ارسل الشاب الفنان عمر زهر الدين سعد من قرية المغار رسالة الى رئيس الحكومة ووزير الامن يعلن فيها عن " رفضه القاطع للتجنيد في الجيش الاسرائيلي ".
وجاء في الرسالة :
حضرة رئيس حكومة اسرائيل المحترم
حضرة وزير جيش "الدفاع" الاسرائيلي المحترم
أنا الموقع أدناه عمر زهرالدين محمد سعد من قرية المغار- الجليل .
استلمتُ أمراً بالمثول في مكاتب التجنيد يوم 2012/10/31 لإجراء الفحوصات حسَب قانون التجنيد الإجباري المفروض على الطائفة الدرزية، وعليه أُوضِّح النقاط التالية:
أرفضُ المثولْ لإجراء الفحوصات لمُعارضتي لقانون التجنيد المفروض على طائفتي الدرزية.
أرفضْ لأنّي رجلْ سلام وأكرهْ العنف وكلّْ أشكالِه، وأعتقد بأنّ المؤسسة العسكرية هي قمّة العنف الجسدي والنفسي، ومنذ استلامي طلبْ المثولْ لإجراء الفُحوصاتْ تغيَّرتْ حياتي، ازدادت عَصَبيتي وتَشتَّتَ تفكيري. تذكّرتُ آلاف الصور القاسية، ولم أتخيَّل نفسي مرتديا الملابسْ العسكرية ومشاركا في قمع شعبي الفلسطيني ومحاربة إخواني العرب.
أعارض التجنيدْ للجيش الإسرائيلي ولأيّْ جيشْ آخر لأسباب ضميرية وقومية.
أكرهْ الظلمْ وأعارضْ الإحتلال، أكرهْ التعصب وتقييد الحُريات.
أكره مَن يعتقلْ الأطفالْ والشيوخْ والنساءْ.
أنا موسيقي أعزفْ على آلة "الفيولا". عزفتْ في عدَّةْ أماكن. لديّ أصدقاءْ موسيقيون من رام الله، أريحا، القدس، الخليل، نابلس، جنين، شفاعمرو، عيلبون، روما، أثينا، عمان، بيروت، دمشق، أوسلو، وجميعُنا نعزفْ للحرية، للإنسانية وللسلام، سلاحُنا الموسيقى ولن يكون لنا سلاحٌ آخر.
أنا من طائفَة ظُلمَتْ بقانونْ ظالم، فكيف يمكنْ أن نحاربْ أقرباءَنا في فلسطين، سوريا، الأردن ولبنان؟ كيف يمكن أن أحملْ السلاح ضدّْ إخوتي وأبناءْ شَعبي في فلسطين؟ كيف يمكن أن أكونَ جندياً يعملْ على حاجز قلنديا او أي حاجز احتلاليّ آخر، وأنا مَن جرّب ظلمَ الحواجزْ؟
كيف أمنع إبِنْ رام الله من زيارة القدس.. مدينتِهِ؟ كيف أحرسْ جدارْ الفصلْ العنصري؟
كيف أكونْ سجَّانا لأبناءْ شعبي وانا أعرفْ أنّ غالبية المسجونين هم أسرى وطلابْ حق وحرية؟
أنا أعزفْ للفرحْ، للحرية، للسلام العادلْ القائمْ على وقف الإستيطان وخروج المحتل من فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وإطلاق سراح جميع الأسرى من السجون وعودة اللاجئين المهجّرين الى ديارهم.
لقد خَدَم العديدْ من شبابنا ضمن قانون التجنيد الإجباري فعلى ماذا حصلنا؟ تمييز في جميع المجالات، قرانا أفقر القرى، صودرت أراضينا، لا يوجد خرائطْ هيكلية، لا يوجد مناطقْ صناعية.
نسبة خرِّيجي الجامعات من قرانا من أدنى النِّسَب في المنطقة، نسبة البطالة في قرانا من أعلى النسب.
لقد أَبْعَدَنا هذا القانون عن امتدادِنا العربي .
هذه السنة سأُكْمِل تعليمي الثانوي، وأطمحُ بأن أكمل تعليمي الجامعي.
أنا متأكدْ أنكم ستحاولون ثَنْيِي عن طموحي الإنسانيْ، لكنني أعلنها بأعلى صوتي: أنا عمر زهرالدين محمد سعد لن أكونَ وُقوداً لنارِ حربِكمْ، ولن أكونَ جنديًا في جيشِكم ...
التوقيع : عمر سعد.