بمُبادرة من جامعة حيفا وجمعيَّة أمناء جامعة حيفا في إسرائيل وتحت رعاية "סבתא גמילה" وبحُضور وزير العُلوم والتّكنولوجيا الرّاب دنيئيل هرشكوفيتش وعدد من رجال الأعمال الدُّروز الكِبار احتُفِلَ صباح اليوم الأربعاء في جامعة حيفا بافتتاح منتدى الأعمال للطّائفة الدُّرزيَّة بهدف تجنيد التبرّعات والدّعم المادّي للطّلاب الجامعيّين أبناء الطّائفة الدّرزيَّة.
وشارك في الاحتفال بالإضافة إلى رجال الأعمال عددٌ من الضُّيوف من مجال التّربية والتّعليم والصّحافة وغيرهم ومجموعة من الطّلاب والطّالبات الدّروز ضمن برنامج "الطّلاب المُتفوّقين" في جامعة حيفا.
افتُتِح اللقاء بكلمات ترحيبيَّة تولّى عرافتها السَّيّد فؤاد خير، مُدير عام "סבתא גמילה" الّذي قال : "نحنُ رجال الأعمال نملُك القُدرة على إحداث التّغيير، وقراراتنا اليوم ستُقرّر كيف سنبدو مُستقبلًا". وأضاف السّيّد خير قائلًا : " علينا مُرافقة الطّلاب والطالبات في الجامعة، ويتوجّب علينا مد يد العون حتّى نستطيع القول لأبنائنا بعد حوالي 20 سنة أنّنا أتممنا مهمّتنا".
وأنهى السّيّد فؤاد خير كلمته قائلًا : "إذا آمنّا جميعًا أنّنا قادرون على فعل شيء فإنّنا حتمًا سننجح".
تلاه رئيس جامعة حيفا، السّيّد عاموس شبيرا، مُدير عام شركة "سلكوم"، "ال-عال" وَ"חוגלה" سابقًا الّذي افتتح كلمته بتهنئة البروفيسور فؤاد فارس لترأُّسه المعهد الدُّرزي في جامعة حيفا مُؤخَّرًا. وقال السّيّد شبّيرا : "عمل بدون روح لا ينجح". وأكَّد على أهمّيّة جامعة حيفا من حيث موقعها وقال إنّه ليست هُنالك أي مؤسّسة في إسرائيل تُمثّل الفئات المُختلفة أفضل من تمثيل جامعة حيفا لها.
وفي كلمته، أشاد وزير العُلوم والتّكنولوجيا الرّاب دنيئيل هرشكوفيتش بالطّائفة الدُّرزيَّة قائلًا :" تجمعنا بالطّائفة الدُّرزيّة معاهدة حياة ونحن نبني معًا مُجتمعًا ودولة". وقال : "أحد الأوساط الّذي تكمن فيه طاقة كبيرة هو الوسط الدُّرزيّ، إلّا أنّ هذه الطّاقة غير مُستغلّة بصورة كافية". وأعطى الوزير هرشكوفيتش لمحة حول اهتمام الوزارة بتقدّم الطّائفة الدّرزيَّة، من خلال إقامة مركز فضاء على سبيل المثال مُؤخّرًا في المدرسة الثّانويّة الدُّرزيّة للعُلوم والقيادة في يركا كواحد من ستّة مراكز فضاء في إسرائيل. وأعرب عن اهتمام الوزارة بدمج الطّائفة الدّرزيَّة في مجال العُلوم والتّكنولوجيا. وأنهى الوزير هرشكوفيتش كلمته قائلًا : "ليت المال بين يديّ لأمنح الطّائفة الدّرزيّة قدرًا أكبر من الميزانيّات".
وتحدّثت باسم الطّلاب الدّروز، الطّالبة الجامعيّة فدا طرودي من قرية كفر سميع، طالبة تدرس للّقب الثّاني في موضوع علم النّفس الاجتماعيّ في جامعة حيفا، تحدّثت عن الصّعوبات الّتي تواجه الطّالب الدّرزي في مجال التّعليم من حيث قلّة المعرفة ونقص التّوعية والتّوجيه في المرحلة الثّانويَّة، اللغة العبريَّة الّتي تُدرّس بواسطتها الدّورات التّعليميَّة في الجامعات ونقص الموارد لتمويل رُسوم التّعليم. وعبّرت عن تجربتها من حيث تمكّن الوالدين من تمويل دراستها للّقب الأوّل والصّعوبة الّتي واجهتها في تمويل الدّراسة للّقب الثّاني واضطرارها إلى العمل أثناء الدّراسة من أجل تسديد رسوم الدّراسة، ومثلها الكثير من الطّلاب.
وتحدّث الأستاذ إياد قزل، مُركّز برامج القيادة الاجتماعيَّة لأبناء الطّائفة الدُّرزيَّة في جامعة حيفا مُعبِّرًا عن فخره بإقامة المُنتدى في جامعة حيفا وبرجال الأعمال الحاضرين الّذين يُؤكّدون بحُضورهم على اهتمامهم بمصلحة وتقدّم الطّائفة الدُّرزيَّة. وأعطى الأستاذ إياد قزل لمحة عن برنامج "الطلّاب المُتفوّقين" الّذي يضم 23 طالبًا وطالبة دُروز يتعلّمون مواضيع مرموقة ويحصلون على تمويل كامل لرُسوم التّعليم، وبرنامج "المُشاركة الاجتماعيَّة".
وقال الأستاذ إياد قزل في كلمته إنَّهم يحاولون من خلال هذه البرامج تطوير قيادة أكاديميَّة اجتماعيَّة لدى الطّائفة الدُّرزيَّة. وأنهى كلمته قائلًا : " شهادة التّأمين الّتي يُمكِن لكُل درزي أن يأخذها للحياة هي الشّهادة الأكاديميَّة".
وعرض البروفيسور فؤاد فارس من قسم عُلوم الطّبيعة في جامعة حيفا أمام الحُضور لمحة مُقتضبة حول مشواره في الحياة ومجال البحث العلميّ، وعرض بعض المُعطيات والإحصائيّات حول وضع الطّائفة الدّرزيَّة في مجال التّعليم العالي. وشدّد البروفيسور فارس على أهمِّيَّة تعزيز موضوع الألقاب المُتقدّمة في التّعليم، كما عرض أهداف المعهد الدّرزيّ في جامعة حيفا. وتحدّث عن الصّعوبات الّتي تواجه الطّالب الدّرزي ما قبل دخوله التّعليم وأهمّيّة العمل على هذا الموضوع.
وتحدَّث نائب الوزير للعلاقات الخارجيَّة وتطوير الموارد، عاموس جيفر حول التّوجُّه إلى المُجتمع العُمّالي في الطّائفة الدّرزيَّة.
وشاركت مجموعة من الطّلاب والطّالبات الدّروز من برنامج "الطُّلاب المُتفوّقين" بتعريف الحُضور عن أنفسهم ومدى مساهمة البرنامج في تقدّمهم مع التّمويل الكامل لرُسومهم الدّراسيّة.
ومع فتح المجال أمام الحُضور لطرح مُداخلاتهم وأسئلتهم تبرّع عدد من رجال الأعمال الدّروز بمبالغ مادّيّة لدعم الطّلاب الجامعيّين الدُّروز وخاصّة الطّلاب المُتفوّقين لمُتابعة مشوارهم التّعليميّ نحو الألقاب المُتقدّمة، وكان من بين المُتبرّعين 11 مُتبرّعًا من يركا، مُتبرِّعَيْن من البقيعة، متبرّع من بيت جن ومُتبرّع من دالية الكرمل.
ومن الجدير بالذّكر أنّه تمّ الاتّفاق خلال اللقاء على مُتابعة إقامة مثل هذه الاجتماعات من خلال المُنتدى.