أنتِ السُّهَى والفنُّ والطَّرَبُ بكِ تزدَهي الأقمارُ والشُّهُبُ
أنتِ الملاكُ بشَدوهِ طربَتْ كلُّ الدُّنى والشَّرقُ والعَرَبُ
فيكِ البراءَة ُ إنَّهَا سَطعَتْ وبقلبكِ الأشواقُ تلتهبُ
عيناكِ إلهامي ومُنطلقِي وَشُعاعُها في الروح ِ ينسَكِبُ
عيناكِ أسرارُ الوجودِ بها ...عيناكِ تنطقُ ... كلُّها عَتبُ
وبنورهَا الآفاقُ لي ابتسَمَتْ والجوُّ بالأنغام يَصطخِبُ
عيناكِ كالصَّهباءِ نشوتها بسُلافِها يَترَاقصُ الحَبَبُ
عيناكِ تروي حُزنَ مغتربٍ وبسِحرهَا كم هامَ مُغتربُ
الدِّفءُ أنتِ وَجَنَّة ٌ جمَعَتْ كلَّ الفنون ِ... وخيرُها عَجَبُ
إطلالة ٌ لكِ كلُّهَا شَمَمٌ بجبيبنكِ الامجادُ تكتتبُ
وَحَديثكِ المَعْسُولُ يُفرحُني كالشَّهدِ حُلوٌ ... طعمُهُ رُطبُ
الليلُ يرحلُ مع مواكبهِ والفجرُ بالآمال ِ يقتربُ
كالظبي ِ أنتِ بخَطوهِ أرَنٌ وتحُفُّهُ الأزهارُ والعُشُبُ
الكُلُّ يشهَدُ ... أنتِ رائعَة ٌ الناسُ والأخيارُ والنُّجُبُ
ُفقتِ الجميعَ برَونق ٍ بَهج ٍ أنتِ النهَى والعلمُ والأدبُ
وبوصفِكِ الأقوالُ كم عَجِزَتْ والفنُّ والأشعارُ والخطبُ
وقوامُكِ الفَتانُ يبهرني كالغُصن ِلينا .. بالندى رطِبُ
وخُدُودُكِ التفَّاحُ .. . يانِعة ٌ تسبي النهَى فالعقلُ مُستلبُ
وَرُضابُكِ الترياقُ يا قمري وبرَشْفِهِ قد يختفي السَّغَبُ
وتثيرُني فيكِ الانوثة كمْ للوَصل ِ مُشتاقٌ ومُلتهِبُ
أهواكِ روحًا .. بعدَهُ جسَدًا بالطيبِ ضُمِّخَ نارُهُ لهَبُ
وَأنا المُتيَّمُ فيكِ فاتنتي وبدونكِ الآلامُ والوَصَبُ
أنتِ الكرامة ُ.. حُلمُ مَنْ خلُدُوا إنَّ الإباءَ إليكِ ينتسبُ
فقتِ الصَّبايا سُؤدُدًا وَرُؤًى بكِ تحتفي الأسفارُ والكتبُ
كالشَّمس ِأنتِ وللدُّنى سَطعَتْ شمسُ النهار ِ الليلَ تحتجَبُ
وَلِحاظُكِ الأسيافُ مُسْلطة ٌ أهدابُكِ الأرماحُ والقضُبُ
كالنخل ِ في واحاتِهِ جَذِلٌ والشَّمسُ تشرقُ .. ضوؤُها ذهَبُ
أنتِ العطاءُ ودائِمًا أبَدًا مِن فنِّكِ الفيَّاض ِ كم شربُوا
كالجَدول ِالرَّقراق ِ في مَرح ٍ سَلسَالُهُ للخِصبِ مُنسَكِبُ
وتحفَّهُ الأزهارُ ضاحِكة ً والطيرُ تشدُو.. صوتُهَا عَذِبُ
الفنُّ أنتِ ... وآية ٌ خَلُدَتْ فيكِ انتشينا ... جوُّنا طرَبُ
أنتِ الملاكُ أتيتِ في زمَن ٍ حَفَّتْ بهِ الأهوالُ والنُّوَبُ
للحُبِّ كم غنَّيتِ يا قمَرًا في الليلةِ الظلماءِ يُنتدَبُ
الفنُّ أضحَى عندَنا هَزلا ً هَشًّا سَخيفًا ... كُلُّهُ لعِبُ
ماتَ العمالقة ُ الألى وَضَعُوا أسُسَ الفنون ِ ونُكِّسَتْ طنبُ
ومكانهُمْ قد حَلَّ كلُّ دَعِيٍّ فاشِل ٍ … ومَعينُهُ نضِبُ
فأعَدْتِ للطَّربِ الأصيل ِ مَكا نتهُ ... وكم قالوا وكم كتبُوا
ولهُ أعَدتِ جمالَ روعتِهِ كم خُضتِ فيهِ .. وانطَوَتْ سُحُبُ
حَلَّقتِ من قمَم ٍ إلى قمَم ٍ بمديحِكِ الشُّعراءِ ما كذبُوا