- الوداع الـ 19 لشيخ التقى والاحسان -
وعلى الله التوكُّل
سبحان من للذات دون الذات أوجدْ سبحان الواحد العلي القدير الأمجدْ
ســـبحان من لـــــنور التوحيــــد أوقـــــدْ سبحان من اٌنخرت له الناس سُجَّــــدْ .
19
وصلاته على رسله الثابتين المخلصين والعدة السعيدة الفائزين أجمعين.
(مع معانيها المقدسة - 19 - الذكرى 19 )
صادفت يوم الثلاثاء 2.10.2012 الذكرى التاسعة عشر ( 19 ) للعالم، العامل، الورع، التقي، الزاهد، المخلص، الثابت، الموحد النيّر، ذو الكف البرور و وجهٌ يفيض نور، مدرار الكرامة واصل الشهامة، معقل النخوة ومقصد العزة، شيخ الجزيرة ، امام العشيرة، الشمس المنيرة ، منهل الحق الخالص، معول التقوى، فلاح البساتين وزهرة التوحيد ، شيخنا المرحوم : ابو يوسف امين طريف، الرئيس الروحي لطائفة الموحدي ، من ربوع قرية جولس الظافرة بخطاه الاولى والاخير من المهد الى اللحد الى يوم الدين .
كلنا خشوع الى اللهِ وحده في لحظة صمت قلبية نترحم على عبده الموحد الثابت المتوج بتاج العزة والكرامة ، العمامة المدورة ( المكلوسة ) المتأصلة بتراث وتاريخ الموحدين . فيعتبر التتويج بهذه العمامة الطاهرة تقليد روحاني الحي النابض المتسلسل منذ مئات السنين . ويعتبر التتويج بهذا التاج الشريف حدث تاريخي مهم نظرا لانه يقتصر حصرا على العابدين الزاهدين المرتقين مصافا روحانيا عظيما من سلالة المشايخ الكرام الاعيان، درر الاوان و ندرة الزمان.
ان فضائل شيخنا الامين معلومة بين اهل المعرفة وبيوت الدين العامرة . وصورة شيخنا النيره لم تفارق بيوت الموحدين في كل انحاء المعمورة، دلالة قاطعة على كراماته الشهيرة، وما كانت صورته ذكرى او نافذة مباركة في بيوتنا فحسب، فمشايخنا الاجلاء العابدين المتنسكين الزاهدين كثيرون بحمد الله ، انما العبادة الحقه رُتب و " ان اكرمكم عند الله اتقاكم " فتلك شهادة حية على مصاف شيخنا .
ولد عام 1898م في قرية جولس الجليلية , تعلم في قرية الرامة واغترف من منابع التوحيد ما يسرت له الفطن من عاصمة الزهد و العبادة ، خلوات البياضة الشريفة العامرة في لبنان . حتى ظهر ما بطن من حكمته و حبه للمعلوم الشريف وصلاح اعماله ونياته فعاد علمًا الى الجليل و توفاه الله علما خفاقا وسطرا ناصع البياض في تاريخ الضمير الحي عجزت الاقلام والمحابر عن مكافاته . انتقلت روحه الطاهرة الى ماشاء الله ، وهو فقير ذو العلم النضير ، مغترف الكثير من منهل التوحيد الوفير ، منقطع النظير، مظفرًا بعلم القدير على تحمل الفطن والعقول .
كانت وما زالت بصمته تنبض بالحكمة والفراسة . فاعماله ما كانت الا معول بناء في قلب التقدم الذي عصف في قرانا الزراعية في نصف القرن الماضي. وما اسعدنا اذ فزنا بجوار هذا الشيخ الجليل ، التقي الاصيل والشهم الاثيل ، الذي عمل في حديقة الطائفة حتى ازهرت واستقلت فوفق بين الجديد و القديم ، الباطني و الأديم - بالعقل السليم - مُعافينا من رياح خطف الهشيم . حافظ على كرامة ابناء العشيرة مع التغييرات الكثيرة التي عصفت بالمنطقه ككل . فشد عزيمتهم لبناء مستقبلهم ومستقبل اولادهم في دولتهم التي يحافظون فيها على عزة انفسهم ويتشاطرون اصول الحياة المشتركة مع اترابهم واهلهم من كافه الطوائف والقوميات . جاعلين من التلون الحضاري الجديد فرصة سانحة لاشهار البيارق وحط الزوارق في بحر جديد. يعرّفون العالم على اصالتهم وعنفوانهم وكرم اخلاقهم ورحابة صدرهم التي وسعت بحار الارض وما كدّرها ظن الانام ورزايا الزمان.
فلتكن لحظة صمت قلبية على روح هذا الجويد المتواضع الفقير لله رحمه الله ونفعنا من بركاته.
وهذه قصيدة قصيرة متواضعة كتبتها لذكراه :
لم تنـــــم عيـــني فليــلي قـريـن اليـــوم و مجــرى الثـواني متــين
كأنـــي مـــكبـــل لا حــياة بـــي وقـــلبي تصـــلّد بالخبــر الحـــزين
الليــل يــرثي صــاحه اليقظان والارض تبكي : وداعا يا اميـن
شيخ الوفى، مصــباح الدجــى خاشــع القلب قاصـــدا حـــطين
لا الاهرام تنسى حب الرمال ولا الشـرق ينسى مجده الصـين
فارخوا لحظة الصمت خشوع وعدُ الثواني في مــرمى الســــنين
نورس عاصي عرايده - المغار