ براْيي حول هذا الموضوع !
قُلْتُ لهم : انا اعي مدى شماتتكم ، ويؤلمني ما يحدث في وطني الغالي ! الاّ انّهم لم يستعملوا الرصاص المسبوك ،ولا القنابل العنقوديّة ، ولا الرصاص المطّاطي ، ولا الدّوم دوم ،لم يجوّعوا الاْطفال ،ولم يفرضوا الحصار البرّي البحري والجوّي... كما تفعل اسرائيل......قطعوا البثّ راْساً ! دون ان يتوقّعوا هذا الجواب، ظانّين اْنّني من حَمَلَةالجنسيّات معاذ الله
كم كنّا نودّ ان تطبّق حكومات بلادنا ما جاء في سفر اشعيا الاصحاح الثاني/4 :فيطبعون سيوفهم سِكَكَاً ورماحَهم مناجلَ،لا ترفعُ اْمّةٌ على اْمّةٍ سيفاً ولا يتعلّمون الحرب بعد !
كي لا نُفسد الفرحة على الاخوة المسيحيين في فصحهم المجيد وعيدهم السعيد ، نرى لزاماً علينا ان نعود الى انجيل متّى /5 حيث جاء فيه :علّم السّيّد المسيح تلاميذه قائلاً :
*طوبى للمساكين بالرّوح،لاْنّ لهم ملكوت السّموات !
*طوبى للحزانى لاْنّهم يتعَزّون !
*طوبى للودعاء لاْنّهم يرثون الاْرض !
*طوبى للجياع والعطاش الى البِرّ لاْنّهم يشفعون !
*طوبى للرحماء لاْنّهم يرحمون ّ
*طوبى للاْتقياء القلب لاْنّهم يعاينون الله !
*طوبى لصانعي السّلام لاْنّهم ابناءُ الله يُدْعَون !
*طوبى للمطرودين من اْجل البِرّ لاْنّ لهم ملكوت السّماء !
*طوبى لكم اذا عيّروكم وطردوكم وقالوا عليكم كلّ كلمة شرّيرة من اجلي كاذبين! افرحوا وتهلّلوا لاْنّ اْجركم عظيم في السّماء !
هذه هي الرسالة التي نودّ ان ننقلها لجميح المحتفلين بالفصحين العبري والعربي معا ،ليس في هذه الدّيار وحسب ! بل وفي كافّة ارجاءالمعمورة /مُردّدين بِعَزْم وحزم وجزم :
المسيح قام ! حقّاً قام ! وكل ّعام والجميع باْلف خير معاً ، وليس على الخُبْز وحده يحيا الانسان ! بل بكلّ كلمة طّيبة ...... !
