اشتراك مصعب يوسف في يوم الجندي الدرزي هو عمل تظاهري، لانتهازيين من الطائفة لا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية
بدعوه من تعرف نفسها بقياده سياسيه وصل الى اسرائيل في الأسبوع الماضي مصعب يوسف، ابن الشيخ حسن يوسف خليل، أحد زعماء حركة حماس في الضفة الغربية، وذلك للمشاركة في يوم الجندي الدرزي.
في السنوات الأخيرة أصبح مصعب المُلقب على يد المخابرات الإسرائيلية "بالأمير الأخضر"، الولد المدلل عند بعض المنظمات اليهودية المتطرفة في الولايات المتحدة، وذلك بعد نشر كتابه "ابن حماس"، والذي أعلن فيه اعتناقه للنصرانية وكراهيته للإسلام. حيث تقوم هذه المنظمات، باستعمال مصعب كوسيلة دعاية، لبرهنة مواقفها المتطرفة الأمر الذي يعمّق الكراهية بين الأديان، ويهدم جسور المحبة بين الثقافات المختلفة.
وعلى النمط نفسه حل مصعب يوسف، والذي ليست له أي صلة بالجهاز العسكري، كضيف شرف في يوم الجندي الدرزي، الذي أقيم في الأسبوع الماضي في طبريا. ولكن، وفي هذه المرّة، استُعمل الأخير كوسيلة دعاية في خدمة سياسيين انتهازيين يبذلون جهودا كبيرة، للتملق ونيل الإعجاب لدى الناخبين اليهود في أحزابهم وبمساعدة من ضباط دروز، غالبا من طلائع الشبيبة (גדנ"ע) وقسم الأقليات (מדור אוכלוסיות) ، ممن يُعرّفون في أوساط الطائفة بلقب ضباط "الأعراس والجنائز" حيث يقضون غالبية أوقاتهم بحفلات فارغة من كل فحوى، بدلا من اهتمامهم برفاهية الجنود الدروز!
وقد تكون دعوة مصعب مجرد نكتة غير مضحكة وتافهة، لو لم تكن بمثابة بصقة في وجوه الضباط والجنود الدروز، الذين يبذلون جهودًا جبارة في تغيير الانطباع السلبي الذي نسبته لهم الدولة في السنوات الأولى بعد قيامها- كجنود في خدمة الدعاية الإسرائيلية في العالم العربي.
ازداد هذا الانطباع عمقًا على خلفية خدمة جميع الجنود الدروز في وحدة الأقليات الأسطورية المسماة "كتيبة 300" في سنوات الخمسينات والستينات، وعلى خلفيه عدم تأهيل هذه الوحدة لعمليات عسكرية على يد قيادة جيش الدفاع.
ولكن إنجازات الكتيبة الدرزية في حرب الأيام الستة عام 1967، والتي أطلق عليها، فيما بعد، اسم" كتيبة 299" برهنت للجميع صلابة الجنود الدروز واستعدادهم لكل التحديات، الأمر الذي ساعد في تغيير الانطباع القديم، وترسيخ مكانتهم ومركزهم في صفوف الجيش، كمحاربين متساويين في الواجبات والحقوق، ويستحقون التقدير والاحترام. وكل هذا بالرغم من الاحتجاج المستمر من قِبَل بعض أبناء الطائفة الدرزية ضد الخدمة العسكرية، وغالبا مرافقا بخيبة أمل مستمرة، من معالجة المؤسسات الملائمة للجنود المسرحين.
وهكذا فوجئ الجنود مفاجأة قاسية في طبريا ، حيث وجدوا أنه بدل أن يهتم أولئك السياسيون وضباط "الجنائز والأعراس" بأن يمنحوهم اعترافا عمليا بجهودهم، وأن يقدّموا لهم مساعدات لشق طريقهم ومستقبلهم ، بدل ذلك، "فازوا" بضيف مُستهجَن، مثل مصعب، يقوّي الانطباع الوضيع لجنود في خدمة الدعاية الإسرائيلية.
ولكن ما العجب ؟ فمن المعروف، أن أولئك السياسين على منهج ضباط "الاعراس والجنائز" قد دعوا مصعب لهذا اليوم، لانهم ايضا يفضَلون، بأن يكونوا جنودًا في حقل الدعاية المراوغة ، بدلا من أن يكونوا قيادين يحاربون من أجل حقوق الأقلية التي ينتمون إليها.
ملاحظة : لقراءة المقال بالعبرية كما ورد في معريف اقرأ التعليق المرفق ادناه