خمسين علامة سؤال ؟؟؟ ومائة علامة تعجب!!!
بقلم : د. فايز عزام - عسفيا
قال الشيخ: استغرب كيف تجرات أن تقترح إشراك النساء في اتخاذ قرارات تتعلق بالطائفة والخواطر.
قلت: وما الغرابة في ذلك.؟
قال: الم تعلم ان الاختلاط بين الجنسين حرام؟
قلت: الاختلاط قائم بين العقال والعاقلات والجهال والجاهلات في المدرسة والبنك والعيادة الصحية والمستشفى والمتجر والجامعة والباص والاحتفالات والمناسبات العامة والانتخابات. ومع ذلك يمكن اخذ رأي النساء واستشارتهن من وراء حجاب.
قال: ولكن سماع صوت المرأة حرام.
قلت: إذا حدثت المشاهدة، حصل السماع. ورغم ذلك
قد يصير اخذ الرأي خطيا أو بالمراسلة.
قال: ولكن المرأة عقلها ناقص. وقد أثبتت الأبحاث ان عقل الرجل اكبر من عقل المرأة ب 20 %.!!!
وانقطع الحديث.
أقول: ان هذا الكلام قد يوقع صاحبه تحت طائلة القانون، لان القانون في إسرائيل يمنع التمييز بين الجنسين.
وإنصافا للشيخ والحقيقة فان هذا الرأي يحمله جهال أيضا. وعجبي كيف اجتمع عليه عقال وجهال.؟ اهو رأي ديني أم عادة متبعة؟
وأقول أيضا: ان أكثر الرجال احتراما وتكريما وإنصافا لنسائهم ، هم إخوان الدين. فكيف يوفق بين تلك الرؤية وهذه المعاملة ؟
أما بعد،
فاني استغرب من الذين يقفون هذا الموقف من المرأة، وعقيدتنا سبقت العالم في المساواة بين المرأة والرجل. وألا فما الفرق بيننا وبين الحريديم، والشيوخ السعوديين، وآيات الله الإيرانيين، فيما يتعلق بقضية مكانة المرأة وحقوقها؟ ومساواتها بالرجل؟
كيف يمكن ان يقال هذا عن المرأة، وفي تاريخنا السيدات الفاضلات كالست سارة والست صالحة – ر-، والأميرات والحاكمات والقائدات مثل الست نسب أم فخر الدين المعني، والست نايفة جنبلاط والست حبوس ارسلان والست نظيرة جنبلاط؟
واستاءل أيضا كيف يصح هذا الرأي والمرأة اليوم تتسنم أعلى المناصب في الدول والحكومات والبرلمانات والأمم المتحدة والشركات.؟ ومن النساء العالمات والمخترعات والطبيبات والقاضيات والمحاميات والمحاضرات والكاتبات والشاعرات والمديرات والمفتشات؟.
وكيف يستقيم هذا الامر وعدد الطالبات الدرزيات ونسبتهم في الجامعة يفوقان عدد الطلاب. وعدد العاقلات في الخلوات أكثر من عدد العقال؟
وكم من امرأة هي رب البيت ، وكم من مطلقة ربت أولادها أحسن من مطلق، وكم من أرملة قامت بأود بيتها أفضل من أرمل، وكم من امرأة أنقذت بيتها وأولادها وزوجها من مصائب وويلات؟
أيشهد كل هذا على نقص عقل المرأة؟
والاهم من كل ذلك وقبله، ان كل إنسان فهمان من أي دين كان، يربأ بنفسه وبجدته التي هدهدته وغنجته، وبأمه التي ربته وجعلته عاقلا ، وأخته التي رعته مثل أمه، وزوجته شريكة حياته ومدبرة بيته ومربية أولاده، وابنته التي رباها فأحسن تربيتها، ومعلمته التي ثقفته، ان يكن ناقصات عقل.
واستهجن من أم أو زوجة أو أخت أو بنت تقبل وترضى وتسلم ان ينسب إليها ابنها أو زوجها أو أخوها أو أبوها قلة العقل ونقصانه.
هل يبقى بعد كل هذا، عذر لعدم إشراك النساء في اتخاذ القرارات الدينية وخواطر المشايخ؟
أما حان الاون لتغيير هذه الفكرة وهذا الرأي وهذه النظرة عن المرأة، ووجوب التعامل معها على قدم المساواة التامة مع الرجل؟ هذا ما يمليه علينا العدل والإنصاف والوقائع الظروف والمفاهيم الحديثة.
وان اعترض احد على هذا الموقف، وقال: ما ذكرته من نجاح للنساء هو نادر، فلا يؤخذ به ولا يقاس عليه." فعلى المعترض ان يأتي بحجة وبرهان. ويمكن إجراء استطلاع للرأي بهذا الشأن، وعلى الخاسر تقع التكاليف. أو ان يكلف مجلس الشيوخ بإجرائه.
واختم بالقول: إذا احتج احد على موقفي هذا، فسأنقل الاحتجاج إلى المنظمات النسائية الدرزية التي تقيم المهرجانات بالألوفات، لعلها تفيق من سباتها وتقوم بدورها وتقول كلمتها.
وكل عام وانتم بخير وزيارة مقبولة
سائلين المولى الهداية ببركة هذه المناسبة الشريفة.
العبد الفقير
أبو شعيب