على الرغم من اقتراب موعد الانتخابات للكنيست التاسعة عشر والتي ستجري بعد أقل من شهرين من الآن فإنَّ المواطن الاسرائيلي هذه المرة لا يبدو متحمسا جدًا لهذه الانتخابات حيث لا نرى بوادر لحملة انتخابية ساخنة ، لا في الوسط اليهودي ولا في الوسط العربي ، وأكثر من ذلك عدم الاكتراث أو اللامبالاة في الوسط الدرزي خاصة ، وذلك لأسبابٍ عدة أهمها :
1- نتائج الانتخابات للكنيست على ما يظهر واضحة على أن اليمين سيفوز في هذه الانتخابات وسيشكل الحكومة القادمة برئاسة بنيامين نتنياهوالذي توحد مع ليبرمان الأمر الذي يضفي صبغة يمينية أكثر تطرفا لحكومة اسرائيل المقبلة . وهذا ما تشير اليه غالبية استطلاعات الرأي العام .
هذا الشعور يخيم على الوسط اليهودي خاصة وله انعكاسات على الوسط العربي أيضا.
2-الوسط العربي وخاصة الناخب العربي يعتريه نوع من خيبة أمل لعدم توحُّد الأحزاب العربية في قائمة مشتركة الأمر الذي ينعكس سلبًا على نسبة المصوتين العرب وعلى احتمالات خسارة القوائم العربية لمقاعد سيكون بإمكانها الحصول عليها لو تخوض الانتخابات بقائمة موحَّدة . وهذا الأمر يثير نوعًا من الإحباط والغضب لدى المواطن العربي الذي سيفقد ممثلين له في الكنيست وبالأحرى سيفقد من قوة تأثير الأعضاء العرب على التـأثير السياسي في الكنيست القادمة .
3- وفيما يخص الوسط الدرزي يبدو الأمر أكثر سوءً بالنسبة لتطلعات الناخب هنا والذي لأول مرة قد يواجه احتمال عدم دخول أي عضو درزي للكنيست القادمة كون الأحزاب الصهيونية والعربية لم تمنح أي مكان مضمون لأي مرشح درزي باستثناء حزب يسرائيل بيتينو برئاسة ليبرمان الذي منح النائب حمد عمار مكانا مضمونا. وهذه المرة قد نرى عضو درزي واحدا فقط في الكنيست القادمة بدل ستة أعضاء في الكنيست الحالية .
ومع هذه الأجواء التي تسود الحلبة الانتخابية يظل اهتمام المواطن العربي عامة والدرزي خاصة مصوًبٌ أكثر في هذه الأيام نحوانتخابات المجالس المحلية والتي ستجري في شهر اكتوبر2013 أي بعد حوالي أكثر من عشرة أشهر من الآن.
وفي هذا الخصوص نرى أن المواطن العربي أخذ يتهيأ لخوض هذه الانتخابات البلدية بأكثر جدية وبحماس ٍ يزيد عن انتخابات الكنيست حيث أخذت تسود القرى العربية عامة والدرزية خاصة أجواءٌ شبيهة ببداية معركة انتخابية تتمثل في اعلان بعض الشخصيات من الآن ترشحها لرئاسة المجالس في قرى ومدن مختلفة .
وبالنسبة للقرى الدرزية تستحوذ هذه الانتخابات هذه المرة على أهمية خاصة سيَّما وأنه في غالبية القرى يبدي عدة أشخاص نيتهم للترشح لرئاسة كل مجلس الأمر الذي يزيد من زخم الدعاية الانتخابية والمشادات بين هؤلاء المرشحين . هذا الأمر ينطبق على دالية الكرمل وعلى جولس وعلى كل قرية أخرى وكذلك على المغار التي سأخصها بالسطور التالية :
في المغار يبدو أن عددا ليس بقليل من المرشحين سيخوضون الانتخابات القادمة وفي الوقت الذي أعلن فيه حتى الآن ثلاثة أشخاص عن ترشحهم وهم السادة : زياد دغش ، زياد بلعوس وجمال شوفاني فإن عددا آخر من الشخصيات ستلحق بهم وتعلن ترشحها، لكن ذلك سيظل مسألة وقت وسنشهد خلال شهرين أو ثلاثة اعلان عدد آخر من المرشحين خوض الانتخابات القادمة .
وفيما يخص هذه الانتخابات في المغار يشد المواطن هنا أمله نحو سير حملة انتخابية نزيهة خالية من المشادات بحيث يسود الاحترام المتبادل بين كافة المرشحين والذين هم مطالبون من الآن بحث مؤيديهم لتشغيل عقلهم وعدم الإنجرار وراء العواطف من أجل ضمان سير حملة دعائية نظيفة لا يشوبها أي مساس بأي مرشح ودون اللجوء لظواهر سلبية لا سمح الله وذلك حفاظا على وحدة المغار ومصلحة سكانها على اختلاف انتماءاتهم الحزبية ، العائلية والطائفية . فالأيام تمضي والانتخابات ستنتهي وستظل المغار بلد الجميع لكل سكانها دون تفرقة أو تمييز .