يسعى كل مجتمع حضاري الى تكريم وتقييم مبدعيه , مفكريه الذين تركوا أثراً ومرساة حلم لبوابات أمل مستقبلي . والعمل على تطوير عاداتنا الإجتماعية لنستطيع التمشّي وفق أنماط التي من شأنها رفعة المجتمع ليتخلص من غيبوبته وتقاليده ا البالية.ومن ثمّ الأبتعاد عن الرخص أو الإبتذال والهوان والأسترسال في اللا مضمون !! وأقصد بالذات تلك التعليقات التافهة وأحياناً الجارحة التي تذيّل مقالات المواقع الألكترونية الهزيلة . تعليقات لا تعرف ابسط الحدود التربوية والأدبية .
فعلى العاملين في هذه المواقع أن يتوخوا الحذر وغربلة تلك التعليقات قبل نشرها , فوالله كفانا تعامي وتناسي الهفوات أو السقطات , العثرات والزلّات التي تهز كياننا وتفتّت وجودنا الحضاري والثقافي .
رغم ما ذكر علينا ألاّ ننسى أن هنالك بارقة أمل كبيرة في تحركنا الحضاري والثقافي , فمجتمعنا يزخر بالمؤسسات التربوية التي تستثمر قدراتها وللمدى البعيد في خلق أجيال مسلحة بأخلاق حميدة وتعليم عصري مبني على التفكير بأساليب استنباطية متطورة ليخلقوا عقول نابهة تتوخى الدقّة في كل ما تسرده أو ترويه . ومن هذه المؤسسات مؤسسة التطوير الثقافي والإجتماعي والتي يرأسها الشاب العصامي الأستاذ خالد صبري خوري والذي اسمح لنفسي بإعطائه لقب التويتر أو حلقة الوصل , فهو يسعى أبداً لنشاطات وابتكارات استثنائية في سبيل تقييم وتكريم محتفين يستحقون الإشادة لما قدموه من خدمات لرفعة بلدهم ووطنهم .
هنيئاً للأستاذ خالد على ابتكاراته الرائدة البعيدة عن المزايدات . وحقيقةً فهو يتمتع بحسّ المسؤولية والإنتماء وبشغف لا يعرف الحدود وهو مخطط آني ومستقبلي لافتاً النظر لوسائل محاربة ظاهرة شباب ومقاهي الأرجيلة , والتي أعتبرها أزمة خانقة في مجتمعات مهزوزة . تلك الأوكار الهدامة التي تحمل الغذاء القاتل والمميت لخلايا دماغ أولادنا وشبابنا , والذي حصراً سيتعرضون لشطف دماغ أصولي , فيصبحون في نهاية المطاف أناس ذوي رؤية وقدرات فكرية محدودة الإستنباط الذهني .
آخر هذه التكريمات كانت للأخ الأستاذ عناد جابر من الأسبوع المنصرم والذي أتحف ضيوفه من كرام البلدة باستقبال مهيب يليق به شاعراً رياضياً ومربياً .. حيث سُرّ الجميع لحضور مميز للأخت المربية أم حبيب آمال كريني والتي شاركت بشكل فعلي في الأمسية الثقافية متخطية مصابها الأليم . أرجو لأم حبيب الصحة والمزيد من العطاء الثقافي الذي ميزها طيلة أيام حياتها, حيث الطفولة كانت في قمة سلّم أهتمامها التربوية فالى الأمام ..
وإذ كان لي الشرف أن اكون من المشاركين في هذا التكريم لشخصيات كفرساوية تركت بصمات وضّاءة في حضارة وتطور المجتمع الثقافي والعمراني .
والمطلوب اليوم هو طرح برنامج تنويري تسعى اليه جميع المؤسسات لإتباع نهج فكري حقيقي يميزه الإنفتاح الحضاري , مبتعدين عن الإنغلاق الذي حتماً سيؤدي بنا الى إندثار ثقافي يقودنا الى التمزق العائلي وربما الطائفي, وهو الأخطر ميدانياً مما يبقينا أسرى لظاهرة فردنة الإنتماء.
فكفانا شعارات ضبابية جوفاء , ولننطلق مبتعدين عن الجهل , الإهتزاز والإنهزام لأن الحلم ما زال بوابة الأمل , لاحقين بعواصف التغيير في شتى المجالات . والله الموفق .
مع دعواتي لمجتمعي بكافة شرائحه وإنتماءاته بالمزيد من الرقي , الوفاء والمحبة.