نمر اليوم في مرحلة دقيقة وحساسة في ظل مظالم السلطة الإسرائيلية المتزايدة في مصادرة أراضينا بآلاف الدونمات في الكرمل والجليل، لتوسيع مناطق نفوذ المستوطنات على حساب أراضي أجيالنا الصاعدة، والتهديد بهدم بيوت شبابنا في الجليل والكرمل والتي بنوها على أراضي آبائهم وأجدادهم وبعرق جبينهم، وتعريضهم للمحاكم والعقوبات الجائرة لإذلالنا، والاستهزاء بحقوقنا الشرعية والقانونية والدينية والتاريخية.
في لحظة ساذجة واغفروا لي هذه السذاجة..!! اعتقدت بأن السفير الأمريكي جاء ليتضامن معنا أو ليتوسط لنا مع السلطة في حل مشاكلنا وقضايا أراضينا، هذا علما بأنني كنت مدركا لما قد جاء من أجله السفير، ولكن بعد أن شاهدت ... - ويا هول ما شاهدت وسمعت من خطابات رنانة على شاشة التلفاز – لقد قدم السفير الأمريكي في إسرائيل لزيارة الشيخ موفق طريف وتبين بأنه جاء لهدف واحد ووحيد هو جرنا إلى مستنقع الفتنة الطائفية التي تأكل الأخضر واليابس، - وكأنه يموت فينا هياما في سوريا !!- متناسيا حكومته وقواته التي دكت أهلنا في الشوف في بيصور وعليه وغيرها من القرى ومدن وضيعات جبل لبنان، عندما أطلقت المدمرة (نيو جيرسي) آلاف القنابل التي كانت تزن أكثر من طن دون أي رحمة أو رادع من الضمير، وهي تهدم البيوت على أهلنا وأطفالنا وشيوخنا ونسائنا. وقبلها لا ننسى الاستعمار التركي العثماني الظالم، ثم الفرنسي الحاقد الذي حرق جبل العرب في سوريا، واليوم جاء هذا السفير معتقدا بأن ذاكرتنا قصيرة..! لا أيها السفير!!! ما زلنا نذكر جرائمكم الوحشية، وهنا نتذكر قول شاعرنا الكبير سميح القاسم:
" يا من بثوب البغى تستر شمسنا
الشمس حارقة وثوبك بال"
وهنا نردد مع عطوفة المجاهد الكبير سلطان باشا الأطرش: "الدين لله والوطن للجميع". وليس كبعض الحكام العرب والخليجيين الذين يقولون للقادة الأوروبيين الغربيين والأمريكان: (أمرك يا سيدي!).
إننا نتشبث بهذا التراث النضالي العريق لذلك لن ينجح مخطط التقسيم بإذن الله. لقد فشل مخطط "سايكس بيكو" في سوريا بهمة أبطالنا في الجبل العرب (الدروز)، وجميع أنحاء سوريا، ونطلب من شعبنا العربي (الذي يغط في سبات عميق) أن يكون اليوم يقظا لهذه المخططات التي تبغي تفتيتكم وإضعافكم لاستمرار استعبادكم. ونطلب من النواب الدروز في البرلمان وبعض مشايخنا الأفاضل، وعلى رأسهم الشيخ موفق طريف تمشيا مع أسلوب وموقف إخواننا دروز لبنان، عدم التدخل في شؤون أبناء الطائفة العربية الدرزية في سوريا، وفقط توجيه الدعوات إلى الله سبحانه وتعالى أن يحمي سوريا وينشر السلام بين جميع الطوائف لتعود كما كانت فخرا للأمة العربية قاطبة، وعدم التماهي مع أي برنامج غربي إمبريالي، لأنه (لا شيء من الغرب، يسر القلب)!!