كشف الفنان تامر حسني عن أسرار كثيرة من حياته الفنية والشخصية لعبت دوراً هاماً في تكوين شخصيته الفنية، خاصة وأنه عاش ظروفاً أسرية واجتماعية صعبة جعلته يعتمد على نفسه منذ الصغر حتى يستطيع الإنفاق على أسرته، كاشفاً في حواره للإعلامي عمرو الليثي في برنامجه واحد من الناس الذي تذيعه قناة دريم 2 أن والده انفصل عن والدته وهو في السابعة من عمره وعاش هو وأمه وشقيقه الأكبر حسام دون مصدر رزق، فكان مطلوباً من الطفلين أن يعملا لينفقا على أنفسهما وعلى والدتهما، وبالفعل عمل تامر في سنوات عمره الأولى في محطة بنزين و سوبر ماركت وبيع البارفانات للناس في الشارع، وكذا عمل كعامل بناء بعض المرات، وكان المطلوب من تامر دائماً ألا يعود للمنزل إلا وهو يحمل النقود لوالدته .
وأشار تامر إلى أنه من المواقف الصعبة التي كان يتعرض لها عندما كان تلميذاً بالمدرسة وكان يدخل أحد المدرسين ويطلب ممن لم يسدد المصروفات أن يخرج من الفصل كان تامر أول من يفعل ذلك لأنه لم يكن لديه القدرة على سداد المصروفات إضافةً إلى اعتذاره وتهربه الدائم من الخروج مع أصدقاءه لأنه لا يملك مالاً يستطيع انفاقه.
وكشف عمرو الليثي عن أول لقاء جمعه بتامر حسني منذ 20 عاما عندما كان الليثي يجهز مشروع تخرجه في المعهد العالي للسينما قسم الإخراج وكان يبحث عن طفل يقوم ببطولة فيلم التخرج ووجد ضالته في تامر الذي كان يبلغ وقتئذ من العمر 12 عاماً وبالفعل جسد تامر دور بندق الذي يسكن تحت أحد الكباري هو وشقيقه الأكبر.
وأكد تامر إن إجادته لهذا المشهد سببه قربها الشديد من شخصيته الحقيقية والمعاناة الصعبة التي كان يعيشها مشيرا إلى أنه بالرغم من ذلك إلا أن طموحه وأحلامه لم تكن لها حدود فقد كان يعلم منذ صغره أنه سيصبح مشهوراً، وعلى الرغم من أن كان يتمنى أن يصبح لاعباً للكرة إلا أن هذا الحلم لم يتحقق وبعدها ظلت والدته توجهه لأن يكون مغنياً.
وتطرق تامر إلى بدايته في عالم الفن مستعيداً ذكريات فترة الثانوية العامة والجامعة حيث لم يكف عن البحث عن فرصة لتحقيق حلمه وإيجاد مصدر رزق، في الوقت نفسه كان يتنقل بين الكافيهات التي يتردد عليها المنتجون والملحنون والشعراء للغناء، مشيراً إلى أنه التحق بكلية الإعلام وظروفه المادية لا زالت في غاية السوء وتزامن ذلك مع وفاة أعز أصدقائه محمد فتكفلت والدة الراحل بمصاريف الكلية تماماً طوال سنوات الدراسة حتى جاء اليوم الذي حضرت فيها الإعلامية سلمى الشماع والتي كانت ترأس قناة النيل للمنوعات وقتئذ والإعلامي حسن حامد رئيس قطاع النيل للقنوات المتخصصة الأسبق ليعقدا ندوة في الجامعة التي ينتمي إليها تامر، وجاء إليه صديق ليطلب منه أن يدخل الندوة التي تعقدها الشماع وحامد ليحصلا على درجتين في أعمال السنة، ودخل بالفعل وأثناء الندوة طلبت الشماع ممن لديه موهبة أن يعبر عن نفسه ليتم اكتشافه عبر القناة التي ترأسها، وهنا طالبه زملاؤه بأن يغني وبالفعل غنى تامر أغنية كان قد ألفها ولحنها بنفسه وبعد استحسان الجميع تم ووعده بتبني موهبته مرت الأيام دون حدوث أي اتصال من سلمى الشماع به.
ويواصل تامر سرد الصدفة التي كشفت موهبته الفنية ووضعته علي طريق الشهرة قائلاً إنه بعد غنائه أمام سلمى الشماع وحسن حامد بفترة طويلة عاد لمنزله بعد الفجر في أحد الأيام ليجد ورقة كتبت فيها أمه التي نامت أن سلمى الشماع اتصلت به وطلبت منها أن يكلمها في أي وقت يعود فيه إلى المنزل وبالفعل اتصل بالشماع لتطلب منه الحضور إليها وعندما ذهب أخبرته أن هناك حفل كبير ستقيمه القناة بحضور كل نجوم ومسئولي مصر وقد قررت هي أن يختتم هو الحفل لتقدمه ويكون من اكتشاف القناة وكانت تلك البداية الحقيقية لنجم اسمه تامر حسني.
واعترف تامر أنه أخطأ عندما سعى للتضحية بشرف الجندية وقال إن الأمر كله قدم له على أنه تخطى عقبة في طريق أحلامه بمحاولة السفر للخارج حتى يبلغ سن الثلاثين وهو سن الإعفاء من التجنيد، خاصة وأنه حينها كان على وشك إتمامه بعد بضعة أشهر، مبدياً ندمه على ما فعله مؤكداً أنه لم يعلم وقتها أنه يخالف القانون وإلا لما جازف بهذا الشكل، مؤكدا أنه استفاد كثيرا من تلك المحنة حيث علمته معادن البعض ممن كانوا يتصنعون صداقته وفي النهاية تخلى عنه إلا أن تلك الظروف الصعبة أكسبته محبة الناس والجمهور ويكفي أنه تعلم ألا يسمح لأحد بخداعه على الإطلاق.