بسم الله الرحمن الرحيم
أولا ردي هذا ليس كما يدعي البعض باني مأجور واجير عند عائلة طريف، ولكن من باب الغيرة على طائفتي، وخوفا عليها من التشتت والتفرقة والشتات وبالتالي الضياع، بسبب ما يزرعه البعض من أبناء طائفتنا (منهم عن قصد ومنهم عن غير قصد) من أفكار سوء وبلبلة وإشاعات هدامة وتحليلات مغلوطة، فطائفتنا والحمد لله لا ينقصها سوى التفكر بمعادها وما بُني عليه أمرها، وما من شك إننا نعيش في عالم طغت عليه العلمانية والأفكار المادية الهدامة والانحلالية، وما تحمله من بواعث للحرية والتحرر من كل قيد أو مسؤولية وخاصة العادات والتقاليد والآداب الدينية، فزماننا كسدت فيه الفضائل واستولت عليه الرذائل ونفعت، وخُوّن فيه الأمين وكُذّب به الصادق، ولصعوبة الزمان صار القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر وبات رجل الدين معيرة، ولي الشرف أن أكون خادما لهذه العائلة التي أنجبت أسيادا روحانيين، منهم المرحوم الشيخ أبو صالح سلمان طريف، الملقب ب (الكاتب)، والذي قصده سيدنا المرحوم الشيخ علي فارس ليتعلم منه التقوى والورع والفقه الديني، وأخيرا وليس آخرا سيدنا المرحوم الشيخ أبو يوسف أمين طريف، الذي ببركته عاشت هذه الطائفة في القرن الأخير، وما زالت بركته مستمرة بحفيده الذي كان خادما له وأمين سره،
وثانيا أيها المحامي اشكر لك غيرتك على طائفتنا واهتمامك بهويتنا، ولكن اسمح لي أيها المحامي أن أقول لك: بان ادعاءك مرفوض، فلا أرى فيه شيئا من الواقعية، ولا من المصداقية، فالأعياد ومواعيدها تأتي من اجل راحة الناس، وادعاءك الكريم بان تغيير موعد زيارة سيدنا بهاء الدين سلام الله عليه ليوم سبت الموافق لتاريخ 28/7/2012 بدلا من تاريخ 25/7/2012 الموافق ليوم الاربعاء، بحجة انه "عبرنة" الزيارة فهو خطأ كبير، لان السبت عند العبرانيين مقدس، وهو يوم راحة، والحركة فيه هو تدنيس قدسيته، والصوفي احمد السبتي كان يستريح كل أيام الجمعة ما عدا يوم السبت مجاهرة بعقيدة اليهود، فسموه احمد السبتي.
إن اعتبارك إن هذا الأمر "عبرنة " لا يتطابق مع المفهوم العبري للسبت، وايضا الاحظ ان هناك في أوساط الطائفة جماعة يعملون ليل نهار على تمزيق الطائفة والمس برموزها الدينية وعن قصد، وعلى هدم علاقة الطائفة بالدولة، وخاصة مع الشعب اليهودي، لمجرد الشعور بالإهانة والإجحاف، والذي تعود أسبابه إلى عدم قيام بعض المسؤولين في الطائفة خاصة أولئك الذين يتقلدون مناصب حكومية بواجبهم تجاه طائفتهم وتمثيلهم بالصورة المطلوبة ، واستعمال مصطلحات عنصرية في ذلك لخلق معاداة وكأننا نعيش تحت احتلال أو في أي دولة عربية أو محتلة، ويجب الانتباه لهذا الأمر لخطورته وعدم إخراجنا من المسار.
وعندما احتج اليهود على السيد يسوع المسيح ع بأنه يعمل معجزاته في يوم السبت وهذا يمس باليهود، قال لهم : " إن ابن الإنسان هو رب السبت"، وقال أيضا : أي إنسان منكم يكون له خروف واحد، فان سقط هذا في السبت في حفرة، أفما يمسكه ويقيمه. قال لهم السبت إنما جُعل لأجل الإنسان، لا الإنسان لأجل السبت. إذا ابن الإنسان هو رب السبت، ثم قال لهم هل يحل في السبت فعل الخير أو فعل الشر. تخليص نفس أو قتل.فسكتوا.
ولما كان السبت ابتدأ يعلم في المجمع. وفي السبت الثاني بعد الأول اجتاز بين الزروع.وكان تلاميذه يقطفون السنابل ويأكلون وهم يفركونها بأيديهم. فأجاب رئيس المجمع وهو مغتاظ لان يسوع ابرأ في السبت، وقال للجمع هي ستة أيام ينبغي فيها العمل ففي هذه ائتوا واستشفوا وليس في يوم السبت. فأجابه الرب وقال يا مرائي ألا يحل كل واحد في السبت ثوره أو حماره من المذود ويمضي به ويسقيه. وهذه وهي ابنة إبراهيم قد ربطها الشيطان ثماني عشرة سنة أما كان ينبغي أن تحل من هذا الرباط في يوم السبت. وإذ جاء إلى بيت احد رؤساء الفريسيين في السبت ليأكل خبزا كانوا يراقبونه. فأجاب يسوع وكلم الناموسيين والفريسيين قائلا هل يحل الإبراء في السبت. فان كان الإنسان يقبل الختان في السبت لئلا ينقض ناموس موسى أفتسخطون عليّ لاني شفيت إنسانا كله في السبت، أتحفظون أياما وشهورا واو قاتا وسنين. أي العداوة.مبطلا بجسده ناموس الوصايا في فرائض لكي يخلق الاثنين في نفسه إنسانا واحدا جديدا صانعا سلاما لا تظنوا إني جئت لانقض الناموس أو الأنبياء.ما جئت لانقض بل لاكمّل".
إن زيارات مقام نبي الله شعيب والخضر وسبلان عليهم السلام، هي أعياد معترف بها في الدولة، وتمنحنا عطلة، بينما الزيارات الأخرى غير معترف بها رسميا، ولما كانت تقع في أيام غير السبت كان عدد المشاركين قليلا، وبعد تذمر المشايخ على عدم تمكنهم في حضور الزيارات في أيام عملهم، طلبوا من فضيلة الشيخ موفق أن يجعل من الأعياد الغير معترف بها رسميا في الدولة أعيادا رسمية أن تكون يوم السبت لكون السبت عطلة في البلاد، ويستطيع كل شخص المشاركة، وحتى إخواننا في الجولان طبقوا هذا الأمر، والسهرة الدينية كل شهرين في مقام النبي شعيب ع تقام يوم السبت، وزيارة سيدنا أبي عبد الله ع الأخيرة في عسفيا ، تاجلت من 15/11 إلى 19/11 لهذا السبب،
وعليه اعتراضك على يوم السبت بحجة انه "عبرنة" لأعيادنا وبالتالي فقدان لهويتنا، هو ساقط من الحكم ، والمؤسف أن كل شخص منا بغض النظر عن ثقافته، كل مرة يطالعنا بكتاب مفتوح للرئيس الروحي، يحمل في طياته سكاكين جارحة، مسلطا الألسن الحادة نحو فضيلته، وتحت غطاء "الخوف على هويتنا من الضياع"، والحقيقة إن مثل هذه المقالات هي التي تمزق من هويتنا، وتبعث الشك والحيرة في النفوس،
وكنت أتمنى من حضرتك أيها المحامي المحترم وأقول محترما لاني اعرف وجهاتك النضالية منذ كنت رئيسا لمجلس بيت جن، وعملت مع السيد فهمي حلبي الذي اكن له كل الاحترام والتقدير على مواقفه البطولية والنضالية وما قدمته لبلدتنا دالية الكرمل من تقدم، في فترته الرئاسية، التي اعتبرت الفترة الذهبية لتاريخ دالية الكرمل، وكنت اقدر عملك كثيرا وتوجهاتك، وما زلت احترم فيك الروح المعروفية، ولكن أحيانا الإنسان يخدع نفسه بأوهام، ويظن بها أنها حقيقة’، وينقلها للناس لتصبح كرة نارية حرارية، تلسع وتحرق الأيدي،
فأرجوك أن تأتونا بمقالات نافعة أكثر، لتوحدنا وتجعلنا نحسن الظن بعضنا ببعض، لا أن نشكك بنوايا بعضنا البعض وتفرقنا،
وأخيرا المضيفين هم أولى بموعد الزيارة، والذي يتفقون عليه هو الذي يُعمل به، أما أن نتكلم لنطعن فلا.
جعلها الله زيارة مقبولة .
باحترام فائق
خادمكم منير فرّو