أبو الأدهم في ذمَّة الله
جبهة سخنين الديمقراطية والحزب الشّيوعي ينعيان ببالغ الحُزن والأسى، الشَّخصيَّة السِّياسيَّة الوطنيَّة البارزة
جمال طربيه
لقد رحل عنَّا أبو الأدهم وعطاؤه ما زال في الأوج. ولقد ترك على مدى حياته بصمات بارزة لا يقوى على محوها الزَّمان. إذ حسبه فخرًا ومجدًا أنَّ اسمه ارتبط بيوم الأرض الخالد حيث لم يُهَب تيّار التّخاذل والجبن الذي جرف الأغلبيَّة السّاحقة من رُؤساء السُّلطات المحليَّة آنذاك. وبقيَ طودًا شامخًا إلى جانب رفاقه البواسل أبناء الشَّعب البررة. حتَّى عندما ترجمت تلك الفئة موقفها المُمالئ لسياسة السّلطة في مُصادرة الأرض والحُقوق، إلى محاولات اعتداء جسديَّة عليه وعلى صحبه، وفي مُقدّمتهم المُناضِل الرّاحل توفيق زياد. أوليس من المُفارَقات المُدهشة أن يكون يوم رحيلك هو اليوم نفسه الذي رحل فيه أبو الأمين، الخامس من تمّوز المشؤوم!!جمال طربيه
لقد وقف جمال طربيه ضدّ المُصادَرة. لم يُفرِّط بذرَّة من تُراب الوطن. ودأب على حثّ النّاس على التَّشبُّث بهذا التُّراب الغالي، مُؤكِّدًا على ثُنائيّة الأرض والعرض، ولطالما ردّد من يتنازل عن أرضه فكأنَّما يتنازل عن عرضه.
نبكيك ي أبا الأدهم، بقُلوبنا قبل مأقينا. وعزاؤنا أنَّ أبناءك ومُحبّيك يسيرون على طريقك، فالشَّجرة الوطنيَّة الّتي ساهمت في غرسها ورعايتها، أصبحت دوحة عظيمة يستظلّ أبناء شعبنا في ظلّها.
وعدا أن نبقى على طريقك، طريق المُناضلين والأحرار، وستبقى ذكراك في قُلوبنا وقُلوب أجيالنا القادمة، ما أشرقت شمس وغاب قمر.
إنَّنا نُعزّي أنفسنا ونُعزّي عائلتك الكريمة بفقدك المُفاجئ، وبتوقُّف قلبك عن النَّبض، هذا القلب الّذي لم تقوَ العواصف السّياسيَّة العاتية على تفريغه من الخفقان وانفتاحه لكلّ الطّيّبين والأخيار.
يا صاحب القامة الوطنيَّة الشّامخة وداعًا
