عند محاولتنا في إغراق أنفسنا داخل دوامة الزمن، قد يكون من المستحيل إيجاد آله العودة بالزمن لكن -بطريقة أو بأخرى- نحن قادرين على ذلك !
يفهم الله تعطشنا للمعرفة فوهبنا أسمى مقومات العقل الباطني ، ألا وهي : الذاكرة.
فهي رمز للحداثة التطوير البشري الأزلي للنظرية الزمنية ، حيث أن الماضي يربط الواقع بالوهم ، حين ننسج شبكة أحلامنا العنقودية التي تحينا للوجودية كلما متنا أحياء!
"أنا أفكر إذا أنا موجود" فحتى محاولتنا في الشك بأننا قد نشك بأنفسنا ككيان قابل للشك هو شك بحد ذاته! لكنه شك لا إرادي يحتاج لتفعيل مناطق حسيّة دقيقة جداً لفكر خارج عن البديهيات..
الحلم هو إدراكٌ للماضي، قد نحقق أحلامنا دون أن نشعر لأنها حصلت بطريقة مغاير لماهية توقعنا لها مسبقاً ، فتُنجز العملية دون أن نتنبه إلى أهمية مجاراة الحلم نفسه ..
قد نبني أحلاماً ، آمالاً، طموحاً، فنقوم بتشغيل مراكز المخيّلة من الأقل وحتى الأكثر جموحاً ، نرسم نفصّل ندقّق ونركّز على أدق التّفاصيل..على ماذا نريد..!
فالحلم هو ما نُريده نحن، ودائماً رغم التقائنا مع خيبات الأمل المتتالية بأن الواقع والحلم هما فكرتان متضاربتان ، إلا أننا نستمر بالحلم بما نريد إلا أننا لاحقاًُ قد ننجرف نحو فكرة " استغلال الحلم " ، فإن لم يكن من بد بأن أعيشه في واقعي لأعيشه إذا في قراره نفسي.. في أعماقي.. أفكاري ، مخيلتي، روحي وفي وهمي أنا!
مستقبلاً عندما نعود بالزمن في ذاكرتنا أن هناك بعض ما حلمنا به قد تحقق ، تصدمنا فكرة عدم إحساسنا به ، عدم تعايشنا معه وفيه ..
فنلاحظ – بعضنا- أن الحلم هو مرحلة لا إدراكيّة سُلخت من على كساء الوهم وتسرّبت في فترة ما بين الماضي والمستقبل واقعاً.
فيغدو هو كالسراب.. ونغدو نحن بؤساء لظننا أننا قد أضعنا فكرة عدم إدراكنا للحلم ، لأن تعريفنا السبق المتكدس على حواف استعبادنا للمنطق صورت لنا الحلم بطريقة مختلفة ، فواقعنا لا يدرك الحلم إلا مستقبلاً!
فتكمن لذّة الحلم في إدراكنا للإمكانية حدوثه حقّا! ( في يوم ما).
الحلم هو كالنسيان ساعة التذكر..
كعقد ظننت أنك أضعته، تطيل البحث عنة لتكتشف أنة كان معلقاً منذ البداية في رقبتك!
الحلم هو وعي للواقع في ساعة المستقبل ، حيث يغدو حينها إدراكا للماضي!
الصّورة للتوضيح فقط !
