حفل توقيع رواية الكاتبة دينا سليم في أستراليا

موقع سبيل,
تاريخ النشر 17/04/2012 - 03:49:38 pm

في قاعة المكتبة العامة التابعة لمجلس مدينة (بريزبن) الأسترالية، وعلى أنغام موسيقى شوبان، غصت القاعة بجمهور متذوق للأدب وذلك احتفالا بتوقيع رواية الخامسة للكاتبة الفلسطينية دينا سليم.
وقد حضر خصيصا من مدينة سيدني، التي تبعد أكثر من ألف كيلومتر من (بريزبن) الأديبة رئيسة تحرير صحيفة بانوراما السيدة وداد فرحان، والدكتور المحامي باقر الموساوي، الكاتب علاء العوادي، وسيدة المجتمع ناديا العوادي، والصحفي الأديب عبد الوهاب طالباني، مشاركين بكلماتهم الرقيقة، وجاء في كلمة السيد طالباني:
"  أيها الحضور الكريم، مساؤكم ضوء وحبور، يشرفني كثيرا أن أساهم في هذا الحفل الأنيق والجميل، وأن أقول شيئا في مناسبة توقيع رواية الكاتبة المبدعة دينا سليم .
في البدء، أعتقد أن كتابة الرواية هي أصعب الارتكابات في فن الكتابة الابداعية، فهي قطعا تشكل غوصا عميقا في الخلجات الانسانية، وفي تفاصيل الزمان والمكان.
تحاول الرواية تجريد آثار الأحداث المختلفة بجمال التعبير، والتركيب، والصورة، وبلاغة اللغة، كأدوات لإثارة الدهشة، وليس إثارة العواطف المفرحة أو المحزنة فقط، وهذا هو الشرط  الأول والأهم لأي عمل ابداعي، أيا كان لونه أو جنسه .
الرواية أيضا، قراءة معمقة وبشكل غير عادي للسير الذاتية لأناس لهم وجود في المجتمع، وانغماس في معرفة منطق الأشياء والظواهر والسلوك الإنساني، والفلسفة التي تجمع هذا التكوين.
ومعلوم أيضا أن الرواية تقدم دائما كشفا للأسباب، والمؤثرات، والنتائج، هي إعادة لخلق نسق الأحداث التي قد تكون واقعية مدموجة ببعض الخيال، أو تكون مستقاة من وقائع لمجموعة من الأشخاص، محددة بفترة زمنية محسوبة، وبطرق سردية متنوعة حسب الرؤية الفنية للروائي، وامتلاك اللغة الجميلة، وتمكن الكاتب منها تعطي للرواية شكلا وعمقا أبهى. مبدع الرواية المتكاملة، يجب أن يكون ضليعا بحركة الحياة والمجتمع ومبحرا في متغيراتهما، من هنا يمكن أن نقيم الانجاز الروائي للروائية دينا سليم، ونقرأ بأهتمام  رؤيتها لكل ما يمت للإنسان والحياة والمحيط، وذلك من خلال تجربتها الكتابية التي تمتد لفترة زمنية صاخبة بأحداث كبيرة وكثيرة ومعقدة، ولمجتمع مزخرف بأديان، وقناعات، وايديولوجيات، الخ ... ومن ثم نتعرف على عوامل القلق والأحزان والأفراح وحب مقلق على الهواء، عبر مدن متباعدة بالأسوار والعسكر والمياه واللغات والأعراق، وبالتقنيات المعاصرة التي أصبحت ركيزة كل الأحداث تقريبا "...
وقد قدم الكاتبة الزميل الدكتور باقر الموساوي شارحا أسباب اللقاء الذي جمع بينهما وذلك من خلال الشبكة ضمن تجمع المترجمين العالميين، وكيف التقى فيها بشكل مباشر في مدينة سيدني سنة 2005، قال:" وجدت انسان ينتمي لعالم الكتابة الابداعية، وليس ضليع في الترجمة فقط، كنا في سيدني نصلي لكي تتخذ لها دينا سليم وطنا فيها، إلا أنها اختارت مدينة بحجم جمال روحها وتركتنا، وها نحن نحتفل معها الآن بعد ست سنوات، هي فخر لعائلتها ولأبنائها الكرام".
وقام الدكتور عمر الشيخلي، زميل الكاتبة في عملها الاذاعي، بقراءة تحليلية في نمط السرد الذي اتبعته الروائية في الرواية التي اتحدت فيها جميع أنماط التجديد ودمج عالمين معا بصورة مشوقة بينما القاريء يجرجر أنفاسه ورائها دون توقف.
وقرأت المحامية الآنسة سوار مطانس على الحضور الأسترالي مضمون الرواية باللغة الانجليزية، مستعرضة أهم المواقف والأحداث التي تخللت الرواية التي وحسب قولها أستحوذت على قلبها ولم تتركها حتى أنجزتها رغم انشغالاتها الكثيرة، مشيدة بأهمية قراءتها لما فيها من معلومات أساسية وحيوية عاشتها الراوية.
وقد عرض شريط عن السيرة الذاتية للكاتبة دينا سليم، كان قد صممه الفنان يحيي عامر خصيصا لهذا الحدث، متخللا بعض الصور الشخصية للكاتبة والمكان الذي تقيم فيه، محمل بموسيقى (بتهوفن).
وقد تحدثت الكاتبة في المناسبة حيث قالت:
" في زمن كثرت فيه التساؤلات، وازدادت الأحمال على أكتاف البشر، زمن تفشي الألم، الخوف والأخطاء، يبقى هاجس الكاتب كيف يلقي التحية على الحياة، وكيف يستطيع بلع القلق والحيرة بصمت.
ولكي يستطيع الحفاظ على وجودة يزداد قتاله الصامت مع كل شيء من حوله، أولا مع نفسه، هذا هو حال المبدع الذي يرى العالم بعيون أخرى، ويتمنى أن ينظر إليه الآخر بعين صادقة.
ولأني تعلمت الصمت، ولم ولن أتقنه، ولأني أحببت الحياة أشكر لحظات السعادة التي لا يستطيع الكاتب أن يدونها لأنه اعتاد دائما على تدوين الحزن والأسى، لكن اليوم وفي هذه اللحظة، سوف أتكاشف مع نفسي وبلحظة صراحة أقول، أنا سعيدة جدا لأني بينكم أحبائي وأعزائي، ولأنكم لبيتم الدعوة وأتيتم لكي تحتفلوا معي بهذه الرواية التي صدرت مؤخرا وبعد انتظار دام أكثر من عامين، ولم تكن الأخيرة...".

كانت أحلامي بسيطة لكنها كبرت معي، كما هي أحلام كل واحد فينا، فمن منا بلا حلم لا يقوى على الاستمرار في الحياة، لأن مطباتها كثيرة ودروبها وعرة، ولأن الحلم هو استمرارية الحياة، كل واحد فينا أجاد تحقيقة بأسلوبه وطريقته، وكل واحد فينا ناجح بما حققه.."
وقد فتح باب النقاش للجمهور الذي أحاط الكاتبة بالعديد من الأسئلة التي تنم عن حب المعرفة والاستطلاع مطالبين بتكرار هذه الأمسيات الهامة.
صدرت رواية (قلوب لمدن قلقة) من مؤسسة شمس – القاهرة،
يمكن الحصول عليها بواسطة موقع النيل والفرات، ومن داخل فلسطين يمكن الاتصال مع الصحفي الشاعر يحيي عامر على العنوان البريد الإلكتروني 
[email protected]

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
1.عبدالوهاب طالبانيابارك لك سيدتي صدور روايتك الجديدة"قلوب لمدن قلقة"..وقد تمكنت من تكملة قراءتها وانا في طريق عودتي من برزبن الى سيدني في القطار الذي اقلني من هناك ، ادهشني توضيفك لوسائل التقنية المعاصرة في الاتصالات ركيزة اساسية لاحداث روايتك المليئة بمواجع ناس اختلفت جنسياتهم واعراقهم ودياناتهم ، وقد تورطوا في الحب ، وانغمسوا في اشكالات المسافات والقمع والامال الكبيرة والهويات والثقافات .. ظلت هناك اسئلة بلا اجابات..واعتقد انها كانت مقصودة كي تجعلي القارئ يعيش الاحداث حتى بعد نقطة راس السطر الاخيرةزززكل محبتي لكم18/04/2012 - 05:10:41 pm

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 2403
//echo 111; ?>