دخل «الأكاديميّة» طالباً وخرج منها نجماً، فكسر قاعدة أنّه لا احتمال لأن يفوز لبناني بلقب في أي برنامج. استطاع باندفاعه وجهده أن يخترق الساحة الفنية، وبدأ بحصد نجاحاته بنيله جائزة أفضل أغنية وطنية «لبنان رح يرجع» التي أكسبته شهرة واسعة وأصبحنا نسمعها في كل المناسبات والاحتفالات الوطنية، تماماً كأغنية «يا كل الدني» التي طمح إلى أن يسمعها بكل الأعراس، وتحقّق ذلك بالفعل.
بعد طرحه ألبوم «موهوم» منذ حوالي سنتين، طرح ألبومه الثاني «شو بتعمل بالناس» الذي أحدث فيه تجديداً من ناحية الكلمة، وكان له نصيبه من الكتابة والتلحين.
النجم جوزيف عطيّة يحدّثنا عن ألبوميه الثاني والثالث، ويصرّح لنا أنه «خليّ» القلب.
- أخبرنا عن ألبومك الثاني «شو بتعمل بالناس»، وما هو التجديد الذي أحدثته فيه؟
استغرق تحضير الألبوم حوالي سنة، وهو يشبه ألبوم «موهوم» من حيث الأنماط الغنائية والألوان التي اعتاد الجمهور على سماعها بصوتي.
التجديد طرأ على الكلمة، فقد اخترت موضوعات أكثر عمقاً وجرأة، كأغنيتي «وجع الذكريات» و«فرق العمر» التي تتناول موضوعاً حسّاساً جداً في المجتمع.
ورغم تركيزي على الكلمة بالدرجة الأولى، لم أتساهل أبداً في اختيار اللحن والتوزيع.
- هل شعرت بميول تجاه أغنية على حساب الأخرى؟
لم يتسنَّ لي أن أحبّ أغنية على حساب الأخرى، فقد أخذت كل أغنية وقتها، وانتهيت من الأولى وانتقلت لسماع الأخرى.
أما بعد انتهائي من تسجيل الألبوم كاملاً، فظهر لديّ ميل تجاه أغنية «كل ما بشوفك» التي كتبتها ولحّنتها بنفسي.
كما أنّ أغنية «صدفة غريبة» من الأغنيات القريبة جداً إلى قلبي، و»الورد» و»وجع الذكريات». كل أغنية لها مكانتها عندي.
- كيف وجدت تفاعل الناس مع ما كتبت ولحّنت؟
ردود فعل الناس على أغنية «كل ما بشوفك» بالذات كانت رائعة، لكنّي بالنهاية لست شاعراً ولا ملحّناً ولا قادراً على الكتابة دائماً. الشاعر يستطيع أن يكتب في أي وقت، بينما أكتب عندما أعيش حالة معينة أحب إيصالها إلى الناس.
- هل يعني ذلك أنّها تفوّقت على بقية أغنيات الألبوم؟
هناك تفاوت في الذوق السمعي حسب البلدان، فقد حظيت أغنية «وجع الذكريات» بتأييد كبير على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، فيما تحلّ «صدفة غريبة» في مراتب متقدّمة جداً ضمن سباقات الأغاني على المواقع الالكترونية.
بالإضافة إلى انتشار «شو بتعمل بالناس» التي هي عنوان الألبوم في كل البلدان.
- أي أغنية ستصوّر في البداية؟
نحن في صدد تصوير كليب لأغنية «صدفة غريبة»، ووقع اختيارنا عليها بسبب ردّة فعل الناس عليها.
الناس يحبّون أكثر من أغنية لكنّهم يفضّلون «صدفة غريبة» ويقولون لي «هالأغنية لازم تتصوّر».
بطبعي أتأثّر برأي الجمهور وميوله وأسعى لأن أرضيه في أعمالي لأنه هدفي.
- هل حاولت دعم «كل ما بشوفك» أكثر من غيرها، علماً أنّ حشريّة المستمع جعلته يستمع إليها قبل الاستماع إلى باقي أغنيات الألبوم؟
لست مع «غسل الدماغ» وأرفض أن أجبر الناس على سماع أغنيتي، أو أن تبثّ على الراديو طوال النهار! ما قمت به هو تقديم كلمة ولحن شعرت بهما، فنفّذت الأغنية ونشرتها ضمن المعقول وتجنّبت افتعال «ضجّة» لها. وبالفعل سُمعت الأغنية من دون دعاية.
- أي لون غنائي هو الأقرب إلى قلبك؟
أميل إلى الأغنية الرومانسية أكثر من غيرها، لكن الأغنية الشعبيّة لها وقتها وطريقة أدائها المميزة، وأرى أن إجادتي غناء اللونين نعمة، أن أعطي أغنية «الدبكة» حقّها وأوصلها إلى الناس، وأن يشعر المستمع بأغنياتي الرومانسيّة.
- كنت تقول إنّ الغناء والتمثيل من أولوياتك.
كنت أقول...
- مثّلت في مسلسل «جيران» ولم تعد التجربة، ما هو السبب؟
أحبّ التمثيل، ولا أعتبر أني مثّلت حتّى الآن. كانت تجربة «جيران» جميلة جداً لكنّي لست راضياً عنها تجربة نوعاً ما، ولا أعتبرها تجربة تمثيليّة.
كنت صغيراً وظهرت بشخصيتي الحقيقيّة، ولم أقف أمام عدسات الكاميرا لأداء دور مركّب.
- هل تلقّيت عروضاً تمثيليّة منذ تلك الفترة؟
عرض عليّ أكثر من عمل في مصر ولبنان، لكنّي كنت منشغلاً بالتحضير لألبومي الأول «موهوم».
وفي الفترة الأخيرة تطلّب تحضير ألبوم «شو بتعمل بالناس» الكثير من وقتي. التمثيل له وقته، بدوري لم أتفرّغ له بعد لأنّه «مش هلّأ وقته».
- أي عمل أحدث نقلة نوعيّة في مسيرتك؟
أحدثت أغنية «لا تروحي» أول نقلة في مسيرتي الفنيّة، وكانت النقلة الثانية مع «لبنان رح يرجع»، إلى أن أصدرت أغنية «تعب الشوق» و»موهوم»، وأتمنى أن يحدث الألبوم الجديد نقلة جديدة.