مؤسسة محمود درويش تستضيف امسية حول قصص الاديب محمد نفاع

موقع سبيل,
تاريخ النشر 26/11/2012 - 12:46:52 pm

ضمن نشاطاتها المتواصلة والمتنوعة استضافت مؤسسة محمود درويش للإبداع في كفر ياسيف الاديب المخضرم محمد نفاع في امسية جمعت لفيف من الكتاب والشعراء والفنانين والنقاد وعشاق الادب والمطالعة، ومختلف الاصدقاء والأحبة، وتناولت ادب نفاع وقلمه الفياض في مجال القصة ومجمل الابداع.
هذا وتولى عرافة الامسية وقدم لها الاستاذ الكاتب سهيل عطاالله حيث رحب باسم مؤسسة درويش بالحضور، مثنيا على دورها في رعاية حياة الناس شعرا ونثرا والتزاما وطنيا. مضيفا ان  الكاتب محمد نفاع كان بين رواد الادب الذين حملوا هموم شعبهم متصديا للسلبيات، يشدُ ازر كل ايجابي متمسكا بلغته العربية، مسخّرا مفرداتها وثروتها اللغوية في قصصه ومجمل كتاباته المتميزة بطابعها القروي الجبلي، واضعا نصب عينيه خدمة الادب والقضية السياسية التي آمن بها وما اليها من رسالة اجتماعية ومواقف وطنية ونهج انساني تقدمي، رهنَ حياته في سبيلها فنجده يتكلم بجرأة، لم يساوم أي كان ولا يخشى لومة لاءم ..
المداخلة الاولى في هذه الامسية الشيقة كانت للأديبة مفتشة اللغة العربية د. راوية بربارة حيث تناولت في كلمتها ملامح المرأة في ادب محمد نفاع ،"عاشق المرأة الارض" في مجموعته "التفاحة النهرية" التي صدرت مؤخرا قائلة ان قصص هذه المجموعة مفعمة بهذا الحضور الانثوي. حيث نجد ان نفاعا  من خلال هذه القص يعرف ان المرأة تشهر سلاحها المعتاد، ذاك الذي اشهرته هند في وجه عمر بن ابي ربيعة فكلما طلب ميعادا تقول له "بعد غدِ" .. والفرق بينهما ان الراوي هنا "عاشق المرأة الأرض" تلك الارض الجليلية بروائحها ونباتاتها وحيواناتها وطيورها وأشجارها ودروبها ومسالكها. ولهذا يخلق نوعا من التماهي بين المرأة والأرض واكدت د. بربارة ان هذا العشق بين محمد نفاع والأرض، عشق يبعث على غزل من نوع آخر ، ونراهما كأنهما شيء واحد. منوهة الى اصالة الصورة بكلماتها وأصالة الوصف التي تتمتع بها قصص المجموعة. كما اقتبست بربارة بعض اقوال الكاتب مدعمة رأيها منتهية الى القول: إن كل النساء اللاتي ظهرن في قصص المجموعة ظهرن عندما كان الراوي يتحدث عن البلد او التهجير او الرجال والأحداث او عن الهوية وكونها فلاحة قروية فاتنة الجمال.. والمرأة الارض هي محبوبة نفاع، واليقين فوق السطور وخلفها.
من جانبه البروفيسور ابراهيم طه رئيس قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة حيفا اكد ان ما يميز ادب محمد نفاع هو ابتعاده عن الترميز مع انه احد سمات الادب لكن الكاتب نفاع استعاض عنه بتقنيات وأدوات اختزلها في معظم نصوصه القصصية وجعلته كاتبا مبدعا مقروءا اضف الى هذا تلك اللغة الخاصة التي تميز كتاباته فهي لغة عربية لها نكهة خاصة ولا يستطيع غيره ان يأتي بمثلها، وانما فقط بشبيهة لها تلك التي اجادها القاص يوسف ادريس فهو الاخر مزج بين اللغة المحكية والفصيحة والصريحة في ذات الوقت. كما ان الفكاهة التي ميزت قصص نفاع وخفة الدم  تشدان القارئ ليرميه الكاتب في شباك فكرة قصصه والتي لا تخلو ايضا من السخرية المخضبة بواقع الالم،  وأكد طه من خلال تقديم الامثلة وقراءة بعض النصوص والقدرة على ربط الاحداث ببعضها وما يميزها من طابع فلاحي جبلي قروي تجعل القارئ يعيش مع القصة حتى لو كانت تخلو من الترميز.
اما ضيف الامسية الكاتب نفاع فأشاد بالمتحدثين مؤكدا انه عند بداية كتابته في مطلع الستينات من القرن الماضي لم يكن نقادا بمثل هذه الجرأة والصراحة يوم كان مقياس القصة او القصيدة مقرونا بالموقف السياسي. ثم مر نفاع على بعض ذكريات طفولته من حياة القرويين مؤكدا ان مأساة الترحيل والطرد من البلاد وآلاف المواطنين يمرون من وسط بلده بيت جن في طريقهم الى لبنان ما زالت تؤلمه الى اليوم، وان كتاباته لا شك تأثرت بتلك الفترة لكن ليس من المروض ان كل كلمة تكتب يكون الكاتب قد عبر بها عن نفسه. مؤكدا على اهمية توظيف مفردات اللغة في النصوص الادبية كون تلك الكلمات المحكية هي من صميم الكلمات الفصيحة . مستطردا القول ان الكثير من التراث ومجمل المأثور الشعبي تتطلب الضرورة المحافظة عليه. منوها الى ما تقوم به المدارس من احياء ايام تتناول اللغة العربية وما يلمسه من اهتمام الهيئات التدريسية والطلاب بها تبعث على الارتيا. كما اتى على بعض انماذج الادبية والعديد من المفردات الامثلة والاهازيج الشعبية. واختتمت الامسية ببعض المداخلات من الحضور التي اثنت على دور ضيف الامسية نفاع.   

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 2403
//echo 111; ?>