داويت نفسي منك

بقلم : هبة رائد أبو نمر - المغار,
تاريخ النشر 15/11/2012 - 06:20:09 pm

داويت ~نفسي~ منك، كان تمر علي أوقات أباغتها صارخة باكِية، أحاول مواساتها بِكلماتي الباردة وقلبي الذي يعتصر ألمًا، قالوا أن العشق ممنوع عليها، فقد يرفع من ضغط المشاعر لديها ويسبب تسارع في نبضات الرحيل حتى ثمول الذكرى، مما قد يؤدي بها إلى أزمة الحنين..ومتلازمة من البكاء الشديد القاتل.
عِلتا العشق ، أمست مريضة به منذ أن سافر وتركها وحيدة..
كانت في غرفة الإنعاش الحسّي، تستلقي على فراش الانهيار، تتخبط بها الأشواق، فيخطفها نَفَس الموت تارة ويعيدها نبض الحياة تارةً أخرى، وتبقى مُترنحة على حافة الهاوية، لا مفر ، لا مهرب..
وطريقها إلى النهاية مفقود..
مغروسة هي بحقن الماضي، ُتضنيها ندوب الذكريات.. لم يزرها الأمل منذ وقت طويل.. كم هي كئيبة! تستلقي على فراشها البارد المريض متضرّعة إلى الله بمعجزة تأتي به، تحرقها الأشواق في نوبة بكاء مباغتة وتتركها نثرات رماد متطايرة، فتعود لاستنشاق روحها منه مرة أخرى ، وما أن تلبث باللّجوء إلى مرقدها حتى تلعن العيش الذي أضنها وتئِن من خزيِهِ لها..فَيُصيبها شلل مشاعر نِصفي مؤقت، تهدئ وتنام، فَتعود الأعلام بِبث مُسلسل حياتِها البائسة، وما تلبث حتى تستيقظ مذعورة صارخة مرتجفة ما بين كوابيسها وأطغاثها .
تُقتل بطعنات من الاحتياج ، وتُداوى نفسها بمراهم من من القوة .. مع أمل السُكون
كان شحوب قلبها المتعب يُبكي من يزورها إشفاقا على حالها.. تُرثيها ملاءات السرير وتشيعها قطرات الصبر بشيء من أمل ، فيفور الدم في أغلالها وتفقد الوعي...
إلى ان جاء ذلك اليوم، حيث قررت التّبرع بِقلبها الُمتعب وروحها المغتصبة ألماً، والتّملُصُ مِن هذِه الحياة المُضنية ..
فَلمتها، عاتبتها، أنّبتها: صَفعتها نسيانا علّها تَستفيق من أوهامها، لِم العجلة للموت ولِم كل هذا اليأس، صرختُ بها؛ استيقِظي مِنه ، هو لن يأتي ! لن يأتي أبداً، لقد مااااات هنا مذ رحيله لا تقفي على أطلال رجل يحترق حنينا لاُخرى !
" أخرى" ..!
تنهدت ببكآبة صارخة: آآآآه أيها القدر، إن ضرباتك تنهال على قلبي الذي شفه الجوى ، رفقا بي أرجوووووك!
كيف لهذا الليل أن ينجلي ، من أين يأتي الحلم، من أين تأتي السعادة والرّاحة والطمأنينة.. ضممتها حتى نشفت آخر قطرات دموعها..
آهٍ كم كانت ليلة عسيرة، .. لم أستطع جعلها تنام بسهولة، بكت كثيرا، حتى انتفخت عينها وفي احمرارها انكسار المغيب.!
تملكتني رغبة في البكاء على نحيبها وشهقات أنفاسها وهي نائمة..
لكن كان علي فعل أمر يُحيها.. كان يجِب أن أساعدها في أيّ طريقةٍ كانَت ..
عليّ ألّا أخاف وأبقى صامِتةً .. فَلم يعد احتمال الموت مُهماً.. فهي بكافة الأحوال ، ميتة!
ركَضتُ في أرواق الذاكرة بحثًا عن ذكرى تحييها، بحثت مطولا.. حتى وجدت على كل صفحة من كِتاب ماضيها بصمة من فرح، جمعتها كلها سويًا ووضعتها في عُلبة صغيرة ؛ أغرقتها بإكسير الحاضر وقطرات مِن إعادة الروح والحياة، سقيتها بالأمل وعطرتها بذكر الله.
نفختُ عليها بقليل من الوفاء، قليلا من الابتسامات، والكثير الكثير مِن الصّبر ،حتى نضحتْ طاقة وحيوية وأملاً منبثِق مَع ظلام غامِض..
أغلقتُ العُلبة ووضعتها أمام النافذة واستلقيتُ جانب تلك المُحتضرة ونِمت.
صباحًا ، فتحت عيناي، كانت الغرفة متلألئ بأشعة الشّمس الدافئة ، النور الصباحي وزقزقة العصافير ، لم أرى ذلك الإشراق منذ وقت طويييييل، إيه كم اشتقته!
تحسستُ مكانها جانبي فلم أجدها.. قمت بِفزع أتفحّص الغرفة كَالتائِه وسط الزّحام ..لعلي أجدها في إحدى الزوايا لكن بلا أمل ، لم يكن هناك احدٌ سِواي، نَظرت إلى النافذة فوجدت العلبة لا تزال هنا ، في مكانها.. اقتربت من النافذة وأمسكتُ العلبة ويداي ترتجف خوفًا..
رفعتُ الغطاء ببطء - وبِشيءٍ من الرّيبة- وفتحت العلبة..
كان ذهولي صمتي وسعادتي أسياد الموقف، وقعتُ على الأرض وكل ذكرياتي تمر أمام عيناي.
كانت دقات قلبي تزداد تسارعًا مع مرور كل ثانية، أحسستُ برعشة خفيفة أسكنتني، نظرت إلى العلبة مرة اُخرى وابتسمت، لم أدرك أبداً أن فيها سوف أجد؛
"نفسي" !

الصّورة للتّوضيح فقط !

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
1.غريب في وطنهكلماتُك نَبشت خزانةَ أفكاري... قلبت دفاتري... كشفت أسراري... حركت مشاعري... عزفت على أوتاري... كلماتك سيدتي ولجت الى داري... رسمت صورتك في مخيلتك كم تمنيت ان امتلك نصف موهبتك لكي احكي لك و للعالم قصتي و ربما اخصص لصديقك المسافر فصلا فيها ...19/11/2012 - 01:07:28 am
2.آمنةحقا انها كلمات ليست كالكلمات الله عليكي يا شاعرة هبه كلام جميل جدا يعبر عن الكثير من الافكار الباطنية من زمن بعيد ... دونت فوجيت ان النسيان نعمة وليس نقمة من عند الله. لكل بداية نهاية وبعد كل ظلام من المفروض ظهور النور الساطع فلا تيأسي ان الطريق طويلة امامك. شكرا على الكلمات الجميلة والى الامام وبالنجاح الباهر. انتظر بشوق المزيد...27/11/2012 - 12:07:05 am

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 2439
//echo 111; ?>