لم يزلْ ليَ بيتٌ يقولُ هَلا !
فتعالَوا لآخذَ عنكم عَناءَ الطَّريقِ
وقدْ تأخُذونَ عنِ القَلبِ بعضَ الضَّجَرْ.
إنَّ بيتي صَغيرٌ-كَكُلِّ البيوتِ الفقيرةِ-
لكنْ جعلْتُ لهُ مَدخلاً يتظلَّلُ بالحُبِّ والوَردِ،
صُبحاً..
وليلاً بِهمْسِ النُّجومِ
وصمتِ القَمَرْ.
درجُ البيتِ سهلٌ فلا يُتعِبُ القلبَ
يحملُ ضيفي الى غُرفةِ الضَّيفِ،عفواً،
الى غُرفةِ الزّائرينَ..
فَمَعْنى الضِّيافَةِ قد أكلَتْهُ الحداثَةُ مُنذُ زمانٍ غَبَرْ.
وعلى الحائطِ لوحةٌ
فإذا أوجَعتْكَ
تذكَّرْتُ أنَّكَ أنتَ الجَريحُ
وأنَّ جراحَكَ تَحملُ نَعْيَ الوطنْ.
مَطْبَخي ليسَ يخلو منَ البُنِّ والهالِ..
رائحةُ البُنِّ تنقُلُنا من فِلَسطينَ،
شوقاً
لِأرضِ اليَمَنْ.
فَتَعالَوا لِنشرَبَ قَهوَتَنا
وَنُعَدِّدَ أمجادَنا
ونعودَ فَنَمسحَ أحزانَنا
لا لِنَفرحَ..
لكنْ
لِكَي يَتَجَدَّدَ فينا الرَّبيعُ
وحُبُّ الحياةِ بِهذا الوطنْ.
البقيعة / الجليل