ولد الشيخ ابو محمد جواد ولي الدين في بعقلين في العام 1916 في بيت متديّن، فلبس الزي الروحي منذ طفولته وشبّ على يد والده الذي كان معلّمًا في زمن قلّ فيه المعلمون والمتعلمون فأخذ عنه العلم والخلق والصدق والأمانة. وظهرت عليه منذ شبابه المبكر علائم التقوى في تصرفاته وأفعاله وسلوكه العام.
وكان يملك قطعة ارض بعيدة عن البلدة انصرف الى معاملتها والاعتناء بها ليقيم فيها كل صيف خيمة لا يفارقها الا عند الضرورة. ثم بنى له غرفة من حجر اتخذها خلوة له يتعبد فيها متوحدًا مع ربه فكانت ملجأه الدائم لمناجاة الخالق القدير في سكينة الطبيعة والنفس. تزوج الشيخ "نظريًّا" بامرأة من بلدته ومن بيت اجاويد.
كما تردّد الشيخ باستمرار الى خلوات البياضه وكان يمكث فيها شهورا متتالية للتأمّل والصلاة. في الثامن من آذار 1988 اجتمع الاجاويد وتوّجوا الشيخ بالعمامة المكوّرة ليكون قدوة الأتقياء ونبراس الحق وطريق الهداية وقد توّجه يومها الشيخ ابو حسن عارف حلاوي طيب الله ذكره . كان الشيخ رمزًا للسلام في الحرب الأهلية، وكان يردّد دائمًا: "لا تعتدوا على الآخرين". لقّب بأسد الشوف لشجاعته وهيبته، فكان يعيش في بيته دون حرس أثناء الحرب الأهلية وكان باب منزله مفتوحا للجميع. وقد انتقل الى رحمته تعالى صباح يوم الجمعة الواقع في 27 نسيان 2012.
النبذة عن حياة الشيخ المرحوم نقلا عن جريدة النّهار اللبنانيَّة.