لم ألعب القمار في كازينو أريحا
ولم أسكر في تلّ أبيب
لكنّي بكيت في يافا..
لأنّي زرتها سائحاً .. على عجل
فقد رفض الحاكم العسكريّ..
أو.. ضابط مخابرات الاحتلال في رام اللّه
أو.. من ينوبه في سلطة لا أعرف ماذا
أن يمنحني تصريح عبور.. إلى وطني
وبكى معي صاحب مطعم كاسد (رفض أن أدفع الحساب)
في العجمي...
وكان البحر يضحك شامتاً
وامرأة تحاول أن تعرف
من أنا..
وتفهم
لماذا يبكي صاحب المطعم الكريم
وتسأله:
بكيت مرة على صدري
لأنّك فقدت فحولتك..
ولم يكن ذلك يهمّني مثلما أثّر فيك
فلماذا تبكي الآن..
ومعك.. هذا الشائب المثير للرغبة؟
( لم تكن تلك المرأة.. زوجة صاحب المطعم الكاسد..
حتّى في فحولته
وإنّما " خدفا" القادمة طفلة مع والديها
من أوكرانيا
وغافلتهما ذات يوم في شارع ديزنكوف.. الشهير
في تل أبيب
وقد بلغت سنّ الرشد والنضج والتفتّح
كالزهرة
على يدي جنائنيّ
بعث به لهم مكتب الشئون
ليرعى حديقة بيتهم (...؟!)..
الذي لم تكن تعرف أنّه
في الأصل بيته..
وأنّه ليس مردخاي
وإنّما.. مراد عبد الحيّ..
ابن أهل الدار
وقد فُتنَتْ بِهِ..
فاستغنى والداها عنه
خوف أن تحمل منه.......)
لتأتي إلى يافا..
تبحث عن عربيّ تقول له:
أنا لا ذنب لي فيما فعله والداي
فافعل بي ما يجعلني حرّة منهما
ومن دولة " إسرائيل" العاهرة!
وفي الناصرة
أعادني السيّد المسيح
مرغماً
إلى
طريق آلامي القاهرة
من القدسِ
وإلى القدسِ
وهو يدري
أنّني
لا أملك تصريح مرور..
إلى
حيث وُلدْتً
وحيثُ حبوتُ
وحيث مشيْتُ
وحيثُ.. أريد في آخر عمري
! أن أموت!